أقامت قوات الامم المتحدة المؤقتة في اليونيفيل في جنوب لبنان حفل تسليم وتسلم في رئاسة البعثة وقائدا لقوة اليونيفيل بين الجنرال الايطالي باولو سييرا المنتهية ولايته وخلفه الجنرال الايطالي لوتشيانو بورتولانو في المقر العام لليونفيل في الناقورة، حضره ممثل الرئيس نبيه بري النائب علي بزي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل، قائد الجيش جان قهوجي، وزيرة الدفاع الايطالية ريبورتا بينوتي، والمنسق العام للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، وممثل حزب الله النائب علي فياض، ممثل حركة أمل النائب عبد المجيد صالح، قائد الجيش الايطالي بينالي بنتالي، قائد منطقة قطاع جنوب الليطاني العميد الركن شربل أبو خليل، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا بالعميد الركن جمال فضل الله، قائد منطقة الجنوب العسكرية العميد الركن فرانسوا شاهين، وعدد من سفراء الدول المشاركة في اليونيفيل وكبار ضباط الجيش واليونيفيل وشخصيات سياسية وروحية وبلدية واجتماعية وموظفي الامم المتحدة ومدعوين.

بداية النشيدين اللبناني والأمم المتحدة، ثم عرض عسكري للقائدين الجديد والمنتهية مهامه اللذان وضعا إكليلا من الزهر على النصب التذكاري لضحايا اليونيفيل على وقع موسيقى الموتى.

ثم اقيمت مراسم التسلم والتسليم حيث سلم الجنرال باولو سييرا المنتهية ولايته خلفه الجنرال الايطالي الجديد لوتشيانو بورتولانو علم الامم المتحدة ايذانا ببدء ولايته كرئيس للبعثة وقائدا لقوة اليونيفيل.

وقال الجنرال سيرا :"بكثير من الرضى والحنين أقول وداعا بعد 30 شهرا من الخدمة تحت الراية الزرقاء في جنوب لبنان، لقد واجهت بالفعل اوقاتا صعبة عصيبة خلال ولايتي وفترات من التوتر المتصاعد والقرارات الصعبة واعترف انني قضيت ليال كثيرة بلا نوم محاولا حماية الاستقرار الذي تحقق بشق الانفس في هذه المنطقة وضمان امن شعبها، اود ان اعرب عن امتناني لاشخاص كثيرين عاونوني خلال ولايتي ، واشكر السلطات اللبنانية والمرجعيات الروحية التي ساندتني بمنحي ثقتها خلال هذه المهمة المعقدة والتي ابقت ابوابها على الدوام مشرعة لي ولطاقمي بروح من الحوار الصادق والدعم المتبادل، واشكر ايضا القوات المسلحة اللبنانية والقوى الامنية التي تربطنا بها شراكة استراتيجية هي حجر الاساس لتنفيذ ولايتنا، كما انني ممتن جدا للشعب اللبناني ولاهالي الجنوب على وجه الخصوص".

ثم تحدث القائد الجديد بورتولانو وقال :"انه لشرف عظيم ان اقف امامكم جميعا اليوم لتولي قيادة اليونيفيل من الجنرال سييرا"، اضاف :"لقد تأثرت كثيرا بهذا الحضور من اصدقاء اليونيفل واود ان اعرب عن امتناني لكم جميعا لترحيبكن الحار بي كرئيس لبعثة اليونيفيل وقائدا لها".

اضاف :"انني مدرك ان اليونيفيل تعتبر احدى الادوات الرئيسية لجهود المجتمع الدولي للحفاظ على الاستقرار في هذه المنطقة المهمة وتعتبر نموذجا لحفظ السلام بشكل عام، واعلم ايضا انني اتولى قيادة البعثة في مرحلة حافلة بالتحديات، الا انني واذ انظر الى هذا الحفل الحاضر هذا اليوم، تملؤني الثقة بامكانية اعتمادي على مجموعة كبيرة من الشركاء المحليين والدوليين بالاضافة الى طاقم عمل من العسكريين ممن يتمتعون بالكفاءة والخبرة".

وقال :"في الاشهر القادمة سأواصل التقدم على الطريق عينها من خلال ما يلي:

اولا: رصد وقف الاعمال العدائية وتعزيز احترام الاطراف للخط الازرق.
ثانيا: التعاون الوثيق مع الجيش اللبناني على الصعيد التكتيكي مع مواصلة الحوار الاستراتيجي.
ثالثا:دعم الجماعات المحلية بكل ما تيسر من امكانات لدى اليونيفيل حفاظا على رابط الثقة والصداقة الوثيقة التي تجمعنا باهالي الجنوب".

وتحدثت وزيرة الدفاع الايطالية بينوتي وقالت: "هي مهمة صعبة وخطيرة ومكلفة وطويلة ومع ذلك واجبة لا بد لي ان اؤكد على صحة هذه الاقوال، واكرر ان المهمة كانت ولا زالت بالفعل واجبة، فالشعب اللبناني تربطنا به علاقات صداقة تاريخية ولبنان رائع الجمال يعود تاريخه الى آلاف السنين واهم موارده في يومنا هذا تنبع من شعبه الذي يسجل أعلى مدلات القرائية في الشرق الاوسط".

اضافت :"تمثل اليونيفيل بالنسبة الى وزارتي كما بالنسبة الى بلدنا احدى المهمات الاكثر تكلفة لناحية تخصيص الموارد البشرية والمالية في الخارج، الا ان اليونفيل بالنسبة إلينا مصدر فخر وان بعثة اليونيفل تقدم مثالا عن النموذج العملائي الناجح".

وذكرت ب"حادثة السادس عشر من شهر كانون الاول الماضي حين سقط جندي اسرائيلي قرب الخط الازرق ما انذر بالتسبب في التصعيد في ردات الفعل بين الطرفين وما من شأنه ان يزعزع الاستقرار في الجنوب باكمله"، معتبرة ان "اليونيفيل قد وظفت كل طاقتها ونجحت في المهمة الصعبة اذ جمعت الطرفين في اليوم التالي للحادث في اجتماع في احد مقراتها متفادية بذلك اي تصعيد، لذلك تمثل هذه البعثة نموذجا عملانيا يتسم بالمصداقية والوساطة المحايدة وروح التضحية والسعي الى التواصل والحوار، هذه هي العناصر التي تعزز قدرة الوحدة الايطالية واليونيفيل بأكملها بقيادة الجنرال باولو سييرا الذي نتقدم منه بأسمى عبارات التقدير باسم الدولة الايطالية التي أمثل كذلك نضع كل ثقتنا بالجنرال بورتولانو حتى يتمكن من مواصلة العمل بالمستوى نفسه من الكفاءة والشجاعة".

وشددت على "التزام بلادها بالمسؤوليات الدولية على ضوء الوقائع والنتائج التي تحققت والتي لم تخيب الآمال والتوقعات قط، فهذه الارض تقوم الان على التوازنات الهشة حيث يصعب الحفاظ على السلام، فبالنسبة إلينا نحن ممن نتمتع بحرية التنقل في بلدنا، يصعب علينا تخيل الحدود التي يفرضها الخط الأزرق الا ان فرضية تفشي اعمال العنف بسبب الأزمات المحاورة مرفوض، لهذا السبب على الرغم من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمالية التي تعصف بشدة في ايطاليا لا زلنا موجودين هنا في لبنان دعما لمسار الاستقرار والسلام"

واعتبر المنسق العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي "ان نجاح الجنرال سييرا في مهمته واضح لنا جميعا من خلال دوره في المحافظة على الهدوء الذي يسود على الخط الازرق منذ تبني القرار 1701 قبل حوالي ثماني سنوات والعمل مع القوات المسلحة اللبنانية لتعميق الاستقرار في جنوب لبنان".

وقال :"للأسف كنت اقل نجاحا في مهمتي المتعلقة بالتشجيع على تطبيق ما تبقى من بنود، فإنهاء الاحتلال للجزء الشمالي من قرية الغجر او السعي الى وقف دائم لإطلاق النار".

واعتبر انه "كان هناك اجماع مطلق في مجلس الامن حول اهمية المحافظة على الهدوء هذا واعترف بأهمية الدور الذي تلعبه اليونيفيل في ذلك وتقدير كبير لمساهمة الجنرال سييرا في هذا الاطار الذي اشيد بدوره لا جل السلام في المنطقة".

بعدها قلد الجنرال جان قهوجي وسام الأرز الوطني للجنرال سيرا، كما قلدت وزيرة الدفاع الايطالية بينوتي أيضا وسام ايطالي للجنرال سييرا. فيما قلد قائد الجيش الايطالي بنتالي درعا الجيش الايطالي للجنرال سييرا، ودرعا اخر لقائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن شربل ابو خليل، كما قدم مفتي صور حسن عبد الله ممثلا بالشيخ حيدر عواضة درعا تقديريا للجنرال سييرا، ليختتم الحفل بكوكتيل على شرف الحضور.