hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

العشاء السنوي لجمعية لابورا في جنسنايا صيدا

السبت ١٥ آب ٢٠١٤ - 11:27

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقامت جمعية "لابورا" فرع الجنوب حفل عشائها السنوي الاول 2014 في جنسنايا شرقي صيدا، حضره عضو كتلة "التحرير والتنمية" ميشال موسى، عضو تكتل "الاصلاح والتغيير" زياد الاسود، الارشمندريت سمير نهرا ممثلا راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي بشارة الحداد، الاب مارون كيوان ممثل راعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران الياس نصار، عضو مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان وليد مزهر، رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم، الامين العام لمطرانية الروم الكاثوليك للملكيين الاب سليمان وهبي، رئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش وشخصيات سياسية واجتماعية وتربوية وعسكرية ورؤساء بلديات ومخاتير من منطقة جزين، شرقي صيدا، مرجعيون وحاصبيا.

بداية النشيد الوطني، فعرض فيلم مصور عن إنجازات الجمعية، ثم رحبت عريفة الحفل الزميلة زلفا عساف في مستهل كلمتها بالحضور، وقالت: "الإيمان ليس بالنظر الى العلاء فحسب، بل هو التفاتة نحو الأرض بعين المسيح. من هنا اتخذت جمعية لابورا منذ تأسيسها في نيسان عام 2008 روحية هذه الإلتفاتة بعين المسيح، لتعمل على إيجاد فرص عمل للشباب المسيحي في القطاع الخاص، ولتعمل أيضا على تفعيل دورالمسيحيين في القطاع العام. واضعة نصب عينيها تقليص مشكلة البطالة التي كبلت وتكبل، طموح الشباب في القرى وفي المدن، فسلختهم عن مجتمعهم ورمتهم أحيانا كثيرة في أحضان الغربة الموحشة أو حتى دفعتهم الى مغادرة قراهم، نزوحا لطلب العمل في المدن. وبالتالي عملت على إفراغ القرى من نبض شبابها".

أضافت "لقد استطاعت لابورا من خلال أدائها الإحترافي، أن تتوسع بدورها الفعال على مستوى الوطن، فأنشأت فروعا في المناطق اللبنانية، كان أولها في منطقة لبعا في تشرين الأول عام 2010، ثم في البقاع عام 2012، فالشمال عام 2013. والى المزيد من الفروع في المناطق الأخرى، إنشاء الله".

وتابعت "حلت لابورا في عملها الدؤوب، صلة وصل بين طالب العمل والشركات الخاصة ومؤسسات الدولة. فقامت بتوظيف أكبر عدد ممكن من الشباب المسيحي في المناطق اللبنانية، لا سيما الجنوبية منها، تفاديا لإفراغ البلدات من عنصر الشباب وللعمل على خلق مبادرات تنموية، تنبض بروح الشباب وتستجيب لطموحاتهم".

وأردفت "مرت السنوات وعطر نشاط لابورا، يفوح في الأرجاء من خلال عملها المنظم، تحدت الظروف الاجتماعية الصعبة للشباب المسيحي، فأهدتهم الأمل بلبنان، مرة أخرى، وساعدتهم بذلك على التجذر بربوع الوطن والانخراط في الوظائف المتاحة، لا سيما في كنف الدولة، بعدما تراجع الحضور المسيحي في مؤسساتها المدنية والعسكرية، بشكل ملحوظ".

وختمت "تألقت لابورا في فروعها كافة، ومنها فرع لبعا. ومن خلال أدائها المتكامل في التوظيف والتوجيه والتدريب والمتابعة وخلق مبادرات التنمية، حققت خطوة رائدة ملبية بذلك احتياجات الشباب المسيحي، مشرعة باب المستقبل والأمل الواعد في لبنان ككل، وفي جنوبه الحبيب أيضا"، موجهة التحية ل"مؤسسي ونشطاء وأصدقاء جمعية لابورا في أرجاء هذا الوطن".

بعدها، عرفت عساف بكلمة مؤسس ورئيس جمعية "لابورا" الأب طوني خضرة، فقالت: "ولج الى مكنونات الإنسان، فعرف حقيقة أحلامه، حينها قرر تحويلها الى واقع جميل، معتمدا في ذلك على الثقة بالله والنفس، والثقة بالرسل المتعاونين معه، فاتخذ التنظيم، أسلوبا للاحتراف وسلاحا لمواجهة معضلة البطالة".

أضافت "إستوحى روحيةالتأسيس من نص للقديس يوحنا بولس الثاني، يعودالى عام 1982، يقول فيه، باختصار "إن الحل الإيجابي لمشكلة توظيف الشباب، يفترض تضامنا قويا جدا من جميع الشعوب، لتقديم التضحيات اللازمة، والعمل معاعلى تنفيذ البرامج والاتفاقات التي تعبر تعبيرا ملموسا عن التضامن"، ومن هذا النداء، حمل جوهر الرسالة، فجعلها تنطبق على واقع لبنانه. ثابر في نهجه على تفعيل الحضور المسيحي في قطاعات العمل كافة، إنطلاقا من أهمية عيش القيم الوطنية المستوحاة من رسالة لبنان النموذجية في العيش معا. ونتاجا لما تقدم، أسس منهجية منظمة لنشر ثقافة عمل جديدة، ترتكز على كفاءة إدارة ناجحة وشبكة فاعلة من العلاقات العامة على مستوى الوطن ككل. صاغ مطالبه الهادفة، عهدا حقيقيا، لبنيان وطن قائم على الشراكة الحقة وضرورة الإنتماء للأرض الهوية والبقاء. وبذلك رسم خارطة طريق نحو الحس الإنساني الحق، فأنار دورب كثيرين بعد أن تعثروا تحت وطأةالظلام".

وختمت "الكلمة الآن لرسول جسد بعمله، فرح العطاء، فأثبت أن اختبار الإيمان الحق، هو التفاتة نحو الأرض بعين المسيح. الكلمة الآن لسيد الكلمة، مؤسس ورئيس جمعية لابورا، قدس الأب طوني خضره الجليل الاحترام، فليتفضل".

وقال خضرة: "نحن معكم الليلة في العشاء السنوي الأول، لنحتفل بالسنة الثالثة لوجود لابورا في الجنوب. ولنؤكد لكم ومعكم مرة أخرى، بأن لابورا اليوم تكبر بكم، ومعكم، وبدعمكم. صحيح أننا أسسناها منذ 6 سنوات مع مجموعة من المؤمنين بالقضية، ولكنكم أنتم اليوم أسسسها وضمانة نجاحها واستمراريتها".

وتوجه إلى الحاضرين، بالقول: "أحبائي، الوطن انتماء وقضية والأرض هوية، والهوية أرض، والأرض بقاء وتجذر، والوطن دولة فيها مؤسسات وقدرات وموظفين وتقديمات، ولكي يستمر الوطن وتبقى الهوية، علينا أن نحافظ على الأرض، وكي نحافظ على الأرض، نحن بحاجة الى رجال ونساء وأطفال يحمونها ويستثمرون بها، لأن البشر يضمنون بقاء الأرض وليس العكس صحيحا، والأرض من دون بشر خربة وعراء. لذلك من الضروري الحفاظ على العائلة اللبنانية المسيحية بحدها الأدنى العددي".

أضاف "ولكي يستمر الوطن وتبقى الدولة قوية بشعبها المنخرط فيها، والمتنوع الطوائف والإنتماءات، علينا أن نحافظ على الحد الأدنى من التوازن في مؤسساتها وإداراتها وفي الوظائف العامة. لإنه بغياب التوازن تضيع الحقوق، وتتحقق الهيمنة الطائفية والحزبية، وتتغلب فئة من اللبنانيين على أخرى، ويضيع الوطن وتسقط الدولة وينهزم الشعب .إن عمل لابورا الدؤوب يندرج ضمن هذا العهد الوطني الحقيقي، وفي إطار سليم لبنيان الوطن على الشراكة الحقة والعدالة الدائمة".

وتابع "هنا، وفي هذه الأطر تتوضح أهمية لابورا من خلال سعيها الدائم من أجل تحقيق هذه المبادىء وعيشها، لإن الحياة لمن يعمل وليس لمن يستقيل. رسالتنا في تحقيق هذه الأهداف الجوهرية. لذلك نقولها بصراحة لا تسوقوا لابورا كمكتب توظيف أو تقيموها بحجم أعداد المتوظفين من خلالها. الإنجازات كثيرة وبعض الإخفاقات موجودة لا شك. وبعض الإنجازات الكثيرة لا نريد أن نتحدث عنها، بل نتركها للمستقبل والتاريخ يضيء عليها. والاهم أن نضيء شمعة في ليلنا المظلم بدل أن نلعن الظلمة تحت أنوار الشمس".

وإذ أكد أن "المخاطر التي تهدد واقع لبنان كثيرة اليوم، ومواجهتها مسؤولية مشتركة من قبل جميع اللبنانيين"، قال: "إذا كان اللبنانيون وبالأخص المسيحيون منهم يسألون اليوم في هذه الظروف الصعبة، من يحمينا؟ فجوابنا بالتأكيد الدولة وحدها تحمينا، وليس أحد سواها"، داعيا الجميع "تعالوا لننخرط في أجهزة الدولة لنحميها ونحمي أنفسنا وشعبنا. وفي الوقت نفسه نبقى مرسخين في أرضنا وقرانا وعائلاتنا".

ورأى أنه "ربما الكثير من شبابنا يسأل، هناك عناصر من عسكر وقوى الأمن مخطوفين بعد حادثة عرسال، وتقع حوادث هنا وهناك ويستشهد فيها شباب من القوى الأمنية. كيف يمكننا الإنخراط في هذه الأجهزة في هذه الحالة؟ وربما نصادف المصير نفسه، وهنا نسأل هل تبقى الأوطان لإبنائها الأحرار من دون تضحيات ومشاركة حقيقية في إداراتها؟ وهنا لا بد من الإشارة إلى أن نسبة الذين يستشهدون سنويا في الجيش والقوى الأمنية أقل بكثير من نسبة الوفيات في حوادث السيارات، مع العلم بأن الشهادة في القوى الأمنية هي من التضحيات الوطنية الكبيرة، الى جانب ضمان عائلة الشهيد وحياتها".

ولفت إلى أن "المطلوب أن تكون المشاركة المسيحية بالتأكيد على مستوى عال من المسؤولية، فالوطن بحاجة إلينا، وتأمين الأمن الوطني ورفض الأمن الذاتي ضرورة ملحة"، سائلا "كيف يمكننا أن نقوم بذلك، ولا نريد التضحية والمشاركة جنبا الى جنب مع إخوتنا المسلمين؟ وكيف نستطيع المطالبة بالأمن والأستقرار والعدالة والتوازن في توزيع خيرات ومقدرات الدولة ونحن خارج الدولة؟"، مؤكدا "نتشارك في الأمن، نتشارك في التضحيات، نتشارك في المخاطر، كما نتشارك في الدولة والسلطة والتمتع بخيرات الوطن".

وقال: "لقد اتخذ المسيحيون خيارهم: الدولة خيارهم، الشرعية خيارهم، فلنتفضل ونشارك في هذه الدولة وأجهزتها وعديدها بمسؤولية وجدية. إن عدد المسيحيين اليوم، مثلا في قوى الأمن الداخلي هو أكثر من 40 % في وقت كان سنة 2005 30%"، سائلا "أليس هذا من بوادر الرجاء والأمن الوطني، فلماذا لا نفعل ذلك في كل قواتنا الأمنية وبخاصة الجيش اللبناني".

أضاف "إن تأييد شركائنا في الوطن لقضية لابورا، يتصاعد وبخاصة بعد النداء الذي وجهناه منذ يومين، وكان تأكيد من قبلهم على دور المسيحيين، وحضورهم في الدولة وتأكيد من قبل لابورا على الإلتزام بهذه القضية دون أن نقبل بأن يدخلنا أحد من هنا أو هناك في المواقف السياسية والحزبية الملتزمة، التي قد تمنعنا عن تحقيق هدفنا. نعم، إنها مسؤولية كبيرة تحملونا إياها، ونعدكم بأن نبقى على مستواها".

وختم "لذلك نقول لكل شركائنا المسلمين: في أيام ستة وستة مكرر، كان يقال للمسلم لا تستطيع أن تدخل الى الجيش إلا عندما تجد مسيحيا يذهب معك، ونحن اليوم نقول لكم أيها الشركاء في الوطن لا تذهبوا الى هذه الوظائف دون أن تصطحبوا مسيحيا معكم".

  • شارك الخبر