hit counter script

أخبار محليّة

ريفي: سنتابع قضية تفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس لإحقاق الحق

السبت ١٥ آب ٢٠١٤ - 19:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أحيت مدينة طرابلس والشمال، الذكرى السنوية الأولى لجريمة التفجير الارهابي الذي استهدف مسجدي السلام و التقوى، بمهرجان أقيم أمام مسجد السلام، برعاية وزير العدل اللواء اشرف ريفي وحضوره. كما حضر: النائب خضر حبيب، الوزير السابق عمر مسقاوي، رئيس بلدية طرابلس نادر غزال، عضو مجلس ادارة مرفا طرابلس محمود سلهب، عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" محمد مراد، إمام مسجد السلام الشيخ بلال بارودي، الشيخ توفيق افيوني ممثلا إمام مسجد التقوى سالم الرافعي، أمين سر نقابة المحامين في الشمال السابق فهد مقدم، وحشد من الفاعليات الشمالية واللبنانية وأهالي الضحايا.

بداية آيات من الذكر الحكيم، ثم النشيدالوطني، فالوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء التفجيرين، ألقى بعدها الشيخ بلال بارودي كلمة طالب فيها ب"ضرورة الاسراع بمحاكمة الفاعلين والمحرضين، وانزال اشد العقوبات بحقهم". وقال: "نشكر كل من وقف إلى جانبنا في مصابنا الأليم لاسيما اخوتنا المسيحيين والعلويين، حيث أثبتت طرابلس انها مدينة العيش المشترك والتعايش والاحترام المتبادل، وستبقى لؤلؤة الشرق من حيث تعايشها مع الآخرين". كما أكد ان أهل طرابلس "اثبتوا انهم يحسنون العيش مع الآخرين، وخطابهم هو خطاب الاعتدال".

ثم ألقى أحمد عبوس المعروف ب"أبو عشير"، كلمة باسم أهالي الشهداء طلب فيها "القصاص العادل من المجرمين". وقال: "آمل من الوزير ريفي إقرار العدل والضرب على أيادي الظالمين الذين استباحوا المدينة".

بعد ذلك ألقى الشيخ افيوني كلمة نيابة عن إمام مسجد التقوى، استهلها بالقول: "لقد شرفني الشيخ الرافعي ان انوب عنه في هذه الذكرى، بسبب الاصابة التي تعرض لها اثناء قيامه بوساطة في بلدة عرسال". وأكد "لن ننسى ولن نسامح من قتل المؤمنين في بيت الله"، معتبرا "ان هذا الاجرام لن يتوقف طالما هناك حزب يحمل السلاح خارج الشرعية، ويهدد به ويفرض على الناس ما يريد وما يحب". كما رأى ان جريمة تفجير المسجدين في طرابلس "كان وراءها نظام مجرم مستبد قتل شعبه ليبقى ويستمر".

وألقى ريفي كلمة استهلها بتوجيه "تحية إكبار وإجلال، إلى أرواح شهدائنا الأبرار، الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض طرابلس، وحموا المدينة من فتنة أريد من خلالها ضرب الاستقرار والعيش المشترك".

وقال: "لقد سعوا لإسكات هذه المدينة وإسقاطها، تمهيدا لاستكمال مشاريعهم الرامية إلى وضع اليد عليها، وبالتالي على شمال لبنان، وإسقاط كل الوطن. إن العناية الإلهية، أرادت لهذه الدماء الطاهرة التي سفكت أن تكون قربانا يحمي هذه المدينة ويحمي الوطن، وها نحن اليوم، وبعد مرور سنة على الجريمة النكراء، نجتمع معا لنؤكد أن إرادتنا بالحياة أقوى من إجرامهم وظلمهم وجبروتهم".

أضاف: "في هذه المناسبة، أعلن لأهالي الشهداء، أهلي في هذه المدينة، ولكل اللبنانيين، أن المحقق العدلي قد بدأ يوم أمس تحقيقاته مع الموقوفين، ونحن نعدكم أننا سنتابع هذه القضية لإحقاق الحق وإقامة العدالة إلى أن ينال المجرمون والمحرضون عقابهم".

وتابع: "ليس من قبيل الصدفة أن يستهدف المجرمون بيوت الله، فتراثهم في الارهاب والعنف في لبنان وسوريا حافل بعمليات الاغتيال والارهاب، وباستهداف المساجد والكنائس. فمن اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الإستقلال، ومن نفذ أبشع الجرائم في بيروت، وسوريا، استهدف عبر جريمته هذه وبواسطة عملائه، صمود هذه المدينة البطلة وعيشها المشترك. ولكن إيمانكم كان أكبر من حقده وإجرامه، فأسقطنا وإياكم مشروعه، واستمرت طرابلس مدينة لكل أبنائها، واستمر معها وبها الوطن".

وتوجه إلى "أهل الشهداء الأبطال"، بالقول: "كنت في منزلي لحظة وقوع الانفجار وعشت وإياكم هول المجزرة، ورغم الألم الكبير، كان أول ما فكرت به، قطع الطريق على ما أراده المجرمون. لقد أدركنا حينها، أن ثمة مؤامرة كبيرة تحاك ضد المدينة والوطن، ولا بد من قطع الطريق عليها، عبر الاحتكام، إلى مؤسسات الدولة، وعدم الانزلاق إلى الفوضى والعنف والأمن الذاتي. رغم هول الجريمة، لم يتوقف إجرامهم، فأرادوا الإستمرار بجولات العنف العبثية، حيث عاثوا بالمدينة خرابا، وحاولوا تدمير سلامها وتقواها واستقرارها واقتصادها. لقد حاولوا جرنا الى مسارات خاطئة طالما رفضناها. لقد أحبطتم، أيها الرجال، هذه المؤامرة، ومنعتم الفتنة الكبيرة وأكدتم أن مدينتنا الصامدة، هذه، ستبقى سدا منيعا لاستمرار لبنان وطنا عزيزا كريما سيدا مستقلا. أيها الأبناء، بسرعة قياسية، اكتشف ضباط ورجال، شعبة المعلومات المجرمين".

وأردف قائلا: "باسمكم وباسمي، أوجه تحية كبيرة لرجال هذه الشعبة. باسمي وباسمكم، أوجه تحية كبيرة لروح الشهيد البطل اللواء وسام الحسن. باسمي وباسمكم، أوجه تحية كبيرة لروح الشهيد البطل الرائد وسام عيد. إني على ثقة بأن المجلس العدلي، الذي تسلم ملف المسجدين سيأتي بالعدالة، نعم سيأتي بالعدالة، ويحاسب الجناة، أيا كانوا".

وأكد "ان طرابلس، مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ستبقى صامدة، ملتزمة بمشروع لبنان أولا، وستبقى تراهن على الدولة، ومؤسساتها الشرعية، التي هي وحدها، الضامن لأمننا واستقرارنا. إن الوطن لا يحمى بالتطرف ولا بالأمن الذاتي، بل بالالتزام بالدولة وبالقيم الوطنية التي زرعهاالرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي يؤتمن عليها اليوم الرئيس سعد الحريري. ونحن معه، وإلى جانبه في هذه المسيرة".

أضاف: "نحن نعلم أن صنع السلام أصعب بكثير من الهروب إلى العنف والفوضى، فالأوطان تبنى وتنمو بالأمن والاستقرار، ومن حق أبنائنا علينا، أن نؤمن لهم حياة آمنة مستقرة. علمنا التاريخ، أن أنظمة الإستبداد والقمع لا تبني الأوطان، وهي، وإن استمرت بالحكم، بالحديد والنار، لفترة ما، فمصيرها السقوط والزوال. إنها سنة الحياة. ها هو نظام بشار الأسد، يعطي نموذجا عن الإرهاب المنظم، لقد قتل مئات الآلاف من شعبه، وأراد نقل النيران إلى لبنان. لكننا منعناه من تحقيق ذلك في هذه المدينة العزيزة. هكذا فعلنا، وهكذا فعل أهلنا في عرسال البطلة. لقد صنع هذا النظام قوى العنف الأعمى والتطرف لتبرير استمراره. لقد مارس كل الموبقات والجرائم. قطع الرؤوس، فقطعوها. دفن الأحياء، فدفنوا الأحياء. اقتلع الحناجر، فجزواالرقاب. قتل الآلاف بالكيميائي والبراميل المتفجرة. مارس القتل الجماعي، فنفذوا الإعدامات الجماعية. فكما ارتكب هذاالنظام الإرهاب، ترتكبه داعش وأخواتها. لقد تستروا بالإسلام، والإسلام منهم براء. إن من سكتوا عن جرائم النظام السوري وإرهابه، هم شركاء في الجريمة. فمن يرتكب الجرائم الإرهابية، ويبدي الخشية من الإرهاب، هو منافق، إرهابي بامتياز".

وتابع: "إن أهل الاعتدال، من كل الطوائف، قادرون على مواجهة الإرهاب بوجهيه، وأنا متأكد، أن ربيع الاعتدال والديموقراطية وكرامة الإنسان، في لبنان وسوريا والعالم العربي، أقوى من إرهاب الأنظمة الاستبدادية وإرهاب التطرف، فالاعتدال هو المنتصر. نعم إن الاعتدال هو المنتصر، بإذن الله. إن لطرابلس حق على الدولة. ونحن، ومن موقع المسؤولية، نؤكد على العمل باستمرار لتحقيق ما تستحقه هذه المدينة من أمن وإنماء، وتفعيل الدورة الإقتصادية وإيجاد فرص عمل للشباب. فلا أمن دون إنماء، فكما يؤدي الإستبداد إلى التطرف، كذلك يؤدي الفقر والحرمان إلى التطرف".

وختم ريفي: "من طرابلس مدينة السلام والتقوى والعيش المشترك، نقول إن أدياننا السماوية تختزن كل معاني القيم الانسانية والأخلاق والاعتدال. نحن أبناء هذا الوطن بمسلميه ومسيحييه، سنبقى ندافع عنه ليبقى وطنا نهائيا لجميع اللبنانيين. عشتم وعاش شهداؤنا وعاش لبنان".

  • شارك الخبر