عقدت قبل ظهر اليوم ندوة في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، حول "التوعية للحد من حوادث السير" تم خلالها إطلاق كليب خاص بالمناسبة.

وشارك مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبدو أبو كسم، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي المقدم جوزف مسلم، الأمين العام للصليب الأحمر جورج كتانه، مدير البرامج في تلفزيون OTV باتريك باسيل، المحامي لحود لحود مستشار "اليازا" القانوني، نائب رئيس جميعة "لاسا" فكتور عبود.
وحضر أيضا الفنان جورج وديع الصافي وعدد من الفنانين الذين شاركوا في الكليب.

رحب أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، وقال: "نجتمع اليوم بهدف واحد هو خدمة الإنسان والمحافظة على سلامة الإنسان اللبناني وكأننا كلنا اليوم نسير بعكس السير (بالمعنى المجازي) فلبنان محاط بنيران تود وتسعى أن تلتهم فيه هذا التنوع الذي يجسد صورة لبنان "الرسالة".
أضاف: "قد يظن البعض أن المركز الكاثوليكي للإعلام هو مركز كنسي بحث ويهتم بشؤون المسيحيين وتحديدا الكاثوليك، والحقيقة أنه منبر وطني وبيت لكل الإعلاميين اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم المذهبية والطائفية، وبيت لبناني ومركز لبناني من أجل مصلحة لبنان والإنسان".

وأضاف: "نحن اليوم نتكلم على قانون السير وعلى سلامة السير، ومن باب فني شارك فيه على مدى برنامج هزلي كان له هدف وطني لجعل الإنسان في لبنان يقود سيارته بهدوء من أجل سلامته وسلامة الآخرين".

ثم كانت كلمة المقدم مسلم الذي قال: "يسعدني ويشرفني أن أمثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص في هذا الحفل، وإنه لمن دواعي سروري أن أشارك في حفل إطلاق فيديو كليب حول السلامة المرورية لأغنية "روق انت وعم بتسوق" الذي يهدف إلى توعية الشباب اللبناني من حوادث السير المميتة ودعما لتطبيق قانون السير الجديد".
أضاف: "تؤدي حوادث السير إلى أحزان ومآس عائلية وإجتماعية وخسائر مالية جسيمة، مما يجعلها تؤثر على جميع جوانب المجتمع الإجتماعية والإقتصادية والصحية، كما ان الخسائر البشرية الناتجة من هذه الحوادث من قتلى وإصابات خطيرة معظمها من فئة الشباب الذين يشكلون عصب الحياة، فتحولت الإصطدامات المرورية إلى وباء قاتل فتاك يهدد جميع شعوب العالم اذ لم يعد احد بمنأى عنه على الكرة الارضية".

وتابع: "في ما يتعلق بلبنان، يكشف تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2013 أن الدول المتقدمة في قضايا المرور تشكل الوفيات من حوادث السير فيها نسبة نحو 4 في المئة ألف، بينما تصل هذه النسبة في لبنان إلى ما يقارب ال20 في المئة ألف، أي ما يوازي خمسة أضعاف.

وبما أن قانون السير القديم الذي صدر منذ 45 عاما لم يعد يتماشى مع المفهوم الجديد للسلامة المرورية، جاء قانون السير الجديد الذي نشر بتاريخ 22 تشرين الأول 2012، ويتألف من 420 مادة بالاضافة الى جداول وملاحق، ليهدف إلى رفع معايير السلامة المرورية وتخفيض أضرار الحوادث عبر التناغم مع أفضل وأحدث القوانين والاتفاقيات العالمية ومنها عقد العمل من أجل السلامة على الطرق الذي وضعته منظمة الأمم المتحدة، وكذلك يعكس نقلة نوعية للثقافة المرورية في لبنان".

وأضاف: "كلنا أمل أن تصدر قريبا القرارات اللازمة تقضي بالمباشرة بتطبيق قانون السير الجديد على ان ينفذ وفق منهجية تدريجية وتصاعدية بخاصة ان تعديل القانون الذي صدر بمادة وحيدة في شهر نيسان 2014 راعى هذا المبدأ، بحيث اعطى مهلة سنة لتطبيق غرامات قانون السير القديم على المخالفات الجديدة، باستثناء مخالفات الفئة الخامسة نظرا لجسامتها وخطورتها على مستخدمي الطريق. على سبيل المثال لا الحصر مخالفة تخطي السرعة القانونية 60 كلم في الساعة أو قيادة مركبة تحت تأثير الكحول بنسبة تتعدى 1 غرام بالليتر في الدم أو المناورات البهلوانية كسير الدراجة الآلية على دولاب واحد بحيث تتراوح الغرامة بين مليون وثلاثة ملايين ليرة لبنانية".

وختم: "ليس الفيديو كليب الذي نحن في حفل إطلاقه إلا تجسيدا لرسالة وسائل الإعلام وللدور الإيجابي الذي تؤديه، خصوصا في مشاركة كوكبة من الفنانين اللبنانيين مما سيؤدي إلى التأثير الكبير والسريع على محبيهم في احترام القانون".

وتلاه كتاني: "الصليب الأحمر اللبناني تأسس عام 1945 وبدأ عمله الإسعافي عام 1965، بمساعدة 12 مسعفا متطوعا، وأصبح اليوم يضم 2700 مسعف متطوع من أصل 8000 عضو متطوع.
يقوم هؤلاء المسعفون حاليا بتلبية خدمات الطوارئ انطلاقا من 46 مركزا و4 غرف عمليات (بيروت وجبل لبنان، الشمال، الجنوب والبقاع) وعلى خط الطوارئ المجاني 140، ودورهم الأساسي هو الإسراع نحو المصاب، فحصه، تثبيته وسحبه بالطريقة السليمة، ونقله إلى أقرب مستشفى".

أضاف: "تظهر إحصاءات الصليب الأحمر اللبناني ازديادا ملحوظا في حوادث السير بين الأعوام 2002 و2013، وقد ازدادت نسبة الحوادث 103,55 في المئة، أي من 5883 حادثا إلى 11.975 حادثا عام 2013. وأسباب هذه الحوادث أولا السرعة المفرطة، وعدم المساءلة والمحاسبة، مرورا بعدم احترام القوانين الموجودة، وعدم تقدير المسؤولية، والإغفال عن المشاكل التي تسبب حوادث مثل رداءة الطرقات، ورداءة الطقس، وصيانة السيارات وعدم التوعية".

وأوضح أنه "منذ عام 2010 يقوم الصليب الأحمر بدعم من جمعية رودز فور لايف بتأمين تدريبات متقدمة منهجية وعلمية الى مسعفيه، من خلال البرنامج الدولي PHTLS، أي العناية بالصدمات الحادة ما قبل الوصول الى المستشفيات للمصابين بحوادث السير. وتقوم الجامعة الأميركية في بيروت بالإدارة الطبية لهذا المشروع مع الصليب الأحمر اللبناني من خلال فرق الإسعاف والطوارئ. وقامت كلية PHTLS في المملكة العربية السعودية، مشكورة، بتدريب أول 5 مدربين من فرق الإسعاف والطوارئ الذين قاموا بدورهم بتدريب 20 مدربا انطلقوا في عملهم لتدريب 82 مسؤول مهمة Chef de mission خلال 2013".

وختم: "هدفنا الوصول الى تدريب 100 شخص كل عام. ونحن على أتم الاستعداد أيضا لتدريب عناصر من خارج الصليب الأحمر اللبناني بدعم من هذه المؤسسة الكريمة. ومن أهم ما تقدمه Roads For Life برنامج انقاذ متكامل من تدريبات للمسعفين ولأطباء الطوارئ وللممرضات في هذا المجال، ليصار الى توحيد المفاهيم التقنية واختزال الوقت لما فيه مصلحة المصاب وتوفير حظ أكبر في إنقاذه".

ومما قاله المحامي لحود: "نحن في جميعة اليازا، سلامة المواطن وتثقيفه للحفاظ على السلامة هي من أولوياتنا، ونعتبر هذا الفيديو كليب مادة قيمة ومهمة جدا نتعهد بعرضها في كل المحاضرات في المدارس او المعاهد والجامعات ومعاهد التدريب لقوى الأمن الداخلي أو الجيش وكل الأماكن التي تتطلب منا تأديه هذه المحاضرات".

ورأى "أن من حقنا نحن اللبنانيين أن نعيش في دولة تحترم وجودنا فيه وتحافظ على سلامتنا وتعطي الأولية لسلامة الإنسان، فإذا كانت عاجزة عن الحد من أعداد الضحايا التي تسقط من جراء الجرائم، سواء كانت شخصية أو إرهابية، نعتبر أن في استطاعتها أن تحد من عدد الضحايا التي تسقط على الطرق بمجرد تطبيق قانون السير، خصوصا أن لدينا قانون سير جديدا عصريا وجاهزا أثبت من خلال الأنظمة الحديثة الذي يتضمنه فاعليته في الحد من الحوادث في جميع الدول التي اعتمدته. ونحن نأمل من الدولة أن تطبق هذا القانون".

وكانت كلمة لفكتور عبود شكر فيها المركز الكاثوليكي للإعلام واللجنة التي حضرت هذا الكليب "لأنه مفيد جدا لجمعية اليازا ولاسا"، مشيرا إلى "أن 90 في المئة من الحوادت بحسب احصاءات قوى الأمن والصليب الأحمر تكون القيادة فيها عدائية".

وتلاه باتريك باسيل: "لا شك أن التشريع اساس والمحاسبة أساسية والمتابعة والجمعيات والتوعية هي الضرورة القصوى، واليوم دور الإعلام هو أساسي للوصول لأكبر عدد من الناس وللمعنيين وللأهل كي يدركوا حجم المأساة التي تقع". 

أضاف: "أنتجنا هذا الكليب بالتعاون مع الأستاذ جورج وديع الصافي ومايكل أبو كسم، فكرة وكلمات وإلحان وتسجيل الأستاذ جورج وديع الصافي بالإشتراك مع نخبة من الفنانيين والشعراء والإعلاميين غناء، مدته 5 دقائق، وهذه مساهمة صغيرة من تلفزيون "او تي في"، ونضع هذا الكليب في تصرف كل الزملاء الإعلاميين والتلفزيونات الأخرى للتوعية وتخفيف الحوادث".

وفي الختام عرض الكليب "روق انت وعم بتسوق" على جميع الحاضرين.