hit counter script

أخبار محليّة

الجسر: إذا كان الحوار ضرورياً فتلزمه مقدمات وخطوات من جانب الفريق الآخر

الخميس ١٥ آب ٢٠١٤ - 05:45

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بانتظار عودة رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري إلى بيروت أواخر الجاري، استناداً إلى معلومات مستقاة من مصادره في بيروت، فإن الجهود لا تزال تركز على ضرورة الاستعجال في الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية بهدف إعادة تفعيل دور المؤسسات الدستورية وتجنب استمرار الشغور في مقام الرئاسة الأولى، في وقت بدأت أسهم التمديد للمجلس النيابي بالارتفاع، بالرغم من توقيع الحكومة لمرسوم دعوة الهيئات الناخبة، على اعتبار أن الغالبية النيابية باتت في أجواء أن التمديد للمجلس أصبح أمراً واقعاً لأسباب عديدة أبرزها، عدم وجود رئيس للجمهورية وغياب الاستقرار الأمني.

بالتوازي، فإن هناك من بدأ يروج لإمكانية أن يقود الموقف اللبناني الموحد في مواجهة الإرهاب “الداعشي” إلى فتح قنوات الحوار بين الرئيس الحريري و”حزب الله” بالرغم من الهوة الواسعة التي تفصل بين الطرفين، لأسباب عديدة، داخلية وإقليمية وأبرزها ما يتصل بتدخل “حزب الله” في سورية، والسؤال الذي يطرح، هل يمكن فتح الأبواب مجدداً بين “المستقبل” ورئيسه وبين “حزب الله” وأمينه العام السيد حسن نصر الله؟

يجيب عضو كتلة “المستقبل” النائب سمير الجسر بالقول لـ”اللواء”، إنه إذا كان الحوار ضرورياً، لكن تلزمه مقدمات وخطوات من جانب الفريق الآخر، تؤكد استعداده للانفتاح على الشريك في الوطن، سيما وأن هناك أموراً تحصل تثير الكثير من التساؤلات من قبلنا، داخلياً وإقليمياً ولا بد من اتخاذ قرار حاسم بشأنها والرد على هذه التساؤلات، ولو أن السيد نصر الله أشار في خطابه الأخير إلى أن كل شيء قابل للتفاهم، لكن ذلك لا يمنع من القول إننا ضد أي تدخل في سورية أو في أي بلد عربي، كون ذلك يستجلب تدخلاً في شؤوننا وهذا ما لا يمكن القبول به لأنه يتعارض مع مصلحة بلدنا، إضافة إلى أن استمرار امتناع “حزب الله” عن تسليم عدد من عناصره المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري من شأنه أن يؤثر سلباً على أي حوار محتمل مع الحزب في حال بقي الأخير على موقفه الرافض للتجاوب مع قرارات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

وانطلاقاً مما تقدم، فإن الظروف لا تبدو مؤاتية لعودة جسور التواصل والحوار بين “المستقبل” و”حزب الله” كما يقول الجسر، بانتظار أن يراجع الحزب سياسته ويقوم بتصحيح الأخطاء التي ارتكبها وإعادة تقويم سلوكه في لبنان والخارج، وعندها يمكن أن تُستعاد معه قنوات التلاقي من أجل مصلحة البلد والناس وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية لتفادي استمرار الشغور الذي يهدد البلد بالفراغ الشامل.

ورغم ذلك، فإن نائب “المستقبل” ينظر بعين إيجابية إلى التقارب الحاصل بين مكونات “8 و14 آذار” لمواجهة الخطر التكفيري الذي يمثله “داعش” والتنظيمات الأخرى، بعد رفض الفريقين للممارسات الإرهابية والإجرامية التي استهدفت الجيش في عرسال، ما وحّد اللبنانيين خلف جيشهم الوطني في مواجهة هذه الفئة الضالة التي تشوه الدين الإسلامي وتضرب صيغة العيش المشترك بين الإسلام والمسيحية، وهذا التقارب الحاصل يمكن أن يكون مقدمة لخلق أجواء أفضل بهدف إعادة ترميم الثقة لتحصين لبنان وحماية سلمه الأهلي وتعزيز العيش المشترك بين اللبنانيين. وفي هذا الإطار تأتي عودة رئيس “المستقبل” إلى لبنان لدعم خيار الاعتدال والتأكيد على رفض كل ما يقوم به هؤلاء الإرهابيين وللوقوف إلى جانب المؤسسات العسكرية وتسريع تنفيذ هبة المليار دولار التي تضاف إلى الثلاثة مليارات السابقة، في الوقت الذي أكدت المملكة العربية السعودية على لسان مفتيها العام وفي موقف واضح يدحض كل الافتراءات، بأن “داعش” و”القاعدة” هما عدو الإسلام الأول، نظراً لخطورة ما يقترفه هذا أن التنظيمات من أعمال إجرامية بربرية غايتها الإساءة إلى الإسلام والمسلمين، وبالتالي فإن هذا الموقف الذي عبر عنه مفتي المملكة أثار ارتياحاً كبيراً في الأوسط العربية والإسلامية، لأنه وضع النقاط على الحروف وأكد على ثبات الموقف السعودي المدين والشاجب لكل أشكال الإجرام والإرهاب من أي جهة أتت.

  • شارك الخبر