hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - راجح الخوري

مار مارون والمحروقون على الرئاسة!

السبت ١٥ آب ٢٠١٤ - 07:57

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

النهار

كيف يا وليد جنبلاط يمكن "الخروج بشكل مدروس من عنق الزجاجة" اذا كانت الطواويس التي نفشت ريشها في الداخل لن تخرج إلا بكسر هذه الزجاجة، واذا كان الذين يستغلّون الطواويس بنفخها يحرصون على بقائها في شرنقة "الأنا" لتعميق الأزمة ودفع لبنان اكثر على طريق الدولة الفاشلة، التي تحتاج في النهاية الى إعادة تأسيس نظاماً ودستوراً؟

تقول يا وليد بك ان المحروقين على الرئاسة لا يتوقفون عند حدود مزايداتهم فحسب، بل يتمترسون في داخل هذه الزجاجة ويتخندقون في متاريس "انا او لا أحد ولو على خراب بالبلد"، وهذا ما يعمي أبصارهم عن ان الفراغ المتمادي في الدولة ومؤسساتها ليس اكثر من خريطة طريق رسموها الى "المؤتمر التأسيسي" الموضوع في التداول وراء نيّات مغلقة!
ولكن ماذا نفعل حيال من يفترض انه يحمل وكالة حصرية من مار مارون، لا تخوّل غيره من الشخصيات المارونية إستعادة عود الصليب والقبض على أختام رئاسة الجمهورية والعودة المظفّرة الى قصر بعبدا لإعلانه "بيت الشعب"، على ما كان يا ما كان في قديم الزمان!
عندما يقول جنبلاط ان المتمترسين والمتخندقين سيخرجون أنفسهم بأنفسهم من البورصة الرئاسية، فانه لا يضيف شيئاً الى الموقف الذي سبق ان اعلنه البطريرك الكاردينال بشارة الراعي بعد إستحالة انتخاب رئيس من بين الأقطاب الاربعة الموارنة والتمادي في تعطيل النصاب البرلماني، عندما دعا الى "كسر الزجاجة" بالقول يجب إنتخاب رئيس من خارج 8 و14 آذار.
ما يهم بكركي يهم معظم اللبنانيين، وهو ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت إذ لا يجوز ان يبقى المنصب شاغراً وان تكون الدولة جسماً بلا رأس والوطن بيتاً بلا سقف، واذا تذكرنا زنّار الحرائق المندلعة حول لبنان، والتي تشتعل شرارتها على الحدود الشمالية والشرقية وكذلك على الحدود الجنوبية، إضافة الى طوفان الحركات المطلبية الداخلية، يصبح التمادي في تعطيل النصاب سياسة تتعمّد دفع الدولة الى الهاوية!
كان من المفترض كسر حلقة التعطيل بعد الموقف الذي اتخذه سمير جعجع عندما اعلن استعداده للإنسحاب لمرشح آخر يتم التوافق عليه، لكن الاستحقاق الرئاسي بقي في إنتظار ان ينزل الروح القدس على جماعة 14 آذار ويقنعهم بأن النائب ميشال عون هو فعلاً مرشح توافقي، ولكن ماذا نفعل اذا كان الروح القدس نفسه غير مقتنع بهذا الظهور العجائبي المستجد في الرابية؟
لم يعد مسموحاً دفع البلاد الى الفراغ، اما المتخندق المتمترس فقد أخرج نفسه بنفسه فعلاً كما يقول جنبلاط، لأن ليس هناك من يملك وكالة حصرية من مار مارون... فماذا تنتظرون؟

  • شارك الخبر