hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

السيد فضل الله: لمواجهة التحديات بالوحدة وبسهر القوى الأمنية وجهوزية المقاومة

الإثنين ١٥ تموز ٢٠١٤ - 09:20

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

القى العلامة السيد علي فضل الله خطبة عيد الفطر المبارك من على منبر مسجد الإمامين الحسنين، في حارة حريك، بعدما أم حشود المصلين الذين غصت بهم ساحات المسجد الداخلية والخارجية، ومما جاء فيها: "عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله الّتي تعني أن نعيش آلام المستضعفين والمقهورين والمظلومين، وأن نبذل جهدنا لنخفّف عنهم وأن نقف ونقوي مواقعهم فلا نتركهم يعانون وحدهم. كم كنّا نأمل أن يأتي العيد والمسلمون ينعمون بالأمن والأمان والوحدة.. وأن يكونوا كما أرادهم الله، خير أمّة أخرجت للناس، تفيض بالخير على بقيّة الأمم.فالأمّة, بوضعها الحالي, ليست هي التي أرادها الله أمة موحدة, قوية, مترابطة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا, أمة هي خير أمّة أخرجت للنّاس..
ففي المشهد العام عدو يتربص بنا عدو معتد احتل الارض وهجر أهلها ليصبحوا لاجئين يهيمون على وجوههم في بلاد الله الواسعة, يعيشون أصعب الظروف في مخيمات لا يلقون فيها أبسط مقومات الحياة الكريمة, فيما يسود الأمة تشرذم وانقسام يمتد على امتداد مساحة العالم العربي و الإسلامي و منطق تكفيري إلغائي إقصائي يستبيح الدماء, كل الدماء, و يستفيد من عقل قاصر في فهم الإسلام و نصوصه محققا من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو".

وتابع: "هذا العدو الّذي يريد لهذه الأمة أن تكون ضعيفة متفرّقة، تنقسم طوائف ومذاهب وقوميّات، توجّه سّلاحها إلى صدور بعضها البعض لا إلى صدور المتربصين بها.
فها هو العدو الصهيوني يستبيح غزة, مجددا, مرتكبا فيها المجازر, قاتلا النساء والأطفال والشيوخ و هادما البيوت على رؤوس ساكنيها, في ظل موقف عربي متخاذل, تشوبه الحساسيات و الحسابات الفئوية الضيقة, و دعم غربي لهذا الكيان يبرر للجلاد جريمته و يلوم الضحية على دفاعها عن نفسها. لكن تبعات هذا العدوان تعدت فضح كل هؤلاء و الكشف عن زيف شعاراتهم بل و أنها و في المقلب الأخر أعادت للقضية الفلسطينية مركزيتها و أظهرت أن الكيان الصهيوني هو العدو و المشغل الأصيل لكل مشاكل المنطقة و نكباتها و أن من دون ذلك وكلاء له بالتكليف او بالتواطؤ تحت عناوين و مسميات مختلفة".

اضاف: "طبعا هذا لا يعني أن نستهين بالفتنة الداخلية, التي يراد لها أن تكون طابع هذه المرحلة, وبالعقل التكفيري الذي لا زالت تبعات إجرامه يومية في عالمنا العربي و التي كان لواقعنا اللبناني حصة واسعة من هذا الإجرام في العام المنصرم و الذي حصد أرواح الأبرياء و أربك حياة الناس في أمنهم و أرزاقهم, فلا بد من مواجهة الفتنة بتعزيز الوحدة على مختلف المستويات الوحدة الإسلامية والوطنية ووحدة الأديان وإزالة الهواجس والمخاوف التي تزرع وتصنع كل يوم ولا بد ايضاً من التصدي لدرء خطر هذه الجماعات وحماية المجتمع منها عبر المساعي التوحيدية التي تضع الجميع من علماء و دعاة مسلمين و غير مسلمين بمواجهة هؤلاء الذين لا يهددون مذهبا بعينه و لا دينا دون دين و لكن خطرهم يتعدى ليصل إلى كل من يخالفهم الرأي و المعتقد و حتى إلى الدواب و الحجر. ولكن مجددا و مجددا تبقى مشكلتنا الأساس مع العدو الأصيل فلا تضيع البوصلة عن هذا العدو, لن نرتاح و لن ترتاح المنطقة - كما قالها السيد (رض) عليه في أيامه الأخيرة - قبل أن ترتاح فلسطين و يعود الحق لأهله. ومن هذا المنطلق، لا بدّ من أن تكف كلّ الدّعوات والحملات الإعلامية التحريضية التي تتحدّث أنّ العدوّ هو هذا المذهب أو ذاك.. أو هذه الطّائفة أو تلك، أو هذا البلد العربي أو ذاك الإسلامي.. إذ لا خروج لهذه الامة من السقوط قبل أن تمتلك حس التمييز أعدائها من أصدقائها".

وختم فضل الله: "في الإطار نفسه، كم حريّ بالأمّة أن ترتقي إلى مستوى مجاهديها الّذين يسطّرون في كلّ يوم أروع ملاحم البطولة والفداء للدّفاع عن الشّعب والأرض، رغم الصعوبات، ورغم نكران العالم لهم، والضّغوط الّتي تستهدفهم من كلّ حدب وصوب... هؤلاء كانوا، وسيبقون، عين الأمّة وروحها وعنوان كرامتها وعنفوانها وصمودها.
ونحن في لبنان على وجه الخصوص لا بد من النظر بمسؤولية إلى التحديات التي تواجه لبنان على حدوده الجنوبية كما الشرقية وندعو إلى ضرورة العمل على تعزيز التواصل بين اللبنانيين ومن هم في مواقع القرار حيث لا يمكن مواجهات كل هذه التحديات إلا بالوحدة وبسهر القوى الأمنية وجهوزية المقاومة التي ستبقى عينها ساهرة على العدو. علما أن من أساسيات تجهيز الجبهة الداخلية هو السهر أيضا على لقمة عيش المواطن و المشكلات الاجتماعية الحادة التي تواجهه. في يوم العيد نستذكر أمواتنا والعلماء والشهداء و المقاومين المرابطين... نسأل الله الرحمة و علو الدرجة لشهدائنا والشفاء للجرحى وأن يربط على قلوب اهلنا الصابرين في غزة و غيرها و الصبر والثبات وللمجاهدين بالعزيمة والنصر والارادة".  

  • شارك الخبر