hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - ثريا شاهين

المنطقة تترقّب ما بعد بعد "النووي"

الأحد ١٥ تموز ٢٠١٤ - 07:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم يتمكّن الطرفان الغربي والإيراني من التفاهم طيلة المرحلة الأخيرة من التفاوض والتي انتهت في العشرين من تموز الجاري. مع أنّ الطرفين كانا يتمنيان فعلياً أن يكون هناك اتفاق نهائي بنهاية العشرين من تموز. فتم تمديد المهلة التفاوضية 4 اشهر جديدة في سياق الاتفاق الأولي الذي وقّع في 24 تشرين الثاني الماضي، ولمدة ستة أشهر، وينص على إمكان تجديده لستة اشهر أخرى.

لم يتمكن الطرفان الغربي والإيراني من التفاهم على كل العناصر لدى صياغة مسودة النص النهائي للاتفاق. الغرب يريد من ناحيته أن يضمن أنّ إيران لن يكون لديها امكانية لإنجاز قنبلة ذرية في أي وقت، أي ولو بعد سنوات. لكن إيران وفقاً لمصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، تريد أن توقف برنامجها النووي، إنّما في الوقت نفسه تريد أن تُبقي على خياراتها النووية قائمة.

إذا ما خُفِّض اليورانيوم المخصّب بنسبة تسعين في المئة وما فوق، عندها على الأقل تحتاج إيران إلى 3000 جهاز طرد مركزي فقط. الآن لديها 190 ألف جهاز طرد مركزي تريد الاحتفاظ بها كلها، فيما الغرب لا يريد لها أن تحتفظ بها، ويعتبر أنّه ما دامت إيران لا تريد أن تنجز القنبلة، فلماذا تريد كل هذا العدد من الأجهزة؟ هي تقول إنّها لا تريد أن تنجزها الآن، لكن إذا قرّرت في أي وقت القيام بذلك يمكنها أن تفعل بكل سهولة.

وتفيد المصادر أنّ تأخير حصول الاتفاق الغربي مع إيران يؤخّر بحث ملفات المنطقة المطروحة، إذ إنّ كل الأطراف الاقليمية كانت تنتظر لترى ما الذي سيحصل في مصير التفاوض، والآن كل طرف يسعى بتحقيق مكاسب على الأرض، من أجل إحراز تحسين في المواقع السياسية داخل السلطة عندما يحين أوان التفاهم النهائي والحقيقي بين الغرب وإيران. في كل المواقع الساخنة في الشرق الأوسط المعارك دائرة، إن في سوريا، أو العراق أو غزّة، وكل طرف يسعى لتثبيت سلطته بشكل أوسع.

لبنان لا يمكنه أن يبقى على وضعه الراهن في ظلّ أزمتَي سوريا والعراق اللتين من الصعب حلّهما في وقت قريب. والخارج الدولي ليس لديه وقت للأزمة الرئاسية اللبنانية، والداخل اللبناني لا يتمكن من حل هذه الأزمة على الرغم من مختلف أنواع المساعي، لكن لا تستبعد المصادر أنّه في أي وقت قد يحصل تلاق اقليمي حول حل لأزمة لبنان. حتى الآن لا يظهر أنّ مفاوضات خليجية إيرانية ستبدأ في مرحلة قريبة. لكن ما يخيف الدول هو امكانات هذا الاستقرار اللبناني ريثما يتم التوصّل إلى حلّ لأزمة الاستحقاق الرئاسي.

الأطراف في المنطقة تنتظر مفاعيل أي اتفاق غربي إيراني على العلاقة الأميركية الإيرانية تحديداً، وإمكان حصول تفاهم بين الطرفين على قضايا المنطقة. المصادر تقول إنّه يمكن ان يفشل التفاوض الغربي الإيراني، كما يمكن أن ينجح في غضون الفترة المعطاة، حتى أنّه إذا نجح من غير المؤكد أنّ اتفاقاً أميركياً إيرانياً سيحصل على ملفات المنطقة في وقت لاحق.

المسار يلزمه وقت للتوضيح، حتى الآن لم تتناول المفاوضات حول النووي قضايا المنطقة. إيران لا تريد أن يتم تناولها، والغرب أيضاً لا يريد أن يخلط في التفاوض بين ملفات عديدة، نظراً لصعوبة الحل عندها. ولم يخرج التفاوض ولا مرّة عن هذه القاعدة. مع الإشارة إلى أنّ الزيارات الغربية لطهران والتي تناولت قضايا ثنائية لا دخل للملف النووي بها، تناولت في جانب كبير منها، ملفات المنطقة.

إذا نجحت المفاوضات حول النووي قد ينجح البحث في ملفات المنطقة في سياق حوار أميركي إيراني، وقد يؤدي ذلك إلى تفاهمات حول كل الملفات ما يريح المنطقة إلى حد بعيد. إنّما الأمر يعتمد على طبيعة التفاهمات وانعكاساتها.

وإذا لم يؤدِ نجاح المفاوضات على النووي إلى توسيع رقعته ليشمل ملفات المنطقة، يعني أنّ الأمور ستبقى على تعقيداتها، ويكون قد حلّ النووي مثلما تم حلّ موضوع الكيماوي السوري من دون إيجاد حلول لبقية المشاكل. لكن أي احتمال هو رهن التطورات في العلاقات الأميركية الإيرانية.

"المستقبل" 

  • شارك الخبر