hit counter script

الحدث - انطوان غطاس صعب

انفراجات اقليمية تنتظر تركيبة الحكومة العراقية

الأربعاء ١٥ آب ٢٠١٤ - 04:57

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في ظل الحراك الاقليمي والدولي انطلاقاً من العراق الى القاهرة لحل أزمات الشرق الأوسط، يبقى الداخل اللبناني في دائرة البحث عن مخارج لملفاته المتراكمة رئاسياً وامنياً ونقابياً وكهربائياً ومالياً، في وقت يعوّل أطراف سياسيون كثر على بوادر حلول من شأنها أن تؤسس لمرحلة اقليمية جديدة تضع خلفها كل حلقات مسلسل النزاعات وسيل الدماء في المنطقة.
في سياق متابعة المناخ الانفراجي الذي بدأ مع تكليف حيدر العبادي تشكيل الحكومة خلفاً لنوري المالكي، كشف مصدر ديبلوماسي عربي عن أن المفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية بلغت مرحلة متقدمة جداً . وهي مرجحة ان تكون شارفت على توقيع اتفاق شبيه بالقرار 1701 لكن بفارق أنه لن يصدر عن مجلس الأمن الا أنه يحظى بضمانات اقليمية وايرانية وتركية وعربية ورعاية أميركية تمتد مفاعليه على سنوات عدة ريثما تتوضّح طبيعة الاتجاهات التي ستذهب اليها المنطقة، مع الرهان الغربي على تحولات كبيرة جداً في الموقف الايراني على المستويين الاقليمي والدولي، خصوصاً اذا ما أثمرت المفاوضات حول الملف النووي ايجابيات تتوج بتوقيع الاتفاق بين الدول الخمسة زائد واحد وايران.
واذا كانت الانتخابات الرئاسية في لبنان ما زالت تراوح مكانها بفعل تعنّت الأفرقاء السياسيين، فان حال الانتخابات النيابية لا يبدو أفضل حالاً. وقد سلك اقتراح قانون التمديد مساره برلمانياً متخطياً كل التحفظات ومتجاوزاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذذ اعتبر ان " لا فائدة من التمديد لمجلس معطّل لا يلعب دوره كاملاً".
 لكن يبدو أن قاعدة "الضرورات تبيح المحظورات" ستسري مجدداً ما دامت الظروف الأمنية لا تسمج باجراء الانتخابات بالاستناد الى التقارير التي رفعتها ثلاثة أجهزة الى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق.
ولا تستبعد أوساط مراقبة أن يكون التمديد للمجلس أولى بشائر تسوية يجري اعدادها في الخارج تبدأ بتمديد ولاية المجلس النيابي وتنتهي بالتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية. وتشمل التسوية مكاسب سياسية لبعض القوى التي ما زالت تعترض درب انجاز الاستحقاق الرئاسي اليوم،
بعضها يتصل بحصص في التعيينات الادارية وآخر بقانون الانتخابات، اذ يتردد أن هذا القانون سيكون شبيهاً باقتراح "اللقاء الأورثوذكسي"، باقتراع كل ناخب لمرشح، بما يساعد على ابراز التمثيل الشعبي بشكل صحيح.
وتشير الأوساط الى أن سفر الرئيس سعد الحريري الى السعودية قد لا يكون منفصلاً عن أجواء التسوية، على أن تشكّل عودته مؤشراً لما انتهت اليه الأمور، كاشفةً عن أن اللائحة الرئاسية المتّسمة بشخصيات توافقية ضاقت الى حدّ كبير وباتت محصورة ببضعة أسماء تجري غربلتها.
وتشير الاوساط الى أن الحريري وعبر اللقاءات التي عقدها مع الأطراف السياسية والحزبية خلال الأيام التي قضاها في لبنان، تأكّد من صعوبة احداث خرق في موقف حزب الله وحلفائه من التسريع في اجراء الانتخابات الرئاسية، على رغم التنازلات والاغراءات التي قدّمت للحزب والعماد ميشال عون لسحب ترشيح الأخير والاتفاق على مرشح وسطي يملأ الفراغ الرئاسي في الموقع المسيحي الأول، ويعيد سير عمل المؤسسات في هذه الظروف الصعبة والمفصلية التي تتهدّد لبنان وسائر كيانات الدول المجاورة. وأكّدت المصادر أن الرهان على حراك داخلي يدفع بالملفات للخروج من عنق الزجاجة بات شبه مستحيل، على رغم اصرار النائب وليد جنبلاط على مفهوم "اللبننة" للاستحقاقات. وهي تؤكد أن الأنظار متجهة نحو المفاوضات الاقليمية والدولية وتحديداً الأميركية-الايرانية والتي من شأن توصّلها الى نتائج ايجابية في الملف النووي أن تنعكس عودةً للتواصل السعودي-الايراني، ولكن الأمور بحاجة الى بعض الوقت. وتشير الى أن الانفراج الجزئي في العراق يحتاج الى حوالى الشهر تقريباً ليكتمل ويسهم في انفراجات مماثلة في المنطقة، وذلك بانتظار تركيبة الحكومة العراقية التي ستتشكّل وتضمّ سائر المكونات العراقية، وما اذا كان سيعطى فيها السنّة الحقائب الأمنية في ظل عدم الثقة تجاه الجيش العراقي بعد الخسائر الأخيرة التي مني بها.

 

  • شارك الخبر