hit counter script

أخبار محليّة

باسيل استقبل وفد اهالي ضحايا الطائرة الجزائرية

الخميس ١٥ تموز ٢٠١٤ - 17:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

استقبل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل اليوم، وفدا من أهالي ضحايا الطائرة الجزائرية المنكوبة، بحضور الامين العام للخارجية السفير وفيق رحيمي ومستشار وزير النقل والأشغال العامة سعيد الحاج.

بعد الاجتماع قال باسيل: "التقينا اليوم أهالي ركاب الطائرة الجزائرية وقدمنا لهم التعزية مباشرة. أردنا ان يكون اللقاء اليوم لاسباب عدة، اولا، تقديم واجب التعزية مباشرة وذلك باسم الدولة اللبنانية على هذه المأساة التي أصابت لبنان. ثانيا، اطلاع الأهالي على مستجدات القضية ووضعهم بصورة كاملة وبشفافية كاملة امام كل ما نعرفه نحن اليوم، لان حق معرفة الأهالي هو حق مقدس وليس مسموحا للدولة اللبنانية اخفاء اي معلومة بهذا الصدد، بدءا من أسباب وقوع الطائرة مرورا بحالة الركاب المفترضة لدى وقوعها والأشلاء. وضعنا الأهالي بكل ما قمنا به، وما نستطيع اختصاره هو ان هذه الحادثة لم تقع على ارضنا انما وضعنا كل إمكانات لبنان الدبلوماسية كي نستطيع الاستفادة من علاقاتنا مع الدول المعنية ونكون على خط المواكبة الدائمة لما يحصل على الارض، من البحث الى التحقيق وغيره".

اضاف: "تواصلنا مع كل وزراء خارجية الدول المعنية وواكبنا عبر الوفد اللبناني وبعثاتنا والاتصالات التي قمت بها مباشرة لاحقا كي نستطيع مواكبة هذه الحادثة، وأستطيع القول انه الى اليوم ليس عندنا عقبات إجرائية او قانونية او تقنية او قضائية بالمتابعة. انما هناك حادثة بطبيعتها صعبة جدا، وعملية البحث صعبة والارتفاع الذي حصلت فيه الحادثة يجعل عملية البحث عن الأشلاء صعبة وعملية مطابقة الأشلاء مع نتائج الحمض النووي تستغرق وقتا".

وأوضح باسيل ان "واجب الدولة اللبنانية تجاه الضحايا ان تعلن الحداد الوطني، وان تؤمن اي شي ممكن لأهالي هؤلاء الضحايا من أثرهم كي يستطيعوا القيام بمراسم التشييثع المناسبة."

واضاف: "ان العبر التي نستطيع ان نأخذها من هذه الحادثة، التي يمكن ان تحصل في كل دول العالم ولا نريد ان نحمل لبنان الرسمي والشعبي والاغترابي القضية اكثر مما تحتمل، من انه لو كل أوجه التقصير لم تكن قائمة، ما حصل كان ليحصل. ومثلا الدولة الفرنسية التي تؤمن خطوط طيران الى افريقيا، وتؤمن ظروفا معيشية للفرنسيين هي افضل من تلك التي يؤمنها لبنان لمواطنيه، وهي دولة واكبت الحادثة فورا من خلال خلية الطوارئ لديها، ولكنها أيضا في الخانة نفسها معنا ولديها عدد اكبر من الضحايا. ان لبنان في هذا الإطار واجباته تجاه مواطنيه اولا تعود الى أسباب هجرتهم، بسبب غياب دولتهم عن تأمين ظروف العيش الملائمة، وهذا الامر يطال كل المغتربين. واذا نظرنا الى ضحايا الطائرة نرى انهم كانوا في طريقهم الى لبنان، ونحن من جهتنا لا نؤمن لهم وسائل النقل اللازمة الى قارة افريقيا التي فيها عدد كبير من الاغتراب اللبناني الذي يقدم لوطنه الكثير لكي يظل موجودا وقائما. العبرة تبدأ من هنا الى حيث نسأل كيف يمكن ان يتعاطى لبنان الرسمي مع أزمات من هذا النوع ويواكب الأهالي بكل المعلومات الوافدة اليه، وصولا الى الاعلام الذي استبق وأعطى الكثير من الاستنتاجات والمعلومات ظن من خلالها انه يقوم بسبق صحافي ولكنه يكون حينها يمس بشعور الأهالي ويتسبب لهم بالأذى والضرر".

وامل باسيل "ان نتمكن ليس فقط من قراءة الأمور بل ان نتعلم منها ونتخذ الإجراءات اللازمة بخصوصها".

وقال: "نقدم تعازينا الحارة الى أهالي الضحايا، وآمل ان نتخطى هذه الحادثة بأقصر وقت ممكن، ونحن نعلم ان الوقت سيكون قصيرا، وبأكبر دروس ممكنة لكي نستطيع ان نلتفت باتجاه انتشارنا اللبناني ونعطيه ما يستحق".

سئل: هل سيتم اعلان يوم حداد وطني؟
اجاب: طبعا، هذا اقل شيء. سيكون هناك يوم حداد واستقبال للجثامين فور انتهاء العملية اللازمة. وهناك أيضا الكثير من الأفكار التي طرحناها على الأهالي واستئذانهم بخصوصها، واذا حصلنا على موافقة الحكومة اللبنانية عليها بإمكاننا القيام بها ويجب علينا القيام بها، من الحداد الى الإجراءات المواكبة الإضافية الى إجراءات لاحقة نأمل ان تكون هذه الحادثة علمتنا انه يجب فتح خطوط مباشرة للمغتربين اللبنانيين في أفريقيا واميركا اللاتينية وأي بلد اخر يضم جالية لبنانية كبيرة يصعب عليها السفر بين البلد الذي تقيم فيه ولبنان وبالظروف الملائمة".

وأوضح ردا على سؤال ان "موضوع فتح خطوط طيران مباشرة ليس جديدا، هناك اليوم أولويات اخرى، ولكن طبعا هذا الموضوع مطروح اليوم على الطاولة وطبعا يجب ان ينظر اليه من اعتبارات كثيرة تنخرط فيها الدولة اللبنانية اكثر بكثير، كي تؤمن طرق التواصل مع الانتشار اللبناني. كيف يمكن الطلب من اللبنانيين الاستمرار بالمجيء الى لبنان والاستمرار بتقديم المساعدة له وتعزيز ارتباطهم به اذا لم نؤمن لهم الوسائل اللازمة. وهذا لا يعني، كي لا يتم تحريف الكلام، ان الخط المباشر لا يمكن ان يتعرض لحادثة طيران. ان هذه الحادثة ليس لها اي ارتباط بوجود خط مباشر ام لا. انما امام كل حادثة يقف الانسان ويحزن وينظر الى المستقبل".

وقال ردا على سؤال حول كيفية اقامة مراسم الاستقبال للجثامين: "فلننتظر صدور النتائج، وحينها سنقف على رأي الأهالي وماذا يريدون فهذا حق لهم وليس حقا للدولة، وما يطلبونه سوف ننفذه لهم. ولكن ما آمله شخصيا ان نقيم استقبالا واحدا وكبيرا وحدادا، ولكن هذا فقط اذا أراد الأهالي ذلك".

سئل: هل عرفت الأسباب التي أدت الى وقوع الطائرة؟
اجاب:"السبب واضح منذ البداية، نتيجة الاتصال مع قائد الطائرة الذي طلب تغيير مساره بسبب الأحوال الجوية التي كانت غير مؤاتية. واليوم حضر الاجتماع معنا ممثل وزارة الأشغال العامة اللبنانية الذي هو أيضا كابتن طيران وخبير في مجال الطيران، وشرح للأهالي كل أسباب الحادثة وظروفها وأعطاهم الإجابات اللازمة".

واوضح باسيل "انه تم إيجاد الصندوقين الأسودين للطائرة وباشر الخبراء الفرنسيون بتحليل المعلومات فيهما من ساعات عدة. وحين صدور التقرير الرسمي يمكننا حينها ان نقول فعليا كيف جرت الحادثة، ونعطي المعلومات المتوفرة. كما قامت الدولة اللبنانية في هذا الإطار بالمراسلات الديبلوماسية اللازمة كي نستطيع مواكبة التحقيقات والاطلاع عليها. وحضر معنا اليوم الاجتماع أيضا، مدعي عام التمييز وسألناه عن الإمكانية القانونية للبنان كي نفتح تحقيقا في هذه الحادثة، والإجراءات اللازمة وأعطانا كل الإمكانيات التي أمامنا والتي يمكن ان نلخصها بهذا الشكل مواكبة واطلاعا".

سئل: هل وصلت كل الأشلاء الى فرنسا، وهل بدأت عملية مطابقة الحمض النووي؟
اجاب: "نحن نحرص، ومنذ استلامي لمهامي في وزارة الخارجية، على اصدار بيان رسمي يومي من الوزارة، وآمل من كل الوسائل الإعلامية ان تأخذ المعلومات التي نقولها نحن، لأننا نحاول ان نصدر المعلومات الأكيدة مائة بالمائة، ولا نتلاعب من خلالها بمشاعر الأهالي. لن أجيب على هذا السؤال الان، ان هذه القضية تسير من خلال مراحل وهناك تفاصيل ونحن بغنى عن ذكرها الان، وما اطلبه منكم الآن ان تتقيدوا بما يصدر عن وزارة الخارجية من معلومات، نحن حريصون على الشفافية الكاملة بكل ما نعرفه، انه حق مقدس لا يستطيع احد ان يمنع الأهالي او الوسائل الإعلامية، عن معرفته. ولكن في الوقت ذاته لا يمكن ان نشوه هذه المعرفة، ونعطي معلومات اخرى واجيب عن موضوع ما زال موضع تحقيق. عندما يكتمل التحقيق نعطي المعلومات المتوفرة".

وتحدث باسم أهالي الضحايا عباس الدهيني شقيق الضحية بلال الدهيني الذي فقد مع زوجته وأبنائه الثلاثة في الحادثة وقال: "اود الاستفادة من هذه المناسبة لتوجيه نداء للاعلام اللبناني لأهلنا وأخواتنا وأحبائنا. ان مصيبة الطائرة لم تكن مصيبة أهالي الضحايا فقط، هو ألم أصاب اللبنانيين بشكل عام. عندما بدأت تصل الأخبار عن الطائرة المنكوبة، كنا عرضة للكثير من الأقاويل، لا أريد أن أحكم على الإعلام لكنه كان مساهما بجزء كبير من ألمنا. عندما كان الفرنسيون لم يحددوا بعد مكان الطائرة ولم يصلوا اليه بعد، كنا نسمع في وسائل الإعلام ونشاهد أحيانا صورا عن الطائرة. نحن لا نريد أن نحكم على الإعلام أو نسيء لأحد بهذا الموضوع، ولكن كما تفضل وقال معالي الوزير، إن الدقة مهمة. كما علينا أمام هذه النكبة الاستفادة بعبرة للمستقبل لأنها ليست الأولى ولا الثانية وقد تكون الثالثة على مستوى لبنان أو أكثر، حتى الاعلام العالمي تدخل في هذه الحادثة".

اضاف: "إن أقل ما نطلبه من دولتنا اللبنانية اليوم هو "خلية طوارىء" تهتم بالحادثة عند وقوعها لكي لا نشعر عندما نبحث عن خبر ما أن يضيعنا في متاهات نحن بغنى عنها. نشكر الاعلام في المناسبة، ومعالي الوزير لمبادرته، ونتمنى على وزارة الخارجية أن تبقى هي الحاضنة لهذا الموضوع لأنها هي الاقدر على جمع الأهالي ومتابعته لأنه في أيد أمينة، وان نصل الى مكان نعرف على الاقل نحن أين".

وكان باسيل استقبل صباحا المدير العام للنقل البري والبحري عبد الحفيظ القيسي ومدعي عام التمييز القاضي سمير حمود وعرض معهما موضوع سقوط الطائرة.  

  • شارك الخبر