hit counter script

أخبار محليّة

عوده: قدس الولاء للوطن بعيدا عن الطائفية والعشائرية والمصلحة الشخصية

الثلاثاء ١٥ آب ٢٠١٤ - 17:26

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، يحيط به المطران بولس مطر ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومطران السريان في بيروت دانيال كورية، ولفيف من الكهنة، الصلاة لراحة نفس نائب رئيس مجلس النواب سابقا نائب رئيس مجلس الوزراء سابقا نائب بيروت السابق ميشال ساسين، بعد ظهر اليوم في كاتدرائية القديس نيقولاوس للروم الارثوذكس في الأشرفية، في حضور النائب عبد اللطيف الزين ممثلا رئيس مجلس النواب، ونائب رئيس الحكومة سمير مقبل وممثلا رئيس الكحومة وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين، وحشد من الشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وألقى عوده كلمة خلال الصلاة، قال فيها: "لقد كلفني غبطة أبينا البطريرك يوحنا العاشر نقل تعزيته الحارة إلى عائلة فقيدنا، متمنيا لهم العمر المديد. فباسم غبطته وباسمي الشخصي نقول لأحبائنا جوزف وبيار ومارلين إننا أبناء القيامة ونؤمن أن من آمن بالرب يسوع وإن مات فسيحيا. المسيح قام، حقا قام ونحن به قائمون.

قال الرب يسوع لتلاميذه: من كان فيكم كبيرا فليكن للكل خادما، لأن الخدمة هي التعبير الأمثل عن المحبة. والمحبة، محبة الله ومحبة القريب، هي الوصية الأولى والعظمى التي تركها لنا الرب يسوع. فعندما سأله أحد الفريسيين ما هي أعظم الوصايا أجابه: "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك، هذه هي لوصية الأولى والعظمى، والثانية مثلها: تحب قريبك كنفسك" (متى 22: 37-39).
أما الرسول يوحنا فقال: "من لا يحب أخاه الذي أبصره كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره؟" (1 يو 4: 20) "ومن لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة" (1 يو 4: 8).

المسيحي الحقيقي إنسان على صورة ربه وخالقه، الإله الذي تجسد، مخليا ذاته، آخذا صورة عبد، وأحب الإنسان خليقته حتى الموت، موت الصليب، مفتديا إياه ومانحه الحياة الأبدية. وهو القائل: جئت لأخدم لا لأخدم، ومن كان فيكم أولا فليكن للجميع خادما".

أضاف: "اليوم، فيما نصلي من أجل راحة نفس حبيبنا ميشال، نستذكر حياته التي كرسها من أجل خدمة من انتدبوه لتمثيلهم، بمحبة وفرح. ميشال آمن بأن الله محبة، ومنذ رحيل والده أفاض محبته على إخوته أولا واعتنى بهم وساعدهم على تحصيل العلم واقتناء الشهادات، زارعا في نفوسهم المحبة والخدمة والعطاء. وعندما قرر خوض معترك السياسة، وانتخب نائبا عن بيروت، كان رفيق البيروتيين عامة وأهالي منطقته الأشرفية بصورة خاصة، أحبهم وخدمهم ورافقهم في أحزانهم وأفراحهم وكان لهم الأخ والصديق.

تبوأ ميشال منصب نائب رئيس مجلس النواب دورات عدة، وكانت له خلال حياته النيابية وقفات عدة مشرفة، وما وقفته التاريخية تحت قبة البرلمان، سنة 1970، ليعلن فوز النائب سليمان فرنجية رئيسا للبنان بفارق صوت واحد، بعدما رفض الرئيس صبري حماده إعلان نتيجة الإنتخاب، إلا الدليل القاطع على إيمانه بالديمقراطية وشجاعته في الدفاع عن مبادئه.

كذلك فقد سمي وزيرا في حكومات متعددة، وتسلم حقائب السياحة، الإسكان والتعاونيات، العمل والشؤون الإجتماعية، وعين نائبا لرئيس مجلس الوزراء مرات عدة. كما حاز أوسمة وشهادات تقدير من بلدان عديدة. لكنه رغم المناصب والأوسمة بقي الإنسان الخادم لأن قلبه كان دائما مع الله. فعندما استطاع، وبتكليف من الرئيس فرنجية، القيام بمسعى لدى رئيس جمهورية غينيا سيكوتوري للإفراج عن ثلاثة عشر لبنانيا ينتمون إلى مختلف الطوائف اللبنانية، صدر بحقهم حكم بالإعدام، وتكللت مهمته بالنجاح بعد فشل العديد من الوسطاء الذين كلفوا بهذه المهمة، كان يردد أمام الوفود التي جاءته شاكرة: لقد نجحت مهمتي بفضل إرادة الله ومشيئته".

وتابع: "قاد ميشال خلال فترة شبابه حركة سياسية إصلاحية من أجل تحصين الهوية الوطنية والإبتعاد عن العصبية الطائفية، كما شن حربا على كل من حاول تقييد الديمقراطية في لبنان والتضييق على الحريات.
أحب لبنان حبا كبيرا ومثله في مؤتمرات برلمانية دولية عدة، كما ترأس الوفود اللبنانية الرسمية إلى مؤتمرات إقليمية ودولية، طالب خلالها بصون استقلال لبنان ودعم تعايش جميع مكوناته في جو من السلام والحرية والأخوة والمحبة والإحترام المتبادل.

كان يقدس الولاء للوطن بعيدا عن الطائفية والعشائرية والمصلحة الشخصية أو الحزبية، وكل ما يلوث الولاء في أيامنا. كما كان يحترم حقوق المواطن وسلطان القانون وهيبة الدستور، وقد عمل طيلة حياته السياسية من أجل بناء المؤسسات الديمقراطية التي تعمل لخدمة المواطنين دون استثناء أو تمييز. لكنه لم ينتم إلى أي حزب رغم مشاركته الفاعلة في الجبهة اللبنانية وانتسابه في المجلس النيابي إلى كتلة الأحرار البرلمانية، ربما لأنه كان عاشقا للحرية، رافضا أي قيد حزبي.

برحيل ميشال سوف نفتقد إنسانا مؤمنا، محبا، برلمانيا وطنيا لا غش فيه، ديمقراطيا صادقا لم يتوان لحظة عن تمثيل الشعب الذي انتخبه خير تمثيل، ولم يساوم يوما من أجل مصلحة ضيقة أو منفعة خاصة، ولم يرض أن يبقى لبنانه بلا رئيس وبرلمانه بلا نواب فاعلين وشعبه بلا حكام صادقين".

وختم: "أنا أعرف أن عائلته الحبيبة تشعر بفقدان ركن أساسي من أركانها، لكنني متأكد أن لبنان وبنيه يشعرون أيضا بفقده ويبكونه.

دعائي أن يتقبل الرب الإله روحه ويسكنه في فردوسه مع الأبرار والقديسين، ويحفظ الأحباء جوزف وبيار ومارلين والمختصين بهم ويسكب في قلوبهم التعزية ويغمرهم بفرح القيامة".

ثم دفن الراحل في مدافن العائلة في مار متر.
 

  • شارك الخبر