hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الشعار: لا يجوز ان يبقى الوطن دون راس والقيادات المسيحية مدعوة للتوافق على رئيس

الإثنين ١٥ تموز ٢٠١٤ - 10:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 أدى مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار صلاة عيد الفطر في مسجد المنصوري الكبير بطرابلس، في حضور وزير العدل اللواء أشرف ريفي، النائب سمير الجسر، النائب محمد كبارة، أحمد الصفدي ممثلا النائب محمد الصفدي، رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال، نائب رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى عمر مسقاوي، أمين المال في غرفة التجارة والصناعة والزراعة توفيق دبوسي، المفتي السابق الشيخ طه الصابونجي، أمين الفتوى الشيخ محمد إمام، آمر سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي، وحشد من المصلين.

وألقى الشعار خطبة العيد تناول في مستهلها معاني فرحة العيد كجائزة للمؤمنين بعد شهر الصوم وفضائله وخيراته، وقال: "إنقضى رمضان بأيامه ولياليه وذهب معه الجوع والظمأ والعطش وبقيت خيراته ورحماته وبركاته ،رمضان ذاك الشهر العظيم الفضيل حمل إلينا من نفحات الخير وعبق الإيمان ما من شأنه أن يسكن النفس ويريح البال ويعود الناس فيه إلى رشدهم وصوابهم في مسيرة حياة جديدة بعزيمة إيمانية عالية وإرادة تغييرية قوية، فالإنسان الذي إرتوت نفسه من خيرات ذاك الشهر الكريم مدعو اليوم يبدأ بل يكمل مسيرة الإصلاح النفسي والإصلاح الإجتماعي في إطار من القيم الدينية التي هي المحضن الاساس لكل القيم الإنسانية والوطنية على حد سواء، ولعل واحدة من ابعاد ومقاصد فريضة الصيام هي تزكية النفوس وتطهيرها وتقوية الإرادة والعزيمة ووضوح الرؤية وإستقامة السلوك في معالم طريق الخير والنفع لتحقيق أنبل الأهداف وأسماها ألا وهي المصالحة مع النفس بل ومع الغير ،لنخرج من كل التناقضات ومن كل الأضاليل ونتعامل مع الذات ومع الغير بصدق وإيمان وبحزم فيأتيعلينا يوم عيد الفطر المبارك بهذا الزاد الكبير وبهذه الجائزة العظيمة ،فيوم العيد هذا هو يوم الجائزة ،هو يوم الربح والفوز وهو يوم فرح وبهجة وسرور فينعم الناس بالأمن والسكينة و تنعم الأمة والمجتمع بفرحة العيد وفرحة التواصل في جو من الوئام والحب والإخاء والتآخي وفي يوم من التواصل حيث صلة الأرحام والتواصل بين أبناءالمسجد و المجتمع مع مصالحة حقيقيةمصحوبة بالرضى والحب والآخاء وتقوى الله تبارك وتعالى، بهذا تتحقق معاني العيد بعدما فرح الصائمون بفطرهم ونالوا في صبيحة هذا اليوم جوائزهم من ربهم مغفرة ورحمة وعتق من النار،فإنه غذا كان آخر ليلة من لياليه غفر الله لهم جميعا كما يقول النبي (صلعم )وهو القائل (للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه)".

وتابع: "لا بد من الإشارة والبيان إلى أن قيمة التواصل الإجتماعي والتحابب والتآخي والتضافر بين الناس لا يقل قيمة عن مصالحة الإنسان مع نفسة بعد ما تاب إلى ربه ،إنّ إطلالة يوم العيد علينا بمشاعر الوداد والرأفة والبر والرحمة والفرح والبهجة والسرور يجب أن لا تنسينا شريحة كبيرة من أبناء مجتمعنا المنكوب الذين أقلقهم الجوع وإجتاحهم المرض وأقض مضاجعهم هم العيش ولقمة الابناء وحليب الأطفال ولا يكتمل عيدنا نحن إلآ بشعورنا مع الآخرين مع اولئك الذين صبروا وصابروا وذلك بتقديم ما نستطيع من خير وبر لنمسح بيد الحنان والجود والكرم على حالة البؤس والجوع والمرض التي إتسعت رقعتها في هذه المدينة المسلمة الأبية ،فلا يجوز أن يقتصر عيدنا أيها الناس على جديد تلبسونه أو طيب تأكلونه أو رحم تزورونه أو قريب تكرمونه وإنّما ينبغي أن تتسع دائرة الإهتمام عندنا ودائرة العطاء ليشعر الآخرون أنهم أعضاء بحق في جسد هذه الأمة المتراحم الذي إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

أضاف: "لئن كانت المساعدة أو الصدقة من شأنها أن تبلسم الجراح فإن الكلمة الطيبة وبشاشة الوجه وحسن اللقاء وإحتضان الفقراء والمرضى والمعوزين إنما يمثل كذلك جرعة دواء وعافية تشفي وتروي وتفرح وتبلسم وتبهج وتشعر الآخر بقيمته في هذه الحياة ،فالعيد هو الفرحة بالفوز بعد طاعة شهر كامل والشكر لله تعالى على ما أنعم وتفضّل من جوده وإحسانه وكرمه وعطائه وإذا قال ربنا عز وجل لئن شكرتم لأزيدنكم فليكن معلوما أن الشكر من جنس النعم".

وتابع: "إن دموع الخاشعين المتقين التي روت النفوس ولينت الطباع في ليالي التهجّد والقيام في العشر الأخير من رمضان وخاصة في ليالي القدر أي في ليالي الواحد والثالث والخامس والسابع والتاسع والعشرين من رمضان ينبغي أن تصحب كل واحد منا في مسيرة أداء الواجب والتغيير والتواصل بل الشعور والتراحم مع أبناء ديننا ووطننا ومجتمعنا ودون طلب أو سؤال،وينبغي كذلك أن لا يقول المؤمنون إلآ الحق والصدق ولا يجوز أبدا أن نتساهل بحق من حقوق ديننا أو مجتمعنا أو إخواننا وخاصة أننا في مرحلة حرجة أحوج ما نكون فيها في بلدنا إلى هدوء نفسي وإلى إطمئنان على الحاضر الذي نعيشه والمستقبل الذي نتطلع إليه ،وإن الخطة الأمنية التي تنعم بها مدينتنا والتي كانت ختام أعمال فخامة رئيس الجمهورية السابق والتي إنتظم أمرها إلى حد كبير ينبغي أن يحافظ عليها أبناء بلدنا وأن يحافظ عليها كل مسؤول وكل شريف وكل مواطن وينبغي أن نتمسك بها وإن الذي يصيبها بين الحين والآخر من هزات وتصدع بسبب عدم محاكمة الموقوفين ينبغي أن نخرج من هذه الأزمة وأن يحاكم كل موقوف أيا كانت التهمة الموجهة إليه ولا نبغي إلآ العدالة ولا يرتفع إلآ صوت العدالة وصوت الحق والحقيقة وإلآ فالظلم والإضطهاد والتنكيل كثيرا ما يولد ردات فعل لا تحمد عقباها ،وآمل أن لا يرى لها وجود ولا أثر ،وكم أتمنى على المؤولين السياسيين في هذه المدينة الأبية أن يتصدوا جميعا مجتمعين ومتضافيرن في هذا الأمر بحكمتهم المعتادة وأن يكلفوا فريق دفاع لإحقاق الحق ونصرة المظلوم وإقفال باب هذه القضية والأزمة ،فإنني في هذا المقام لا يسعني إلآ أن أكرر الشكر لكل صانعي الخطة الأمنية إبتداء من فخامة رئيس الجمهورية الذي إنتهت مدة ولايته ولكل أصحاب الدولة ،رئيس مجلس الوزراء الحاضر منهم والغائب وإلى قائد الجيش وإلى جيشنا الوطني وإلى وزير الداخلية وقوى الأمن الداخلي وإلى كل المدافعين من الداخل والخارج ، فلهم منّا تحية الوطن وتحية الشرفاء وتحية الأحرار وتحية عز وإكبار والتحية دائما للذين يسهرون على أمن وطننا من الجيش وقوى الأمن الداخلي وهم الذين ما زالوا يمثلون العمود الفقري في هذا الوطن الغالي لبنان".

واضاف: "بقي علي أن ألفت النظر إلى أولئك الصامدين في غزة الأبية وفي فلسطين المحتلة وإلى المقاومين على أرض الرباط والمدافعين عن النفس الذين ينشدون الحرية ولقمة العيش والحياة وينشدون العدل ويعملون لرفع الظلم والقهر، فمن لأولئك؟ ومن لتلك الصيحات والصرخات التي كثر فيها الأنين وتوجعت فيهاالأجساد والقلوب ودمرت فيها البيوت وسحق فيها البشر؟ من لأولئك في أرضناالمحتلة فلسطين ؟ومن لأولئك في سوريا والعراق؟ وهل يمكن أن ترقد العيون أو تنام وأصوات الإنفجارات ودمار المدن وأشلاء الضحايا على مرأى ومسمع من البصر وعلى بعد بضع أميال من بلدنا ؟مكلومون أولئك ومنكوبون ولكن إرادة الصمود وقوة المقاومة وإرادة الحياة وقبل ذلك وبعده الثقة بالله تعالى والتوكل عليه سيحول المحنة إلى منحة وسينهي الحرب التدميرية إلى نصر وتمتين وسيندحر العدو رغم تقدم آلته العسكرية لأن إرادة الحياة أكبر ولأن الثقة بالله تعالى أعظم ولأنه مهما طال الليل فلا بد للفجر أن ينجلي، أما ما يحدث في العراق وفي الموصل على وجه التحديد من مؤامرات لتهجير المواطنين مسلمين ومسيحيين فذاك ما لا أعلم له دينا فالإسلام لا يعرف أبدا الإعتداء على الغير أيا كان معتقده والإسلام لا يقاتل الآخر يمجرد أنه غير مسلم فكلما رأيتم قتلا وسفك دم فقولوا برباطة جأش الإسلام بريىء كل البراءة من ذلك،وحيثما وجدتم تدميرا للبيوت أو للكنائس أو للبيع فقولوا بلسان واحد لا علاقة للإسلام في ذلك ،وكلما رايتم إرهابا وتهجيرا وتفجيرا فقولوا طابور خامس وأكثر من ذلك مؤآمرات دولية تفبرك في بلادنا العربية والإسلامية لتنتظر شعوبنا منهم مشروعا تقسيميا تعدّه مخابراتهم العالمية .

وختم الشعار: "إن الإسلام أول من نادى بالحرية والعدالة والمساواة ،وهو أول من كرم الإنسان وكرم بني آدم أيا كان إنتماؤه السياسي أو العرقي أو الديني والمذهبي ،
ونبي الإسلام (صلعم) هو الذي ودع العالم وودع الدنيا بخطبة حجة الوداع ثم قال :
(يا أيها الناس إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ).والإسلام هو الذي أقرّ القاعدة الشرعية الكبيرة وتوجه فيها إلى أهل الكتاب وغيرهم وقال :(لهم ما لنا وعليهم ما علينا )،إنها مساواة وإعتراف بالآخر ،فهل يعقل بعد ذلك أن يقال عن الإسلام ما نسمع وأن يتهم الإسلام بالإرهاب وأن يتهم بأنه خارج الزمن وخارج الحياة؟ الإسلام الذي نهى عن قطع الشجرة وهدم الكنائس والي نهى وحرّم الإعتداء على الرهبان وكذلك على الشيخ الكبير وحرّم التمثيل لمن كانوا يقاتلونه، لا يجيز أبدا أن يقاتل الآخر لأنه ليس بمسلم ولا يمكن أن يكون سببا في تهجيرهم من بلادهم. فلا يجوز ابدا لهذا الوطن أن يبقى دون راس ولا يجوز أبدا أن يتكرر موقف النواب بالمقاطعة للمجلس النيابي ولجلسات المجلس كما لا يجوز لمسؤول أن يغض النظر ويتذاكى في مسؤوليته ويتركها وراء ظهره، إن النواب بعامة والقيادات المسيحية بخاصة مدعوة اليوم الى ان تبرهن عن ولائها للوطن وأن الوطن اكبر منها، ومدعوة كذلك للتوافق على رئيس يحفظ للوطن سيادته وإستقلاله وأرضه وشعبه ومواطنيه ودستوره الذي إتفقوا عليه، وآمل في أن يجد كلامي طريق إلى أسماع أولئك حتى يقدموا المصلحة الوطنية وتبدا مسيرة الحياة السياسية ومسيرة بناء الوطن من جديد، والله أسأل أن يحفظ البلاد والعباد وأن يجنبنا المؤامرات والكوارث".

ثم أم المفتي الشعار المصلين وأعقب ذلك تكبيرات العيد. وفي بهو المسجد تقبل المفتي الشعار التهاني بالعيد يحيط به محافظ الشمال رمزي نهرا والرسميون.  

  • شارك الخبر