hit counter script

أخبار محليّة

احمد قبلان: ليكن عملنا جميعا من أجل إنقاذ بلدنا وحمايته من السقوط

الجمعة ١٥ تموز ٢٠١٤ - 13:39

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 تساءل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة في معرض حديثه عن شهر رمضان المبارك:"ماذا سنقول للمولى سبحانه وتعالى عند السؤال عما يقرب من 30% من شبابنا الذين منعوا التعليم، فتحولوا عبئا للعمل، في بحر مخيف من الجريمة والمخدرات، لا يكفي أن نقول بأن أنانية المدارس والمؤسسات الخاصة وتلكؤ الدولة هي السبب فقط، لأن الله سبحانه وتعالى ألزمنا أن لا نرتضي السياسة الاجتماعية الظالمة، وهذا يوجب علينا التكاتف الذي يمنع هذه المؤسسات من نهش مستقبل شبابنا. لذلك ونحن على أواخر شهر الله نؤكد أن فريضة الله كما تطال المسؤولين فإنها تطال كل فرد فينا، وجميعا علينا المساهمة ببناء هذا البلد من دون احتكار سياسي أو مالي أو اجتماعي، ويجب أن نلتفت إلى أن نسبة الضريبة في لبنان كادت تكون الأولى في الشرق الأوسط، وبالمقابل نجد أن المواطن محروم من أدنى شروط الحياة الكريمة، من ماء وكهرباء وطبابة وتعليم وغير ذلك، لأن لعبة الاستدانة السرقة حولتنا أرقاء للمؤسسات والمصارف المالية، بل يبدو أن حق الإنسان في الحياة أضحى مجرد وجهة نظر".

وأسف قبلان "لأن الحديث عن الحلول في لبنان بات كمن يبحث عن إبرة في كومة من القش، في ظل هذا الانقسام السياسي الحاد، الطاغي على كل المفاصل الحياتية والاجتماعية، والمتحكم بكل شاردة وواردة في هذا البلد، الذي أنهكته الصراعات والتجاذبات الإقليمية والدولية، وحولته بسياسييه وناسه إلى رهائن، بتنا معها كمن يقول إذا أردنا أن نعرف ماذا في لبنان علينا أن نعرف ماذا في سوريا وفي العراق وفي غزة، ما يعني أننا دخلنا غرفة الانتظار، انتظار الحلول إلى حين انتهاء هذه العاصفة الهوجاء، التي قلبت موازين، وغيرت مفاهيم، لاسيما في صورة إسلامنا. لأن ما يجري في العراق يندى له الجبين، في ظل ما نشاهد من جماعات تدعي الإسلام وترفع راية رسول الله وهي تفتك بالناس، فتهجر من تهجر، وتقتل من تقتل، وترتكب بحق الإنسانية أفظع وأبشع الجرائم، تماما كما يفعل الصهاينة في غزة، متجاوزين أدنى المعايير الإنسانية والأخلاقية، ومخالفين القرارات الدولية والأممية".

وأشار إلى أن "الأمر ينذر بكوارث على المنطقة ودولها وشعوبها، ويؤشر إلى خرائط جديدة قد تفرزها الأحداث والتطورات، التي تتناوب على صناعتها كل من إسرائيل والعصابات الداعشية والتكفيرية، فإلى متى أيها الملوك والرؤساء والأمراء العرب، إلى متى أيتها المنظمات الإسلامية؟ أيرضيكم كل هذا المشهد المخيف والمرعب؟ وهل ستبقون بمنأى عنه، يا من تدعمون مثل هذه العصابات، وتغدقون عليها أموال النفط. يا أيتها الفرق التي تتدعي الإسلام والإسلام منها براء، إسرائيل تقتل وأنتم تقتلون، إسرائيل تدمر وأنتم تدمرون، إسرائيل ترتكب المجازر وأنتم ترتكبون المجازر بالمسلمين والمسيحيين، بالحجر والبشر، متناسين قول الله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)، إسرائيل تهجر وأنتم تهجرون، إسرائيل عنصرية وأنتم عنصريون. نعم، أنتم والصهيونية وجهان لعملة واحدة، صانعكم واحد، وممولكم واحد، وهدفكم واحد, هو تشويه الإسلام وإيقاع الفتنة بين أهله".

وتابع :"ولأننا نعيش لحظة انتصار غزة، وهزيمة تل أبيب، فإننا وفي يوم القدس العالمي نؤكد أن مدرسة الإمام الخميني شكلت أساس المشروع السياسي المناهض لتل أبيب، وحولت غزة المظلومة إلى رعب نازل على تل أبيب، كما حولت يوم القدس إلى منبر لانطلاقة السياسات المناهضة لهذا الكيان الصهيوني على عقيدة أن القدس حق الله وضرورة الأنبياء ولا يمكن أن نتخلى عنها أبدا، فهبوا يا علماء الدين، ويا أهل الإسلام، وافضحوا هذه العصابات، وهؤلاء المتآمرين المتصهينين، واجهوا هذا الباطل في العراق، في سوريا، في غزة، دافعوا عن إسلامكم وعن كرامتكم وعن أعراضكم. فإسلامكم في خطر وعروبتكم في خطر، ودولكم في خطر، وشعوبكم في خطر، قوموا وواجهوا وقاوموا هؤلاء المرتدين عن الدين، هؤلاء الصهاينة الذين دنسوا كل شيء، فاصمدوا يا أبناء غزة، تضامنوا وتصالحوا واتحدوا أيها الفلسطينيون فالقدس قدسنا، والأقصى مسجدنا، فلا تيأسوا ولا تهنوا فالحق حقنا، والنصر حليفنا، والله لا يضيع أجر الصابرين".

وختم قبلان :"أما نحن في لبنان فليتوقف السياسيون عن سخافة التصورات، وليعودوا إلى وطنهم، إلى حضن هذا البلد، كي نعيد معا بناءه من جديد، بناء بكل معايير الوطنية والدولتية والمؤسساتية، ولنخرج من كل هذه المهازل والمزايدات السياسية، وليكن عملنا جميعا من أجل إنقاذ بلدنا وحمايته من السقوط في هذه الحمأة، وإلا فإن لبنان لن يبقى لبنان".  

  • شارك الخبر