hit counter script
شريط الأحداث

خاص - ملاك عقيل

جنبلاط في "زمن داعش"

الجمعة ١٥ آب ٢٠١٤ - 05:42

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يمكن بسهولة تخيّل مقياس الكيمياء ثابتا عند حدّ الصفر، من دون أن يجنح صعودا، ولو قليلا، لحظة حصول المصافحة الاخيرة بين ميشال عون ووليد جنبلاط. لا التاريخ ولا الجغرافيا، ولا معجزة مفترضة، قادرة على دفع الزعيمين المسيحي والدرزي على بناء جدار الثقة بين بعضهما البعض.
يأتي الرجل الى الرابية في "زمن داعش" وخطر إقامة إمارة التطرّف في البقاع الشمالي، بعد أن قاطعها طوال عمر الازمة السورية، ورغم تيقّنه ان ميشال عون هو ميشال عون "الجنرال" الذي يستحيل أن يغيّر رأيه السلبي فيه.
الارهاب، هو الحافز نفسه الذي دفعه الى زيارة الضاحية ومصارحة أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله بهواجسه ولائحة مطالبه من أجل تحصين أكبر للساحة الداخلية.
جنبلاط خائف. ليس الامر جديدا على الرجل. وعندما يخاف يقلب. ليس الامر جديدا أيضا. عند المفترقات الحاسمة لا يتورّع "البيك" عن إذهال فريقه الحزبي أولا، ثم الحلفاء ثانيا، ثم الخصوم، بقدرته على تغيير دفة السفينة ببهلوانية عالية. لا نعرف حقا اذا كان "زمن داعش" سيقوده لاحقا الى الصعود الى معراب لمجالسة "مانديلا" القوات سمير جعجع لإجراء جولة أفق معه حول رئيس الجمهورية الأنسب لمرحلة ما بعد المعركة الوجودية في عرسال!
بعد أن كان سورياَ قبل 2005، ثم ضدّ سوريا بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ثم مع "حزب الله" ثم ضدّه ثم معه، ثم مع 14 آذار ثم ضدّها، ثم مع 8 آذار ثم ضدّها، ثم مع سعد الحريري، ثم ضدّه ثم معه... اليوم وليد جنبلاط يريد أن يكون لبّ تركيبة تجمعه مع الرئيس نبيه بري، و"حزب الله"، وسعد الحريري، وتمام سلام، وميشال عون وميشال سليمان...
صديقه الرئيس بري مرتاح لعودته الى قواعده سالما بعد تبرئته "حزب الله" من تهمة استدراج الوحش التكفيري الى الاراضي اللبنانية. الحزب هو الرابح الأكبر من عقلانية "البيك". "الشيخ المنفي" مُستفَزّ. لم تكد المسافات تذوب بين بيت الوسط والمختارة حتى عاجله رئيس الحزب الاشتراكي بصفعة أزعجت كل المستقلبيين لكنها لم تدفعهم الى فتح جبهة ضده. ميشال عون لا يصدّقه. سمير جعجع يتمنّى لو لم يكن موجودا أصلا...
بمطلق الأحوال، وليد جنبلاط صادق في مسعاه. "ابو ملحم" المختارة مرعوب من المجهول. ليست المسألة بان التكفيريين صاروا على الحدود وفي الداخل، المسألة هي في ما بعد استلقاء الارهاب على صدور اللبنانيين.
على الأرض، وفي مناطق التماس بين "حزب الله" و"الحزب الاشتراكي" رفع الجانبان من مستوى تنسيقهما الامني، والحدود المفتوحة مع الضاحية تشي بمدّ جسور تلاق تتخطّى بكثير مسألة الاستحقاق الرئاسي وترتيب أمور البيت الحكومي والنيابي.
على الهامش، يمكن تسجيل واقعة مبنية على معلومات وهي أن "حزب الله" عمد مؤخرا عبر القنوات المحلية المناطقية الى تزويد عناصر موالية "للقوات" بالسلاح في القرى المسيحية في بعلبك من باب الاحتياط في ظل التوجّس من إمكانية تسلّل العناصر المسلحة الارهابية الى العديد من قرى البقاع الحدودية!
اذا، في الوقت الضائع سيجول وليد جنبلاط على القيادات في مسعى يفيد في التخفيف من حدّة الاحتقانات الطائفية والمذهبية، لكن في المشهد الاقيليمي العام لا يقدّم ولا يؤخر.
ما قدّر أن يواجهه لبنان سيواجهه، حتى لو استبدل جنبلاط هنري حلو بميشال عون مرشّحه الأوحد لرئاسة الجمهورية، حتى لو انتقل "البيك" الى الضاحية ليستقرّ فيها الى جانب قيادات المقاومة، ويدير من هناك معركة السيطرة الكاملة على القلمون وعرسال وجرودها!


 

  • شارك الخبر