hit counter script
شريط الأحداث

خاص - ابراهيم درويش

"العيال ستكبر" من دون سعيد صالح

الجمعة ١٥ آب ٢٠١٤ - 16:22

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

سعيد صالح لا ترحل.... تمرد على القدر المحتوم... كذّب الخبر.. اضرب مصداقيته... اخبرنا أن عطاءاتك لم تقف هنا... وأخبرنا ان ليس كل جميل عمره قصير..
نخشى كما يخشى القاطنون على امتداد عالمنا العربي، ان تتوغل رائحة الدم في نسيجنا الهش، فتطمس مظاهر الفرح واسبابها، خصوصاً بعد استفحال آلات القتل المتنوعة ورحيل كوكبة من رجال الكوميديا الذين أتقنوا زرع البسمة على الشفاه الصماء، فاستبدلوا الحزن ولو قسرا بالفرح المتوارث من جيل الى آخر..
صحيح أن سعيد صالح ليس نجماً للشاشات والمسارح الحالية، وصحيح ان المرض وظروف اخرى أبعدته عن عيون وآذان الجمهور المعاصر، انما من النادر والصعب جداً ان تجد مشاهداً تلفزيونياً او سينمائياً جاهلا لدور هذا النجم المميز، صانع البسمة البريئة غير المتزلفة او المتكلفة..
فمن منا لا يتذكره ولداً شقياً في "العيال كبرت" يحبس الانفاس من هيستيريا الضحك؟؟ ولا يتذكره طالباً مشاغباً في مدرسة المشاغبين؟؟ وصديقاً صادقاً مخلصا في "سلام يا صاحبي".. ورفيقاً ساذجاً في "الهلفوت"؟؟
شارك صالح في اكثر من500 فيلم وأكثر من 300 مسرحية، يشتمل كل منها على سيناريو واخراج ونجوم كفيلة في بقاء هذه الانتاجات محفورة في ذاكرة الاجيال، الا أنه لا يمكن ابدا اغفال دور هذه الظاهرة واتقانها تقمص الادوار التي تلعبها، بما تتميز به من سرعة بديهة وخروج عن النص.
رحل ابن الستة والسبعين عاماً بعد صراع مرير مع المرض الذي انهك جسده ليواكب ثلة من نجوم الكوميديا الذين خسرهم عالمنا العربي هذا العام، وسط استفحال عصر الانحطاط الفكري.
وصحيح ان "العيال ستكبر" من دون سعيد صالح، انما صالح ما قدمه سيبقى موسوماً في ذاكرة جميع الذين استأثروا بالبسمة المنثورة في طيات كلامه، وحركاته وأدائه. 

  • شارك الخبر