hit counter script

أخبار محليّة

احمد قبلان في صلاة عيد الفطر: نصر على حفظ الوجود المسيحي في الشرق

الثلاثاء ١٥ تموز ٢٠١٤ - 09:57

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أدى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان صلاة عيد الفطر المبارك لهذا العام في مسجد الإمام الحسين، في برج البراجنة، وألقى خطبة العيد المبارك، أكد فيها أنه "لا يمكننا فصل حياتنا الفردية عن الحياة الاجتماعية والسياسية، فأكد الله سبحانه وتعالى علينا حقه في رعيته، ودلنا على مضابط عدله، وأقر الناس على مبدأ إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، وقرر على لسان نبيه أن من ضيع من يعول ضيعه الله يوم القيامة، ومن سكت عن ظالم كان شريكاً معه، ومن نصر الباطل كان خصيماً للحق، فأوصانا بالعدل وأكده على الحاكم، وألزم الرعية مراقبته، وأخذ على الناس وجوب نصرة الحق، ومقارعة الفساد، بكل ما يعنيه ذلك من موقف سياسي ونمط اجتماعي. وبهذه الأسس، طالبنا بنظام سياسي يكون فيه المواطن أساس هذا الوطن، وعمدة مشروع هذا البلد، كي تصبح هذه العقلية شرعية الحكم من شرعية المواطن، ويتضح معها أن تقسيم البلد بين مربع غني، ومربع فقير، ومقاطعة تستفيد من الأمن، وأخرى تكاد تخلو منه، فضلاً عن سياسات التجويع الضريبية، وعقلية إدارة المال والأسواق بأنانية، والاستغلال السيء للسلطة، كل هذا وذاك يؤكد أن إنسان هذا البلد معدوم، ولا محل له من مشروعات الدولة وبرامج الحكومات المتتالية".

وطالب "في يوم الله الطبقات السياسية الوازنة، والحكومة المتضامنة، أن تعي حجم المخاطر، وأن تتنبه للكارثة الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية، التي تضرب صميم البلد بأجياله ومناطقه، فيما الفقر يكاد يتحول الشبح الأول الذي يهدد شرعية الحكم والأمن الاجتماعي دون فرق بين منطقة وأخرى".

كما طالب ب "صيغة عمل سياسي، يعيد ترتيب الأولويات، ويؤكد مكافحة الفقر والأمية والبطالة، ويجير أكبر الأصول المالية للتنمية البشرية والاجتماعية، وبخاصة في ما يتعلق بموضوع التعليم المجاني، لأن شعبا يفتقد التعليم المجاني سيخسر مستقبله، كما أن البلاد التي تخسر معركة الفقر ستخسر أمنها وطموحها. فالمطلوب بلد لا فقر فيه، ولا أسواق محتكرة، ولا أدوية مزورة، ولا سلعا مغشوشة، ولا شعبا بلا كفالة اجتماعية وضمانات صحية، انطلاقا من العدالة السياسية التي تعي مطالب المواطن الاجتماعية".

ودعا إلى "مصالحة وطنية عامة وشاملة، تأخذ الاعتبار أن هذا البلد للجميع، وأن مصيره يعني الجميع، وبخاصة أن مخاطر الأمن تكاد تتحول كارثة إقليمية. فالمطلوب إعادة تمكين المجلس النيابي من دوره الفاعل، وتطوير عمل الشراكة الوطنية، وتأكيد الدور المفترض للمؤسسات الدستورية، ودعم المؤسسة العسكرية بكل قوة للقيام بوظيفتها الاستثنائية. كما أن الحكومة والمؤسسات الحكومية التابعة، مطالبة بدعم السلع المعيشية، ومراقبة الأسواق، وتطوير بنية المشروعات المهنية بما يكسر ظاهرة الاحتكار السوقي".

أما على مستوى الوضع الإقليمي، فطالب الحكومة ب "فهم الأزمة السورية والحؤول دون نارها، لأن الفكر التكفيري والعقل الإرهابي هو خطر على الجميع، ومن شأنه أن يهدد صيغة البلد والشراكة الوطنية". كما أكد على الحكومة اللبنانية "مراقبة ما يجري في غزة لترى بأم العين صمت العرب، وخذلان العالم، رغم المذابح والفظاعات التي أصابت وتصيب غزة، علها تتيقن أن شراكة الشعب والجيش والمقاومة هي الاستراتيجية الضامنة لبلد قوي، بوجه إسرائيل الصهيونية، وليس قرارات الأمم المتحدة وأخلاقيات القانون الدولي، أو رغبات الجامعة العربية أو التعاون الإسلامي".

ودعا المفتي قبلان إلى "أكبر دعم وتأييد للقضية الفلسطينية، وتثبيت قضية المقاومة كمحور ضامن في وجه مشروعات تل أبيب الفتنوية، والأطماع الأمريكية، وتوثيق ثقافة المحور المقاوم كجزء من أحزمة العقل الوطني والقومي والأخلاقي. وبهذا المعنى فإننا لا نقبل إلا بلبنان المقاوم، والمخاصم لتل أبيب، والحليف للقدس وغزة، والصديق لدمشق، والخصم لمشروع الفتنة الأمريكية التي تركب ظهر الفتنة المذهبية والعرقية في كل من سوريا والعراق والبحرين واليمن وليبيا ومصر ولبنان وغيرها، ونؤكد أن السياسة الوطنية تبدأ حقيقة من حيث نختلف مع المشروع الأمريكي، ونتوثق عرى المقاومة، بكل ما تعنيه من فهم اقتصادي وسياسي وتعبوي وجهادي وتربوي واجتماعي وغير ذلك".

وتابع: "لا يسعني في هذا اليوم المبارك إلا التحذير الشديد من لعبة الأمم المذهبية لأن ما يجري في العراق وسوريا وليبيا ومصر واليمن هو مآل ما سيجري في الخليج ولبنان والجزائر والمغرب وباقي دول العرب، وبخاصة أن مشغل الدواعش بنسخها المختلفة أضحى أكبر من المتبرع النفطي، وما آلت إليه بلاد العرب يوحي بأن كارثة هوجاء تنتظر بلاد العرب إلا أن تعود العرب إلى الله، وهنا ندعو الأزهر وقم والنجف وكل مراكز النفوذ الديني في أنحاء العالم الإسلامي سنة وشيعة إلى سرعة المبادرة لتحييد دماء المسلمين، وتجريم من يجب تجريمه، وتحريم ما يجب تحريمه، وفضح من يجب فضحه، والضغط بكل الإمكانات على الأنظمة الجشعة والتهديد بالنزول إلى الشارع لاستنهاض الناس على الأنظمة التي تعتاش على فتنة دماء المسلمين. بخاصة أن مخالب الفتنة المذهبية التي أجازت واشنطن استغلالها عبر الأنظمة العربية والإسلامية تكاد تلتهم دين الله، وتحيل القرآن إلى مجرد مزامير في بيوت ليس فيها عابد لله، فاستيقظوا رحمكم الله قبل أن تلتهم الفتنة كل بيت، وتحرق كل بلاد العرب".

أما بخصوص مسيحيي الشرق، فأشار إلى أنه "يجب أن يلتفت المسيحيون جيدا إلى أن المشروع الأمريكي الغربي لا يفهم إلا لغة مصالحه، ولو أدى ذلك إلى سحق الوجود المسيحي التاريخي في الشرق، ونحن من جهتنا نصر على حفظ هذا التنوع الديني في شرقنا، وبخاصة المسيحي، ونعمل بكل طاقاتنا لحمايته، إلا أن هناك تحالفا بين النفط والدولار، يعمل على نسف التوازن الديني لصالح عقليات تكفيرية وعرقية وصهيونية وجيوإستراتيجية تهدف إلى حفظ مصالح واشنطن وتل أبيب، على حساب هذه البلاد وتنوعها. فحذار حذار من لعبة الأمم، لأن هدفها ضرب الأديان بالأديان، والمذاهب بالمذاهب".

وختم المفتي قبلان قائلا: "لأننا في يوم الله فإن عهد السماء أوثق، والحجة أعظم، والشهادة أكبر، وإن من فلسفة التكبير عدم الرضا بظالم، وعدم السكوت عن ظلم والإصرار على الحق، صغيره وكبيره، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا".

  • شارك الخبر