hit counter script

أخبار محليّة

مونس: الأفضل لمسيحيّي الموصل الاستشهاد عوَض دفع الجزية

الخميس ١٥ آب ٢٠١٤ - 06:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اكد الأب يوسف مونّس ان المسيحيين لم يدفعوا جزية في حياتهم، بل لجأوا إلى الجبال واهتمّوا بها محصِّنين مواقفهم، ولم يُجبرهم أحد على البقاء أو المغادرة، بل هم اعتصموا في جبال لبنان التي شابهَت شخصيّتهم مع مرور الزمن. وتكوَّنت مواقعهم الجغرافية من 700 متر وما فوق، ولم ينزلوا قطّ إلى الشواطئ، لأنّ الجيوش العثمانية المعادية كانت تتّخذها ممرّاً لها، فيما المناطق التي تُعتبر مسيحية اليوم وتقطنها الأغلبية المسيحية، مثل البترون وجونية، فلم تكن كذلك فيما مضى، إذ سكنَها بعض العوائل المسيحية، فيما الأكثرية المسيحية لم تسكن فيها، كما أنّ منطقة جبيل لم يسكنها المسيحيون بل صعدوا إلى تنّورين وبشرّي والعاقورة وعينطورة وقرطبا وجزّين، أي إلى المناطق العالية، وتحصّنوا فيها، فلم يأتِ خلفَهم أحد. ولم يجرؤ أحد على الصعود إلى الجبال لمقاتلتهم، لأنّهم كانوا يدحرونه من الأعلى إلى الوديان، ولم تحاول تلك الجيوش الصعود الى الجبال والمغامرة مجدّداً لمقاتلة المسيحيين.

ويكشف مونّس في حديث لـ"الجمهورية"، أنّه وفي مرحلة الخلافة وليس في أيّام العثمانيين، على عكس ما يقال اليوم، كانت الجزية تُدفَع إلى المسيحيين وليس العكس، لأنّهم كانوا يطاردون الجيش مع الخليفة «للإعفاء عن جيوشهم»، بالإضافة إلى أنّ موارنة لبنان عُرفوا بتمرّدهم، فتمرَّدوا على كلّ شيء، ومَن يعرف تاريخ لبنان يعلم جيّداً أنّ المسيحيين لم يدفعوا جزية في حياتهم»، مؤكّداً أنّ «المسيحيين في طرابلس لم يدفعوا يوماً الجزية، وكذلك في زحلة التي كانت مستقلّة عن سلطة الكثلكة ولم تدفع يوماً جزية».

ويضيف: «إذا نظرنا إلى الجغرافيا والتاريخ، نرى أنّ أحداً لم يجرؤ على صعود جبال لبنان لمحاربة المسيحيين، بل ذهب العلماء الموارنة الى الآستانة ليُعلّموا ويدرّبوا ويترجموا، فلا نُصدّقنّ مقولات خاطئة ونتاجر بها».

وعن الخطر في الموصل الذي سبَّبه جبنُ الجيش العراقي، يسأل مونّس: «هل من المعقول أن يهرب العسكر الذي أثبَت أنّه عسكر كرتوني ولا يدافع عن شعبه؟». ويلفت في المقابل إلى أنّ «جنودنا ذهبوا إلى عرسال وقاتلوا وناضلوا واستشهدوا وكسروا العدوّ، ومن هنا يجب عدم مقارنة أنفسنا بالآخرين»، ملاحظاً أنّ «الأكراد، وبعدما تسلّحوا، بدأوا يدافعون عن أنفسهم ويستعيدون مواقعَهم». ففي الموصل برأي مونّس «الجيش باع الموصل بما فيها ورحَل».

أمّا عن اختيارهم دفعَ الجزية، فيقول مونّس إنّه من الأفضل لمسيحيّي الموصل الاستشهاد عوَض دفع الجزية، «فالعملية عملية كرامة»، مؤكّداً أنّ «هناك تفكيراً دينياً خاطئاً وواهماً عند بعض المشايخ، ويجب تصحيح بعض الأمراض العقلية عند بعضهم، أكثر من تصحيح موقف المسيحيّين، فحقّ الدفاع عن النفس مشروع، لكنّ المواطنين وثِقوا بدولة كرتونية».

ويؤيّد مونّس مواقف البابا فرنسيس والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والكنسية المارونية والشعب الشرقي العظيم وموقفَ الدروز. ويشدّد على أنّه ليس خائفاً من التمرّد الداعشي، «لأنّ عناية الله ترعى هذا التاريخ، فنحن لم نبقَ حتى اليوم ليأكلنا تنظيم «داعش»، وسوف نأكل رأسَه هو وجميع المفتنين المجانين المَرضى نفسيّاً، وسنغيّر المعادلة من جذورها ونعود إلى زمن التنوير الذي هو في قلب الإسلام، وقد عرفناه مع ابن رشد والغزالي وابن خلدون، إلّا أنّ الظلاميّين الجُدد قتلوا العقل في الشرق الأوسط».

وفي السياق عينه، تؤكّد جهات دينية رفيعة المستوى أنّ المعونات الإنسانية المرسَلة من لبنان راهناً هي من أولى واجبات القيادات الروحية المسيحية والعوائل المسيحية اللبنانية القادرة، وكذلك الإعلام اللبناني الذي يعوّل عليه مسيحيّو العراق كثيراً لما له من سلطة فاعلة في إيصال الحقيقة والحضّ على المعالجة، فيما نوّهَت جهات متابعة بالدور المعنوي الكبير الذي لعبَه البطريرك الراعي بذكاء من خلال توجُّهه إلى أربيل تحديداً للوقوف على خاطر المسيحيّين هناك، وقد أظهرَ التعاضد الكبير لبطاركة الشرق الصورة الحقيقية للوجه المسيحي المتَّحد والصلب.

  • شارك الخبر