hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - حسين شبكشي

استغلال دنيء!

الأربعاء ١٥ تموز ٢٠١٤ - 06:59

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الشرق الاوسط

المعركة بالنسبة للشرفاء واضحة الملامح، فالعدو واحد ومعروف. المعركة هي تحرير الأراضي الفلسطينية ورفع الظلم عن أهلها والعدو هو إسرائيل.. لا لبس في الاثنين. فلسطين هي قضية العرب الأولى، هي القضية المركزية الرئيسة، وإسرائيل هي رأس البلاء، ولكن لعظمة المسألة وكونها من «المغريات» الشعبية ذات البعد الهائل في الذهنية العامة، أقدم على المتاجرة بها كم غير بسيط من المجاميع والساسة، فكانت «دم عثمان» العصر وقميصه الذي رفعته كل فئة سياسية ترغب في إيجاد قاعدة من القبول وكيان من الشرعية لها في الوجدان السياسي. تاجر بها من ادعى المقاومة ومن ادعى الممانعة وادعى القومية وادعى الاشتراكية، وكانوا من خلال هذه الشعارات يتجرأون برفع شعارات التخوين والتشكيك والعمالة ضد كل من يخالف طريقهم ونهجهم وأسلوبهم وهدفهم. وها هي اليوم هذه الصورة السيئة تتكرر بشكل دنيء.
الاستغلال الرخيص للأزمة الخانقة والدموية التي يمر بها الشعب الفلسطيني المظلوم وهو يتعرض لحملة قذرة من العدوان الإسرائيلي فيقتل الأبرياء من نساء وشيوخ وأطفال عزل بالمئات لا مراعاة فيها لحرمة منزل ولا حرمة شهر مقدس ولا عيد كريم.. هذا الاستغلال يأتي لتصفية حسابات وتشويه سمعة من يخالفهم، فها هي مصر تتعرض لحملة من قبل أناس محسوبين على أنصار الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي. افتراءات ودجل وقصص وهمية ولا معقولة تحتوي على ادعاءات تتهم مصر بأنها خلف العدوان الإسرائيلي وأنها هي التي تخطط لإسرائيل ومعها دول عربية أخرى تمول هذا كله، وتبدأ في ترويج الأساطير حول المواقع المحسوبة عليها والمحطات الفضائية التي تكرر هذه الأسطوانات الموجهة، وذلك بدلا من توجيه الاهتمام نحو الرأي العام الدولي ونشر ما يحصل على الساحة في غزة وتوفير المعلومة لكافة وسائل الإعلام حول العالم بتفاصيل موثقة بالصوت والصورة والمعلومات والأرقام تماما كما ينبغي أن يكون عليه العمل المطلوب في هذه الظروف الاستثنائية التي تتطلب التكاتف والتركيز على هدف واحد وليس الاستغلال الدنيء لمأساة هائلة ومذهلة.
حتى في القضية الأولى والأهم والمركزية هناك من يحاول أن يستغلها، وكأن صفحات كتاب التاريخ ودروسه وعبره مما حصل من قبل في نفس الموضوع ليس كافيا لأن يكون عبرة، وكأن الذي حصل مع صدام حسين والقذافي وجمال عبد الناصر وغيرهم ليس متضمنا الدروس والعبر الكافية ويستمر بالتالي الخطأ مجددا ويتكرر.
الرأي العام العالمي في «ثغرة» تاريخية اليوم، فقد سقطت ورقة التوت التي تغطي إسرائيل تاريخيا وتقليديا والتي كانت تتشدق بها لتكسب عطف المجتمع الدولي وشفقته لتلقي المزيد من الدعم السياسي والمادي والعسكري والإعلامي لها. اليوم إسرائيل باتت واضحة للشرفاء حول العالم أنها دولة ظالمة ومعتدية وخارجة عن القانون وبحاجة لوقفة من نوع مختلف، ولكن هذه الرؤية واستغلالها السليم تبقى مهددة طالما كانت هناك مجاميع لا تسعى إلا لخدمة هدف سياسي واحد ولأجله مستعدة لاستغلال أشرف قضية عربية بشكل دنيء.
الفرصة تلو الأخرى تضيع من أيدي العرب، وهذه المرة هناك فريق من الداخل يطعن في الظهر لأجل مصلحة شخصية بحتة.
 

  • شارك الخبر