hit counter script

أخبار محليّة

نصر الله: غزة انتصرت بمنطق المقاومة

الجمعة ١٥ تموز ٢٠١٤ - 18:23

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اطل الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله شخصيا في الاحتفال الذي أقامه الحزب بمناسبة "يوم القدس" وتضامنا مع غزة شعبا ومقاومة، في مجمع سيد الشهداء في الرويس، في حضور شخصيات سياسية وحزبية وديبلوماسية ودينية وشعبية.
نصرالله ورحّب وشكر الجميع على الحضور بالرغم من ما يفترض من بعض المخاطر الأمنية، لكن تطورات غزة وخصوصية يوم القدس العالمي فرض علينا أن نلتقي هنا اليوم، وفي هذا المكان الذي اعتدنا أن نشيّع شهداءنا وان نستقبل بها اسرانا وان نقيم اعراس النصر لمقاومتنا وان نعبر فيه عن مواقفنا.
واذ عبّر نصرالله عن مشاعر المواساة للعائلات التي فقدت أعزاء وأحباء في الحادثة المؤسفة للطائرة الجزائرية، توجه بالتحية الى ارواح شهداء غزة في هذه الأيام وإلى جرحاها ومجاهديها وإلى شعبها الصامد.
وأضاف: "في هذا اليوم الذي يصادف ذكرى حرب تموز 2006، نوجّه التحية الى الشهداء والجرحى والمقاومين والى شعبنا الذي صنع الانتصار في تموز 2006 وإلى المقاومين الموجودين في أكثر من ساحة من أجل أن تبقى المقاومة التي يتوقف عليها الأمل الوحيد.

واعتبر نصرالله ان الهدف بعد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين كان انهاء القضية الفلسطينية، ولم يكن واردا في عقولهم أن يعيدوا شبرا واحدا من ارض فلسطين الى اصحابه ولا لاجئا واحدا الى داره، لذلك نجد الاجماع الاسرائيلي حول القدس وحول منع عودة أي لاجئ،ووضعت خطة طويلة الامد لتحقيق هذا الهدف، يمكن لأي منا أن يحلل ما جرى من العام 1948 حتى اليوم ليكتشف معالم برنامج تصفية القضية الفلسطينية وهذا الحلم الموجود عند الغرب والاميركيين والصهاينة".

وتابع السيد نصر الله "على سبيل المثال، كانوا يفترضون أن الأرض العربية واسعة ومن الممكن توطين اللاجئين وتذويبهم في المجتمعات العربية المتعددة، وهذا الخطر كان قائما ولا يزال قائما ويلاحق اللاجئين، مثال اخر، العمل على اختراع قضايا مركزية لكل شعب وكل دولة لتغيب مركزية فلسطين ومركزية القدس وهذا وفّقوا فيه لدرجة كبيرة جدا، وعدونا ليس فاشلا دوما بل يفشل حين نريد افشاله، واليوم وغزة تذبح هناك في بلدان عربية أولويات أخرى من البنزين والغاز ولقمة العيش، وهم أرادوا أن تصبح هذه القضايا هي قضايا مركزية".

وأكد ان الشعب الفلسطيني بالرغم من ظروف العيش القاسية وبالرغم من اغراءات الهجرة بهدف تشتيت هذا الجمع الشعبي بقي متمسك بأرضه وقضيته وحقله ويرفض الاستلام والخضوع، مشيراً الى ان هناك غرف سوداء تعمل لكي لا يبقى أي صلة بين أي لبنان وأي مصري وأي سوري وبين فلسطين، واختيار انتحاريين فلسطينيين في تفجيرات لبنان كان أمرا متعمدا، وهناك الكثير من الأمثلة التي من الممكن الحديث عنها".
ولفت إلى أن ما نشهده هو تدمير للشعوب والجيوش والدول وتفككيها نفسيا واجتماعيا وعاطفيا وايجاد قضايا لا يمكن معالجتها في مئات السنين، ما يجري في أكثر من بلد عربي والمخاطر التي تتهدد أكثر من بلد عربي، سورية كانت الجدار المتين وستبقى انشالله الجدار المتين في وجه المشروع الاسرائيلي، وكانت الحضن الكبير للمقاومة والقضية الفلسطينية، العراق الذي دخل النفق المظلم للأسف باسم الإسلام وبإسم الخلافة تهجّر فيها آلاف العائلات المسيحية، والسنة الذين يختلفون مع داعش ليس لديهم خيار اما البيعة أو الذبح والشيعة ليس لديهم أي خيار الا ذبح ".

وقال: "نحن كمسلمين من واجبنا اليوم ان نعلن ادانتنا لما يتعرض له المسيحيون والمسلمون في العراق، هذا المشهد من تدمير الكنائس ومراقد الانبياء والجوامع أخشى أن يجهز النفوس من أجل تدمير المسجد الاقصى، هناك خشية من أن يصبح ذلك أمرا عادياً بالنسبة لتدمير الكنائس والمساجد".
ورأى ان الأمة العربية في أسوء حال، والمستهدف الاول هي فلسطين، وعلينا جميعا أن نعرف أين نضع أقدامنا في هذا الزمن، زمن الفتنة، وعلينا أن نعرف ماذا نفعل، وهذا هو التحدي الكبير الذي تواجهه أمتنا".

واعتبر انه في هذا السياق، تأتي الحرب الاسرائيلية على غزة، وفي هذا السياق كانت الحرب على لبنان 2006 وعلى غزة في العام 2008، لكن في 2006 و2008 كانت النتائج مختلفة واليوم أيضا نحن في لبنان نستطيع أن نفهم وندرك بشكل كامل كل ما يحصل في غزة وما يتعرض له أهلنا في غزة لأنه نفس الذي جرى علينا في تموز 2006، من حجة خطف المستوطين الثلاثة وحجة خطف الجنديين، هذه حجة للحرب وليست سببا، "إسرائيل" اعتبرت أن قطاع غزة محاصر وهناك فرصة لاخضاع وتدميرها، مثل العام 2006 الذي كان يحمل معه مشروع كونداليز رايس".

ولفت الى ان الإسرائيلي إستغل موضوع خطف المستوطين الثلاثة الذي غير معلوم حتى الساعة من خطفهم ومن قتلهم، هناك عملية خطف ألبست لحركات المقاومة، وأخذ منها ذريعة لشن الحرب، الى الطلعات الجوية والقصف المدفعي والبوارج الحربية وقصف المدنيين وتدمير المساجد والكنائس وتهجير الناس من منازلها الى العملية البرية والى صمت المجتمع الدولي وتواطىء بعض المجتمع الدولي، أميركا والغرب ومجلس الامن يغطون الحرب، الى تواطىء بعض الانظمة العربية والى ادانة المقاومة، لكن في المقابل كان هذا الصمود الشعبي الرائع وتمسك أهل غزة بالمقاومة وهذا الاداء والصمود السياسي المميز لحركات المقاومة، لكن في نهاية المطاف أقول للجميع أن الذي يحسم الموقف ثلاثية الميدان والصمود الشعبي والصمود السياسي".
في حرب تموز 2006، لأخذ استفادة من التجربة والعبر، الإسرائيلي من اليوم الاول وضع أهدافا عالية جدا، وصار يتنازل ويتنازل، لكن في الأسبوع الأخير من الحرب، من كان يتوسل الوصل إلى نهاية للحرب كان الاسرائيلي، لماذا؟ وهذه مذكرات جورج بوش وهذه مذكرات كوندليزا رايس، كيف كان يتصل بهم إيهود أولمرت في الأسبوعين الأخرين، ويقول لهم إذا استمرينا في الحرب ستزول إسرائيل.

وحتى نحن، بكل تواضع، المقاومة في لبنان، لسنا مستوعبين لهذا الاستنتاج، أنه كيف اذا استمرت الحرب ستزول اسرائيل؟

في الوقت الذي كان يقال لإسرائيل من بعض الأنظمة العربية: استمروا في الحرب، امسحوهم، وهذا الكلام كله يتكرر في هذه الايام، استمروا في الحرب، امسحوهم، أو بالحد الادنى افرضوا عليهم شروطا مذلة، لا تتوقفوا.

لكن الإسرائيلي نفسه وصل إلى قناعة بأنه لم يعد قادرا على الاستمرار بالحرب، واستغاث بالأميركي، وعندما يصبح لدى الاميركي إرادة جدية كل المنطقة "تمشي، ومشيت، ومشي الحال". أليس هذا الذي حصل في حرب تموز؟ هذا الذي غير المعادلة، الميدان، ميدان المقاومين الأبطال، الصمود الشعبي للنساء والأطفال والرجال والمدنيين في كل المناطق، وخصوصا المناطق التي كانت مستهدفة بالقصف وبالقتل، والصمود السياسي.

أنا أقول اليوم أيضا في هذه الحرب القائمة، الأمل المتاح أمام الفلسطينيين، إذا أعطي الأمر لأميركا والغرب ولكثير من العرب، هم يتعاطون بمبدأ: هذه فرصة اخلصوا، اخلصوا، هناك بعض الناس يقولون لك اخلص من حماس، هم لا يريدون أن يخلصوا (ينتهوا) من حماس فقط، بل حماس والجهاد الإسلامي وكل الفصائل الفلسطينية، المستهدف في غزة هو المقاومة، وسلاح المقاومة، وإرادة المقاومة، وثقافة المقاومة، والأمل بالمقاومة."

واضاف: "في يوم من الأيام يكون لدى المقاومة عنوان معين، وفي يوم آخر يصبح لديها عنوان آخر، مثل ما حصل عندنا في لبنان، مثل ما يحصل في فلسطين، تتعدد العناوين ولكن الهدف ليس حماس فقط، الهدف كل المقاومة في فلسطين، كل نفق في غزة وكل صاروخ في غزة، كل كلاشينكوف في غزة، كل قبضة سلاح في غزة، بل كل دم مقاوم يجري في عروق الغزيين. هذا هو المستهدف الآن. الأفق هو أن يأتي الإسرائيلي نفسه ويصل إلى مكان يجد فيه أنه لا يستطيع أن يكمل، هذا الذي حصل في تموز 2006، عندما لا يقدر على الاستمرار (يقول): تعالوا يا أميركان واعملوا لنا حل، هذا الذي حصل عام 2006.

طبعا الحل في مجلس الأمن هو إدانة المقاومة لكن المهم ما بعد الإدانة، هذا هو المهم. أنا أقول اليوم إن غزة، اليوم غزة وهي تشيع شهداءها وتقاتل، غزة انتصرت بمنطق المقاومة، وعندما نصل إلى اليوم الثامن عشر ويعجز الصهاينة ومعهم كل العالم أن يحققوا هدفا واحدا من أهداف العدوان على غزة، هذا يعني أن المقاومة انتصرت في غزة، وأنا أقول لكم أيضا من موقع المعرفة والشراكة إن المقاومة في غزة قادرة على صنع الانتصار وستصنع الانتصار إن شاء الله، نحن الآن إذاوقفنا وقفة تقييم، ونختم بالموقف. نحن اليوم، مع الأخذ بعين الاعتبار ان المعركة تدور بين طرفين في الميدان، الطرف الإسرائيلي الذي هو من أقوى جيوش العالم، ولكن الأهم أن هذا الجيش بعد حرب 2006 في لبنان و2008 في غزة، شكل لجانا ـ وتذكرون فينوغراد، أليس كذلك؟ ـ شكل لجانا واستخلاص عبر ودروس وناقش ومن الـ 2006 إلى اليوم في حالة تدريب ومناوراة وتسليح وتجهيز وجمع معلومات، وهذا يعني أن ما حضروه في ثماني سنوات هو تأسيس جيش جديد قوي. هذا من الجهة الأولى، ومن الجهة الثانية قطاع مساحته ضيقة، هو شريط ساحلي أرضه منبسطة والأخطر من هذا كله محاصر منذ سنوات، محاصر أشد أنواع الحصار، بالأخذ بالاعتبار هذان الطرفان، ماذا نرى أمامنا؟ نرى أمامنا الفشل الإسرائيلي، ونرى أمامنا إنجازات المقاومة، أما في الجانب الإسرئيلي: 

1- إرباك إسرائيلي في تحديد الهدف من العملية أو من الحرب، إلى الآن هل فهم أحد ما هو الهدف من الحرب؟ لديهم أهداف ضمنية قلتها قبل قليل، لكن ما هو الهدف المعلن؟ هل هو ذاته الهدف الضمني، لا، لم يبدأ الحرب من سقف عال، لماذا؟ انتبِهوا جيدا، لأنهم خائفون، منذ البداية خائفون من الفشل، يعني هم يستفيدون من عبر حرب لبنان، في لبنان بدأوا بـ (هدف) إلغاء المقاومة، ثم تسليم سلاحها ثم إخراجها من الجنوب أو بالحد الادنى من جنوب الليطاني، ثم تسليم الأسيرين بلا قيد وبلا شرط، هل تلاحظون أن الأسير الجندي الاسرائيلي لم يتكلم عنه الاسرائيلي "لابِد عليه"، إذا لم يبدأ من سقف عال، لماذا لم يبدأ من سقف عال ؟ مفترض أنه أخذ عبرا ودروسا من كل التجارب، من المفترض أن يكون قد رمم جيشه، طبعا هذا الكلام ليس هدفه التوصيف بل لأن له علاقة بغزة وله علاقة فينا بلبنان وكل المنطقة. سوف أتكلم وآتي على ذكر الموضوع لاحقا. حسنا، هو لم يتجرأ على إعلان الأهداف، حتى أنه يتحدث عن العملية البرية بأن هدفها تدمير الأنفاق على الحدود، يعني أنه يضع أهدافا متواضعة حتى إذا حققها يقول: أنا أنجزت الهدف من الحرب. هناك إرباك إسرائيلي في تحديد الهدف.

2- بشكل استخباري، حول قدرات المقاومة وسلاحها وصواريخها ومخازنها وأماكن تخزين الصواريخ وتصنيعها، ومواضع إطلاقها وأماكن الأنفاق، مفترض أن تكون غزة في دائرة الإحاطة المعلوماتية المطلقة الاسرائيلية من البر والجو والبحر والجواسيس، لكن انكشف فشل استخباري هائل.

3- فشل سلاح الجو في حسم المعركة. هذا مهم جدا لغزة ومهم جدا للبنان، لماذا أقول إلى لبنان؟ الآن اذا كنتم تتابعون الإعلام الإسرائيلي، في نفس الوقت الذي يقاتل (العدو) به في غزة يتكلم عن حرب لبنان الثانية وحرب لبنان الثالثة، الحرب (الآن) في غزة ولكن هو ينظر إلى عيونكم، كيف تقرأون الحرب في غزة؟ وما هي العبر التي تأخذونها من الحرب في غزة؟ لأن وراء الأكمة ما وراءها، فشل سلاح الجو في حسم المعركة، "....." أنه قبل أشهر قليلة طلع قائد سلاح الجو الاسرائيلي، كان يبدو أن هذا استلم موقعه حديثا ولا يفهم شيئا من شيء، وقال إن جهوزية سلاح الجو الاسرائيلي اليوم بعد كل الترميمات التي حصلت هي قادرة ـ لأنني أشك أن اللبنانيين كان يتابعون هذه الأقوال خلال الأشهر الماضية فاللبنانيون مشغولون في مكان آخر ـ قال إن سلاح الجو قادر على حسم المعركة في لبنان اذا حصلت خلال 24 ساعة وحسم المعركة في غزة إذا حصلت خلال 12 ساعة، نحن اليوم في أي يوم من الحرب على غزة ؟ في اليوم 18، هذا سلاح الجو الاسرائيلي، يتكلم عن من؟"

وقال: "عن غزة المحاصرة، فشل الإسرائيلي في المس بمنظومة القيادة والسيطرة داخل قطاع غزة، ومع احترامنا للشهداء جميعا، إلا أنه يخترع قادة شهداء وأحيانا يتحدث عن اغتيال قادة وهم ما زالوا على قيد الحياة. إلى هذه الحالة وصل الإسرائيلي، فشل في إيقاف الصواريخ ومنع إطلاقها مع العلم أن الطيران في السماء والرادارات والطائرات من دون طيار وكل ما يتعلق بأجهزة المعلومات والمسح هي في خدمة الاسرائيلي، ونحن وأنتم نعرف ماذا يعني إطلاق الصواريخ في مناخ قتالي من هذا النوع. فشل في العملية البرية، فيكفي أن أقول ما قاله بعض المعلقين الإسرائيليين، يقول: جيشنا فشل "مش انا عم قول اللبناني المحب للمقاومة وحليفها، هذا العدو، أحد المعلقين المهمين في كيان العدو" يقول: جيشنا فشل، حماس والجهاد صمدوا وقتلوا العامود الفقري لسلاح المشاة لدينا، فماذا يقصد ؟ لواء غولاني ووحدة إيغوز. نعم". 

واشار نصرالله الى ان "فشل في العملية البرية، حجم الخسائر في القادة والضباط والجنود والدبابات والاليات الإسرائيلية (كبير)، تهيب واضح من الدخول في عملية برية واسعة، وهذا نراه في وجه نتنياهو وفي وجه رئيس الاركان، وفي وجه يعالون وفي وجوههم جميعا، هم محاصرون وهم القوة الأعظم، وهم الخائفون والمتهيبون والمرعوبون من هذه الخطوة، ولذلك لجأ الاسرائيلي منذ البداية ـ وهذا بسبب عدم ثقته بجيشه وبنفسه ـ إلى قتل المدنيين وقتل الأطفال وإلى استهداف البيئة الحاضنة للمقاومة، وإلى كسر إرادة الناس مثل ما كان في لبنان وفي حرب تموز، كان حلمهم أن يروا مظاهرات في الجنوب أو البقاع أو بيروت أو الضاحية أو أي مكان في لبنان، للمهجرين خصوصا من بيوتهم، تطالب المقاومة بوقف إطلاق النار أو بالاستسلام، وهذا بفضلكم أنتم أشرف الناس وأكرم الناس وأعز الناس لم يحصل في تموز، وهو الآن يعيد هذه التجربة من جديد في قطاع غزة ليفرض على قيادة المقاومة، القيادة السياسية والقيادة الميدانية، ليفرض عليها بأي ثمن القبول بوقف اطلاق النار أو أن تستسلم، هذا يعني أن الجيش الإسرائيلي عندما ذهب إلى غزة لم يذهب كجيش مقاتل وإنما ذهب كجيش قاتل للأطفال، وهكذا عرفناه في لبنان وهكذا هو حاله خلال كل هذه العقود من السنين".

واضاف: "في خلاصة أخيرة للتقييم الإسرائيلي، إذا كنتم تذكرون إيهود باراك، وزير الحرب الاسرائيلي في أول حكومة بعد ما غادر أولمرت، شو اسمو "وزير الدفاع"؟ بيرتس ميرتس هيك شي.

إيهود باراك بعد سنوات من العمل وأخذ العبر ماذا قال، وهذا الكلام كرره أيضا رؤساء أركان إسرائيليون، جملة صغيرة، اليوم هذه الجملة سقطت عند بوابات غزة، طبعا هو كان يقوم بتهديد لبنان في وقتها، قال إن أي حرب مقبلة ستخوضها إسرائيل ستكون سريعة وحاسمة ونصرها واضح. 

غزة اليوم تقول لهم أنتم كما كنتم، لا تقاتلون إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر، أنتم الجبناء الرعاديد الذين تختبئون خلف الطائرات والدبابات وتقتلون الأطفال فإذا ما واجهتم أبطالنا ومقاتلينا وجها لوجه سقطتم وسقط جيشكم، هذه هي، لا نصر سريع ولا نصر حاسم ولا نصر واضح وبين". 

وتابع: "في المقابل، المقاومة وأهلها:

واحد: منذ اليوم الأول وضوح في الهدف، هدفنا رفع الحصار، طبعا والاحتفاظ بالمقاومة.

اثنين: ثبات في الميدان.

ثلاثة: إبداع في الميدان.

أربعة: مبادرة في الميدان وقتال خلف خطوط العدو.

خمسة: مواصلة قصف الصواريخ تحت ضغط سلاح الجو الهائل هذا.

ستة: إيصال الصواريخ إلى أماكن غير مسبوقة. طبعا، المقارنة بين تموز لبنان وتموز غزة له ظروف مختلفة، خصوصيات مختلفة ولكن يوجد مشتركات، نحن في تموز أقصى شيء وصلنا إلى أين؟ للخضيرة، لكن الإخوان في غزة من أول يوم أين بدأوا؟ بتل أبيب. هذه هي المرة الأولى التي تنطلق صواريخ من داخل فلسطين إلى داخل فلسطين لتطال كامل مساحة فلسطين، هذا إنجاز هائل. 

لماذا قلت إننا نعرف ونفهم ونتحسس، الآن يوجد أناس يقولون (إن الفلسطينيين) أطلقوا 100 صاروخ، جملة تكتب في الإعلام. ماذا يعني 100 صاروخ؟ يعني نقلهم وتصنيعهم وإخفاؤهم وتجهيزهم وتوضيعهم وحمايتهم الأمنية، هذا جهد هائل. ثقة عالية بالله وبالنفس وبالمقاومة. صمود شعبي وإحتضان كبير، حتى الآن لم يأخذوا في غزة، لا مظاهرة ولا إعتصام ولا موقف ولا ضغط شعبي على المقاومة، بل الشعب يقول للمقاومة نحن معكم، فلنقتل جميعا ولكن ليرفع الحصار. صمود سياسي ورفض لكل الضغوط الهائلة الدولية والإقليمية. ماذا يعني أن تقف قيادة المقاومة الفلسطينية وترفض منذ الأيام الأولى وقف إطلاق النار وهي التي تقدم الشهداء من النساء والأطفال والمدنيين ويسارع الإسرائيلي إلى قبول وقف إطلاق النار، هذا له دلالات سياسية ومعنوية وعسكرية كبيرة، وصولا إلى الهبة الشعبية في الضفة الغربية التي بدأت تقدم الشهداء، لذلك مآل الأمور ومن خلال ثلاثية الميدان والصمود الشعبي والصمود السياسي إلى فرض معادلات جديدة على العدو وهذا ما يحتاج إلى بعض الوقت. 

ليس من السهل أيها الأخوة والأخوات أن يسلم نتانياهو وإسرائيل للنصر الفلسطيني، أن يعطي للمقاومة الفلسطينية هذا الإنجاز، أنا واثق أن بعض حكام العرب يتصلون الآن بنتانياهو ويقولون له أكمل، لا تعطِهم إنجازا ولا تعطِهم نصرا، لكن في نهاية المطاف، إسرائيل لا تعمل عند بعض حكام العرب، إسرائيل تبحث عن مصالحها الأمنية والاقتصادية والسياسية، والمقاومة هي التي ستفرض على الإسرائيليين الحل كما حصل في تموز 2006 وسيصرخ الإسرائيلي ويطلب من الأميركي أن يجد مخرجا للأزمة، هذا هو الأفق".

واشار الى انه "تبقى مسؤوليتنا جميعا تجاه هذا الحدث العظيم:

أولا: نحن ندعو إلى وضع كل الخلافات والحساسيات والاختلافات - لماذا قلت لكم لا أريد أن "ألطش" أحدا لأني أريد أن أصل إلى هنا - حول القضايا والساحات الأخرى جانبا، يمكن أن نبقى مختلفين على الموقف السياسي أو غير السياسي من أي ساحة أخرى، يمكن أن نختلف في الموقف، يمكن أن نختلف في التقييم، لكن هذا يجب أن نضعه جانبا، لنقارب جميعا مسألة غزة كمسألة شعب ومقاومة وقضية محقة وعادلة، لا لبس فيها، لا شبهة فيها، لا ريب فيها، لا اختلاط فيها بين حق وباطل، لأنه ممكن أن يقول أحدا (علينا أن) نعود إلى المحلات الأخرى، كلا هنا لا يوجد لبس، لا يوجد غبار، لا يوجد نقاش. لا عقل ولا دين ولا قيم تقول لك أنه يوجد نقاش في هذه المعركة الدائرة الآن في غزة. لنقاربها كمسألة شعب ومقاومة وقضية محقة وعادلة، حتى لو بقي الخلاف على الموضوعات الأخرى، غزة الآن بدمائها وأشلائها ومظلوميتها وصمودها وبطولاتها، يجب أن تكون فوق كل اعتبار وكل حسابات وكل حساسيات.

للأسف نسمع مواقف في بعض الإعلام العربي الذي يتهم المقاومة منذ اليوم الأول ويحملها مسؤولية الدماء، ثم يحملها مسؤولية إستمرار المعركة ويحرض عليها، بل وصل النزق بالبعض أن يعرب عن تعاطفه عبر بعض الفضائيات العربية مع الإسرائيليين ومع الجيش الإسرائيلي، والدعوة إلى الإجهاز على حماس، هذا أمر معيب وأمر محزن أيا تكن الحسابات والخلافات والحساسيات، من المحزن بل من المخزي أن نجد عربيا على فضائية عربية يعلن تعاطفه مع الجنود الإسرائيليين، الذين يقتلون الأطفال في غزة، نتيجة نزاع سياسي أو حساسية سياسية، في الحد الأدنى يا أخي من لا يريد أن يتعاطف فليسكت، من لا يريد أن يتعاطف أو يؤيد فليسكت، ولا يحمل نفسه أو أمته هذا العار.

ثانيا: دعوة ما أمكن من الحكومات العربية والإسلامية لتبني هدف رفع الحصار عن غزة الذي تطالب به قيادة المقاومة الفلسطينية، وحماية هذا الهدف والدفاع عنه وحماية القيادة السياسية للمقاومة من الضغوط التي تمارس عليها لوقف النار من دون تحقيق هذا الهدف، لأن الحصار هو موت يومي للفلسطينيين في غزة، وهو قتل يومي وليس 18 يوما بل على مدار السنين، بلا أفق وبلا مستقبل.

ثالثا: من نافلة القول لأنه هذا أصبح كلاما مكررا، الدعم السياسي والمعنوي والإعلامي والمالي والمادي، وصولا برأينا إلى الدعم التسليحي لكل بحسب ما يستطيعه ويطيقه، وبعيدا عن كل الحساسيات القائمة. 

يجب التذكير هنا لأنه يوجد بعض المزايدات، يجب التذكير هنا أن إيران وسوريا ومعهما المقاومة في لبنان وبالخصوص حزب الله على قدر إمكانياته، وعلى مدى سنوات طويلة لم يقصروا ولم يتوانوا في دعم المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها، على المستوى السياسي أو الإعلامي أو المعنوي أو المالي أو المادي أو التسليحي أو التدريبي أو اللوجستي أو الخبرات المختلفة، هناك اليوم من لا يقوم بأي عمل إيجابي لغزة ولفلسطين سوى التلهي بالمزايدات، من يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وغزة ومن لا يقف، لا أريد أن أدخل في مهاترات مع أحد، لكن يكفي لأي منصف بشكل هادىء أيضا أن يضع جدولا ليضع فيه محور المقاومة، دولا وحركات، ويضع فيه الآخرين من أينما كانوا، دول وتنظيمات ومنظمات وتيارات...، ويجري عرضا على مدى عقود: ماذا قدم محور المقاومة لفلسطين وللقدس وللشعب الفلسطيني من دماء وتضحيات ودخول في حروب وصراعات من أجل فلسطين وإمكانات ودعم بالرغم من كل الأعباء والمخاطر والتبعات، تبعات في العالم، تبعات في العالم، حصار وعقوبات وحروب كل هذا بسبب فلسطين، بشكل أساسي كان بسبب فلسطين. 

وبالجهة الأخرى ليرى أولئك ماذا فعلوا لفلسطين؟، أين قاتلوا من أجل بيت المقدس؟ وماذا قدموا للشعب الفلسطيني؟ بل أكثر من ذلك ماذا قدموا لكل الحروب الأخرى؟ ماذا قدموا في كل الساحات الأخرى التي تخدم إسرائيل وتخدم هدف إلغاء القضية الفلسطينية الذي تحدثت عنه أولا، لا أريد أن أقول أكثر من ذلك في هذا الجو من المزايدات.
في مواجهة هذا الحدث، نحن في حزب الله كنا وسنبقى نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، كل الشعب الفلسطيني، وإلى جانب المقاومة في فلسطين، كل فصائل وحركات المقاومة في فلسطين بلا أي إستثناء. 

نحن في حزب الله لم نبخل بأي شكل من أشكال الدعم والمؤازرة والمساندة التي نستطيعها ونقدر عليها. نحن في حزب الله نشعر أننا شركاء حقيقيون مع هذه المقاومة، شراكة الجهاد والإخوة والآمال والآلام والتضحيات والمصير أيضا، لأن انتصارهم هو انتصار لنا جميعا وهزيمتهم هي هزيمة لنا جميعا". 

وأكد انه "في حزب الله نتابع بدقة وبالتفاصيل كل مجريات المعركة القائمة الآن في قطاع غزة وفلسطين ونواكبها، ونتابع كل تطوراتها الميدانية والسياسية. ومن هذا الموقع نقول لإخواننا في غزة: نحن معكم وإلى جانبكم وواثقون من ثباتكم وإنتصاركم، ونحن سنقوم بكل ما نرى أنه من الواجب أن نقوم به وعلى كل صعيد. 

ولبيت العنكبوت أقول، وللصهاينة أقول: أنتم في غزة الآن تراوحون في دائرة الفشل، ولا تذهبوا أبعد من ذلك إلى دائرة الإنتحار والسقوط. 

وإلى موعد جديد مع إنتصار جديد للمقاومة ولشعب المقاومة ولحركات المقاومة، أستودعكم الله وحرسكم الله ونصركم الله وحفظكم الله والسلام عليكم". 
 

  • شارك الخبر