hit counter script

مقالات مختارة - جوزيف ابو فاضل

تجمع العلماء المسلمين فصيل لبناني قطري تركي وتيار المستقبل على خلاف معه

الأربعاء ١٥ آب ٢٠١٤ - 07:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ لا تسوية تلوح حالياً في الأفق، موضحاً أنّ الأميركي لا يريد الآن حلولاً في لبنان، معتبراً أنّ المشكلة هي في طبخة الدوحة التي أتت بميشال سليمان رئيساً للجمهورية، فتحلّلت الدولة على أيامه وأصبح الإسلام السياسي في لبنان يتنقّل واختلط الحابل بالنابل.
وفي حديث من دمشق إلى قناة "سما" الفضائية ضمن برنامج "نبض الشرق" أدارته الإعلامية هناء الصالح، لفت أبو فاضل إلى أنّ تيار المستقبل هو على خلاف مع تجمّع علماء المسلمين، مشيراً إلى أنّ هذا التجمّع هو فصيل ديني لبناني تركي قطري، في حين أنّ تيار المستقبل تابع للمملكة العربية السعودية ومن خلفها أميركا والغرب، مجدّداً القول أنّ الحكومة اللبنانية أخطأت عندما سلّمت أمرها لهذا التجمّع.
وشدّد أبو فاضل على وجوب حصول تنسيق بين الحكومة اللبنانية والحكومة السورية، وقال: "لا علاقة لنا في لبنان من يحكم سوريا، ولكن هناك اتفاق مع الدولة السورية علينا احترامه، وهناك دولة سورية لها علم ومؤسسات ونشيد، وعلى الحكومة اللبنانية أن تنسق مع سوريا وإلا ستندلع النار في كلّ المنطقة".
من جهة ثانية، جدّد أبو فاضل القول أنّ المجتمع الدولي يريد تدمير سوريا، مؤكداً أنّ الحرب طويلة في سوريا، وأشار إلى أنّ المعارضة السورية انتهت، ولفت إلى أنّ الحكومة السورية ستكون حكومة سوريين محض ولن يكون فيها غربيون أو ممّن يسمّون معارضة.

الأميركي لا يريد حلولاً في لبنان الآن
أبو فاضل نفى وجود تسوية في لبنان، مشيراً إلى أنّ هناك حلمًا بالتسوية يسعى إليها البعض فيما البعض الآخر يعرف أنه لا يستطيع أن يكون إلا أداة في هذه التسوية، ولفت إلى أنّ حزب الله بقوته وضخامته أصبح لاعباً إقليمياً وليس عربياً فقط، وبالتالي أصبح لبنان على الخارطة كما بات ملفاً أساسيًا في مفاوضات إيران مع الدول العظمى. ولكنه أكد أن لا تسوية تلوح حالياً في الأفق، موضحاً أنّ الأميركي لا يريد الآن حلولاً في لبنان، مذكّراً بأنّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري جاء وطلب من إيران وحزب الله التعاون لحلّ المسألة السورية سياسياً.
وتحدّث أبو فاضل في المقابل عن "مراهقة سياسية" من قبل الرئيس سعد الحريري عندما يقول "ماذا ينتظر المجتمع الدولي الذي خذلنا ولم يقل الرئيس بشار الأسد؟" وقرأ في هذا التصريح "بعد نظر"، مؤكداً أنّ المجتمع الدولي لا ينتظر سعد الحريري ولا ينتظر أحداً بل مصلحته مع الرئيس بشار الأسد، ومصلحته عندما يكون هؤلاء الوحوش أن يكون مع البشر وليس مع آكلي البشر.

تيار المستقبل على خلاف مع العلماء المسلمين
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ تيار المستقبل هو على خلاف مع تجمّع علماء المسلمين، مشيراً إلى أنّ هذا التجمّع هو فصيل ديني لبناني تركي قطري، في حين أنّ تيار المستقبل تابع للمملكة العربية السعودية ومن خلفها أميركا والغرب.
ورأى أبو فاضل أنّ تجمّع العلماء المسلمين في لبنان فتح الحرب على مصر عبر الإخوان المسلمين ولكنه لا يريد أن يفتح المعركة مع السعودية الآن عبر فتح معركة مع "المستقبل"، موضحاً أنه يؤجّل معركته إلى أن يستطيع أن يتمكن يوما ما وعندها يستطيع فتح معركة.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ السعودية بدأت في مرحلة سابقة بتسليح المجموعات المسلحة في سوريا وكذلك فعل الرئيس سعد الحريري الذي شارك بشكلٍ أو بآخر في تدمير سوريا، وأشار إلى أنه عندما يأتي إلى لبنان فهو يأتي بضمانةٍ روسية، ولذلك فهو أتى بشكل مفاجئ وغادر أيضًا بشكل مفاجئ، ولكن كان يحمل مليار دولار.

من يريد لبنان ممراً للتآمر على سوريا؟
من جهةٍ ثانية، تحدّث أبو فاضل عن صلاتٍ بين تجمّع العلماء المسلمين وجبهة النصرة وداعش، مشيراً إلى أنه الذي أمّن الغطاء لهؤلاء حتى يستطيعوا أن يتحرّكوا، لافتاً إلى أنّ هؤلاء يريدون أن تبقى عرسال ممرًا آمنًا لهم بعكس ما يقول الميثاق الوطني والدستور اللبناني الذي ينصّ على وجوب أن لا يكون لبنان ممرًا أو مقرًا للتآمر على سوريا.
ورداً على سؤال، رأى أبو فاضل أنّ المشكل في لبنان أرجئ لأنّ المجتمع الدولي لا يريد مشاكل في لبنان الآن وتركيا وقطر لا تريدان معارضة المجتمع الدولي، وأوضح أنّ الإسلام السياسي الذي تمثله تركيا وقطر لم يحرّك طرابلس ولم يحرّك صيدا ولم يحرّك هذه المناطق لانه بغنى عن الاشتباك مع السعودية اليوم لكنه مشتبك مع مصر.
وفيما تحدّث أبو فاضل عن بيئة حاضنة لهؤلاء منتشرة في مختلف المناطق، شدّد على أنّ حكومة لبنان أخطأت عندما سلّمت أمرها إلى تجمّع العلماء المسلمين، ملمّحاً لإمكانية ظهور "تجمّع العلماء المسيحيين" في المقابل، متسائلاً "أين الدولة في لبنان؟" وقال: "جمهورية لبنان جثة تتحلل، لا يوجد دولة في معضلة".

المشكلة بطبخة الدوحة التي أتت بسليمان رئيساً
وفي سياقٍ متصل، اعتبر أبو فاضل أنّ المشكلة هي في طبخة الدوحة التي أتت بميشال سليمان رئيساً للجمهورية، فتحلّلت الدولة على أيامه وأصبح الإسلام السياسي في لبنان يتنقّل واختلط الحابل بالنابل، وأصبح تيار المستقبل والإسلام السياسي في خندق واحد.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ تيار المستقبل يريد دائماً مفتاح الخزنة ومفتاح العدل، وقد حصلوا عليه بوصولهم إلى السلطة حيث سعوا مباشرة لإقرار خطة أمنية في طرابلس بعد ثلاث سنوات من الجولات القاتلة حين كانوا خارج السلطة، وتحدّث عن مسؤولية ملقاة على عاتقهم على هذا الصعيد، لافتاً إلى أنّ الإسلام السياسي في طرابلس يسابق المجتمع المدني للأسف نحو تدهور العلاقة مع باقي الطوائف ومع كلّ الناس.
ورأى أبو فاضل، رداً على سؤال، أنه منذ حكومات الرئيس الشهيد رفيق الحريري حتى اليوم، نحن نشهد تحلّل الدولة في لبنان.

"داعش" تمثل الصهيونية في المنطقة
وبالإنتقال إلى الملفات الإقليمية، لاحظ أبو فاضل أنّ المجتمع الدولي يريد تدمير سوريا، وجدّد القول أنّ الحرب طويلة في سوريا، وذلك لأنّ الأميركيين والأوروبيين داخلون في مخطط، وتحدّث في المقابل عن "فيلم أميركي طويل" سيكون العراق مسرحًا له، مشيراً إلى أنّ "داعش" ستُحجّم في العراق لأنها تخطّت الخط الأحمر وخاصة بقضية الموصل التي هي عملية صراع بين كردستان وبين المنطقة التي فيها الحكومة المركزية.
واعتبر أبو فاضل أنّ "داعش" تمثل فعلاً الصهيونية الموجودة في المنطقة، مؤكداً أنها مدعومة بما لا يقبل الشك، متسائلاً كيف كانت "داعش" لتتمدّد تحت الطيران الأميركي لو لم تكن كذلك، مشدّداً على أنّ الطيران الأميركي الذي يقال اليوم أنه يضرب "داعش" هو الذي سمح لها أصلاً أن تتمدّد، لكن حدودها أن لا تصل إلى إسرائيل رقم 3 التي اسمها كردستان، موضحاً أنّ هناك إسرائيل رقم 1 أي الكيان الصهيوني وهناك جنوب السودان الذي استقل ورفع العلم الإسرائيلي، والآن كردستان التي رحب رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بفكرة استقلالها.

"داعش" سوف تُجبَر على التراجع نحو سوريا
وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ "داعش" سوف تُجبَر على التراجع نحو سوريا لأنّ معركتها طويلة في سوريا، وكذلك مع جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وبقايا ما يسمّى بالجيش السوري الحر وإلى ما هنالك من مجموعات مسلحة تكفيرية ستتقاتل معهم "داعش" لفترات طويلة في الرقة والحسكة ودير الزور وكلّ هذه المنطقة حتى تصل.
وإذ أكد أبو فاضل أنّ الأتراك مرتاحون للوضع، أشار إلى أنّ الإدارة الأميركية إدارة مجرمة وكاذبة، وأوضح أنّ الأميركيين عندما يهجّرون داعش من العراق تكون جماعتهم قد استولت على ما يريدون أن يستولوا عليه، واستبعد أن يدخل الأميركيون في عملية برية جديدة في العراق، ورأى أنّ قرار مجلس الأمن حول هذا الموضوع لا يقدّم ولا يؤخّر.
واعتبر أبو فاضل أنّ "داعش" سوف تُضرَب لتأتي إلى سوريا لتدميرها أكثر، لكنه استبعد، رداً على سؤال، أن يدخل الأميركيون إلى سوريا تحت عنوان تدمير داعش أو غيرها، مشيراً إلى أنّ سوريا هي خط أحمر بالنسبة لروسيا التي ترفض هذا الأمر مطلقاً. ولفت إلى أنّ العقوبات التي وُضِعت على "داعش" لا تقدّم ولا تؤخّر.

المعارضة السورية انتهت
من جهة ثانية، رأى أبو فاضل أنّ المعارضة السورية انتهت، ولفت إلى أنّ الحكومة السورية ستكون حكومة سوريين محض ولن يكون فيها غربيون أو ممّن يسمّون معارضة، مجدّداً القول أنّ الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد يسمح لهؤلاء بالمشاركة في الأرض لكنهم لا يسمح لهم بالمشاركة في القرار السياسي في سوريا، مشدّداً على أنّ الحكومة ستكون مجتمعة ومتماسكة.
وأكد أبو فاضل أنّ الرئيس الأسد لن يُدخِل هؤلاء في السلطة، ولو كان يريد أن يُدخلهم لعيّن شخصًا آخر رئيساً للحكومة غير الدكتور وائل الحلقي، معتبراً أنّ هذا الموضوع انتهى. وأشار إلى أنّ الرئيس الأسد يعرف مصلحة سوريا أكثر من غيره، وهو لن ينتظر لا هادي البحرة ولا غيره، معتبراً أنّ البحرة يتصرّف وفق أجندة سعودية وربما مصرية يوماً ما.
واستبعد أبو فاضل حصول لقاء ثانٍ بين الحكومة السورية وما يسمى بالائتلاف المعارض، معرباً عن اعتقاده بأنّ سوريا لن تعود كما كانت، وتوقع أن تتجمّع الفصائل المقاتلة على الأرض وتقاتل "داعش"، وقال: "هذه الفصائل إما تفرّ نحو النظام أو تموت على يد داعش، ولا خيار آخر أمامها اليوم، وهي لا تستطيع أن تكون تحت إمرة داعش".

المنطقة كلها تغلي
وفيما جدّد أبو فاضل أنه لا يوجد زعيم للامّة العربية إلا الرئيس بشار الأسد، تحدّث عن تخاذل مسيحي في العراق لأنهم لم يحملوا سلاحاً في وجه "داعش"، مشيراً إلى أنّ السلاح هو زينة الرجال كما قال الإمام السيد موسى الصدر.
ورداً على سؤال، توقع أبو فاضل أن يسود توتر كبير في المنطقة من الآن وحتى نهاية السنة مرفقًا بضغوط على إيران، لافتاً إلى أنّ هناك ملفات في العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي اليمن وفي المنطقة كلها تغلي، وقال: "نحن اليوم أمام مشهد متوتر جداً بين إيران والدول العظمى، وهذا المشهد سيترجَم على الأرض بداعش"، وأضاف: "الأميركيون والصهاينة يلعبون في المنطقة ويتسلوا".

الموقف الفرنسي صهيوني
واعتبر أبو فاضل أنّ الملف اللبناني قد يكون أسهل الملفات بانتخاب رئيس مع بقاء ملف اللاجئين عالقاً، وأشار إلى أنّ السعودية تستعجل في ترتيب بيتها الداخلي وهي تتوقع أن تفشل إيران في المفاوضات مع أميركا، لافتاً إلى أنّ الموضوع متشابك جداً.
وانتقد أبو فاضل الموقف الفرنسي تجاه مسيحيي العراق، متسائلاً عمّا إذا كان يقبل بنسائه وأطفال كما يحصل مع نساء وأطفال العراق، معتبراً أنّ موقفه هذا هو موقف صهيوني، لافتاً إلى أنه يجلس جنباً إلى جنب الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز في كلّ اجتماعات الاشتراكية الدولية، وقال: "فرنسا أمّ الديمقراطية تتهاوى وكأنها موظفة عند الأميركيين".
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ إسرائيل لن تدع السوريين يرتاحون، مشيراً إلى أنّ الوضع خطير جداً في جبهة الجنوب وهي لن تهدأ.
وشدّد أبو فاضل من جديد على وجوب حصول تنسيق بين الحكومة اللبنانية والحكومة السورية، وقال: "لا علاقة لنا في لبنان من يحكم سوريا، ولكن هناك اتفاق مع الدولة السورية علينا احترامه، وعلى الحكومة اللبنانية أن تنسق مع سوريا وإلا ستندلع النار في كلّ المنطقة".
 

  • شارك الخبر