hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

نهر الحاصباني الموحل

الخميس ١٥ آب ٢٠١٤ - 08:49

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

شرعت مؤسسة مياه لبنان الجنوبي بحفر بئر جوفية على بعد حوالى 50 متراً من نبع الحاصباني، بهدف جر المياه الجوفية وتخزينها للاستخدام الاحتياطي في حال استمرار شح المياه وانخفاض هطول المتساقطات في فصل الشتاء المقبل. النبذة التعريفية عن المشروع الممول من الصليب الأحمر الدولي تشير إلى أنه يشكل جزءاً من السياسة الاستباقية التي انتهجتها وزارة الطاقة والموارد المائية أخيراً لمواجهة خطر الجفاف المحتمل في الينابيع والأنهار، في حال تكرار ضعف المتساقطات في الأعوام المقبلة والتي لم تزد هذا العام في حاصبيا عن 400 ملم. الحفارات تضرب في محيط النبع الذي يغذي نهر الحاصباني ومنطقة حاصبيا وجوارها. لكن الهدف الإيجابي البعيد المدى الذي تبتغيه الوزارة تسبب بآثار سلبية فورية. فقد ارتفعت شكاوى أصحاب المتنزهات الواقعة على ضفة الحاصباني من تحول مياه النهر إلى وحول منذ أيام. وأصبح أقرب إلى مستنقع، ما أدى الى نفوق مئات الأسماك النهرية التي يربيها أصحاب المتنزهات في مزارع خاصة. ماجد الحمرا، أحد هؤلاء، أكد أن الأشغال لا تجرّ الوحول إلى مياه النهر فحسب، بل إن زبداً يطفو على السطح ناجماً عن تزويد الحفارات بمسحوق غسيل خلال عملية الحفر لتسهيل انزلاق التربة.

رئيس بلدية حاصبيا المستقيلة منذ أشهر عدة، غسان خير الدين، نفى علمه المسبق بالمشروع، محملاً مسؤولية الأضرار البيئية الناجمة إلى قائمقام حاصبيا الذي يسيّر أعمال البلدية منذ حلها. واستغرب كيف تقوم المؤسسة ببدء الأشغال من دون استشارة البلدية وفاعليات حاصبيا، لافتاً إلى أن الحفر ينزل إلى مستوى 250 متراً تحت الأرض، ما قد يؤثر على حجم المياه المتدفقة من النبع الذي يستفيد من مياهه أكثر من عشرة آلاف مقيم في حاصبيا وجوارها. وتساءل خير الدين عن جدوى تنفيذ المشروع حالياً بعد وقت قصير على تدشين مشروع حفر أربع آبار في عين جرفا.

إلا أن ابن حاصبيا، الأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية في علم البيئة، نبيل عماشة، رأى في اتصال مع «الأخبار» أن المشروع حائز موافقة القائمقام ويتوافق مع المواصفات القانونية المطلوبة ويستوفي الشروط البيئية بحسب دراسة جيولوجية نفذت ميدانياً بطلب من الجهة الممولة (الصليب الأحمر الدولي). وأوضح أن البئر لا تؤثر على ضخ مياه النبع لأنها تستهدف المياه الجوفية، وسيتم استعمالها على سبيل الاحتياط، في حال استمرار الجفاف بشكل متواصل لثلاث سنوات متتالية، كما حصل بين عامي 1932 و1935 عندما جفت مياه نبع الحاصباني بعدما بلغت نسبة المتساقطات 400 ملم. أما بالنسبة إلى الوحول التي تسربت إلى مياه النهر، فأكد عماشة أنها نجمت عن بلوغ الحفر طبقة معينة تحت الأرض بعمق عشرة أمتار، لكنها لا تسبب تلوثاً في المياه بل تعكيراً مؤقتاً على غرار السيول خلال الشتاء. لكنها تحتاج إلى وقت لكي تستعيد المياه الجارية صفاءها، ولا سيما بسبب انخفاض منسوب النهر.

الوحول التي عكرت صفو الحاصباني ضربت أيضاً في مجرى نهر الليطاني، بدءاً من وادي نهر الخردلي وحتى مصبه في القاسمية في منطقة صور، تحولت إلى اللون الرملي. والسبب وجود عدد من المرامل القريبة من مجراه، التي يقوم أصحابها بغسل الرمول في برك تصب مياهها في المجرى.

"الاخبار - آمال خليل"

  • شارك الخبر