hit counter script

الحدث - دنيز عطالله

الكذب ملح الرجال: هل هي صفتنا الوطنية الوحيدة المشتركة؟

الخميس ١٥ آب ٢٠١٤ - 05:19

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يواصل اللبنانيون التكاذب في ما بينهم. يحملون خطابين ولسانين ومشاريع متعددة. لا يملكون "رؤية وطنية" واحدة. كل فريق، والادق كل طائفة، تحلم بلبنان على مقاس اولوياتها وسلطتها وطموحاتها. يتساوى اللبنانيون فقط في تكاذهم، احيانا على انفسهم واغلب الاحيان على بعضهم بعضا.
ليست الطبقة السياسية التي تُرمى باقذع النعوت، الا انعكاسا لمعظم اللبنانيين. هي نتاجهم "البغيض"، لكنها تعكس صورتهم. والا كيف يُبرر استماتة عشرات الآلاف، في الدفاع عن الزعماء والقادة؟ كيف يُفسر استعداد شبان في مقتبل العمر لحمل السلاح والموت فداء لشخص او دفاعا عما يعتبرونه "لبنانهم"؟ ماذا يعرف هؤلاء عن لبنان؟ وهل هو لبنان نفسه الذي يتشاركونه مع الآخرين المختلفين عنهم وان كانوا يحملون الهوية اللبنانية ذاتها؟
فريق يريد لبنان "مقاوما". فريق آخر يريده شريكا فاعلا في كل مصاعب "الامة" ومصاعبها. فريق ثالث يريده "سيدا حرا" شرط ان يكون هو سيده المطلق الحرية فيه. فريق آخر يحلم بأن يعيش فيه كجزيرة معزولة. فريق يطمح لان يجد فيه بدلا عن ضائع هويته الملتبسة. وعلى هذا المنوال يمكن تعداد عشرات "اللبنانات" التي يريدها اللبنانيون.
يتناسى اللبنانيون واقعهم الجغرافي والتاريخي. يظنون ان بهم ابتدأ التاريخ وان الكون يتمحور حولهم. ومع ذلك يستسلمون لفكرة ان "الخارج" يحل كل مشاكلهم. بكلمة منه، في الوقت المناسب، يكون لهم رئيس للجمهورية او لا يكون. باشارة منه تتحلحل ازمة مجلسهم النيابي، وتتحرك عجلة حكومتهم. باشارة من الخارج تجري انتخابات او يُكرّس التمديد. لذا يعيش اللبنانيون ايامهم على ايقاع الخارج وهم يفترضون ان تقاربا بين دولتين، او لقاء يجمع زعيمين او زيارة مسؤول اممي لمسؤول آخر تحدد مصيرهم، وتحل ازماتهم.
ومع ذلك يتباهون جميعا بانهم ارباب السيادة والاستقلال، وان طموحهم جميعا بناء الدولة.
الم يحن اوان المصارحة ؟ كم علينا ان نخسر بعد على دروب الهجرة؟ كم علينا ان ندفع من استقرارنا الاجتماعي والاقتصادي؟ كم حربا باردة او حقيقية نحتاج لنتصارح؟
في قراءة واقعية يبدو ما ينتظرنا من فواتير اكثر بكثير مما دفعناه الى الآن، ومع ذلك نصر على التكاذب.
تراها صفتنا الوطنية الوحيدة المشتركة؟
 

  • شارك الخبر