hit counter script
شريط الأحداث

أخبار اقتصادية ومالية

جمود في الأسواق عشية "الفطر" والتجار ينتظرون "الفرج"

الجمعة ١٥ تموز ٢٠١٤ - 08:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تنتظرُ أسواق عيد الفطر السعيد، صافرة إطلاق صرف الرواتب للقطاع العام، وفكِّ أسرها، لتكسر حال الجمود التي منيت بها، من جراء قرار عدم صرفها في مثل هذه الأيام، خصوصاً أن تكاليف فاتورة رمضان تعتبر باهظة، وهو ما يعني أنَّ الأسر أنفقت رواتب الشهر الماضي قبل انتهاء الشهر الكريم، وهو ما دفع المواطنين الى عمليات اقتراض مصرفية لتمرير الأزمة، فالسيولة بين أيدي الناس هي التي تحرك الأسواق وتنشط الاقتصاد، والدولة هي المسؤولة عن تأمين هذه السيولة.

أمّا الأمر الثاني، الذي تنتظره الأسواق فهو تأكيد الاستقرار خصوصاً في أعقاب ما يحصل في غزة منذ أكثر من شهرين، وما رافقه من عمليات اطلاق صواريخ من منطقة جنوب الليطاني، باتجاه شمال فلسطين، فقد جمدت من اندفاعة الأسواق القريبة من تلك المنطقة لا سيما الجنوب وتحديداً صور.

كيف تعيش الأسواق في الجنوب الآن؟

صيدا: إيقاع بطيء للأسواق

لا تزال حركة عيد الفطر في أسواق صيدا (رأفت نعيم)، محدودة الايقاع على غير عادتها قبل أيام من حلول العيد، والسبب بل الأسباب تتعدى حدود المدينة وخصوصيتها وجهوزيتها لاستقبال المتسوقين سواء على صعيد الحسومات والتنزيلات التي بكرت المؤسسات التجارية في عرضها للافادة من الزخم المتوقع من النشاط التجاري الذي يسبق العيد عادة.. أو على صعيد تحضير الشوارع والأرصفة الداخلية للسوق بازالة المخالفات عنها وحصر بسطات بيع الحلوى على رصيف مواجه للمحال التجارية في شارع الأوقاف، بالتوازي مع ورشة البنية التحتية التي تشهدها بعض شوارع وسط المدينة ولا سيما ساحة النجمة.

فالأساس بالنسبة لحركة العيد بحسب التجار هو توافر السيولة في أيدي المواطنين، ويقول رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف في هذا السياق: لا يمكننا الحديث عن حركة اسواق فعلية اذا لم يقبض الموظفون رواتبهم قبل العيد، وكما نعرف إن موضوع صرف الرواتب لا يزال عالقاً بانتظار ايجاد مخرج له من قبل المعنيين. فالسيولة بين ايدي الناس هي التي تحرك الأسواق وتنشط الاقتصاد، والدولة هي المسؤولة عن تأمين هذه السيولة.

ولا يعفي الشريف الوضعين السياسي والأمني أيضاً مما تشهده اسواق لبنان عموماً من ركود، فعدم انتخاب رئيس جمهورية برأيه ينعكس سلباً على الوضع العام وضمناً على الوضع الاقتصادي لأنه يثير نوعاً من القلق في كافة القطاعات التي تستفيد من الثقة التي يعززها انتخاب رئيس للبلاد وهذه الثقة، هي التي تأتي بالرساميل والاستثمارات والسياح الى البلد فتنعش اقتصاده... وهذا أمر للأسف غير متوفر الآن، خاصة وأن الاحداث الأمنية التي شهدها لبنان الشهر الماضي، والذي سبقه اجهزت على ما تبقى من سياحة خارجية وما كان يمكن ان تعود من فائدة على كل القطاعات.

ويبدي الشريف في الوقت نفسه ارتياحاً للوضع الأمني في مدينة صيدا، معتبراً ان هذا الأمر يسجل لصالح تحريك المدينة اقتصادياً، منوهاً بجهود القوى الأمنية والعسكرية في هذا السياق.

ويأمل محمد القطب (نائب رئيس جمعية التجار)، أن تتحسن الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد لتنعكس إيجاباً على الوضع الاقتصادي المحتضر بفعل كل ما شهده لبنان من احداث منذ مطلع العام وتأثره بما يدور في المنطقة من حوله. ويقول: إن لبنان يتأثر بكل ما يهب حوله من رياح تعصف بالمنطقة، ان لم يكن هو أصبح في عين العاصفة، ورغم ذلك، نعوّل كثيراً على قدرة اللبنانيين على حماية بلدهم وتحصين استقراره وسلمه الأهلي واعادة النهوض باقتصاده... وهذا يتطلب الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية واعادة تفعيل دور وعمل المؤسسات، ومعالجة القضايا المطلبية والحياتية الملحة لتحريك عجلة الانتاج والعمل في مختلف المرافق والقطاعات واعادة ثقة العالم القريب والبعيد بلبنان. ونتوقع ان تكون اوضاع الأسواق في صيدا افضل اذا كانت الظروف مساعدة لذلك خاصة اذا تم صرف رواتب الموظفين قبل حلول العيد.

العيد يفقد بهجته

أما لسان حال المواطنين فهو وإن كان ينطبق عليه قول الشاعر «بأية حال عدت يا عيد« إلا أن العيد بالنسبة إليهم ليس فقط تسوقاً وشراء ملابس جديدة وغيرها من مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة، بل هو قبل كل ذلك، الشعور بفرحة العيد ومعانيه الايمانية والاجتماعية والقيم التي يمثلها، ومع ذلك كله ان تتوافر الأجواء الاحتفالية، وهو امر ليس متوافراً في ظل ما نعيش في لبنان والمنطقة من اوضاع مأسوية وما تشهده فلسطين ومجازر يرتكبها العدو الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.

ويقول محمد حبلي وهو رب عائلة قصد السوق ليشتري بعض حاجيات العيد: لم تعد بهجة العيد كما كانت قديماً... كل شيء تغير... وكما ترى أصبحنا نشتري لوازم العيد بالتقسيط، لأن الأعباء كبيرة خاصة واننا خارجون من شهر رمضان ومتطلباته التي استنزفت آخر قرش لدى رب العائلة.

ويشير فادي حمدان الى أن الأسعار في الأسواق دائمة الارتفاع ولذلك نحن نغتنم فرصة اسبوع العيد لنستفيد من التنزيلات والحسومات خاصة على الملابس والأحذية لتأمين كسوة العيد للأولاد... الأسعار مقبولة في أسواق صيدا ولا يزال هناك وقت للتبضع قبل العيد.

ويقول أحمد بساط ( وهو صاحب مؤسسة في المدينة الصناعية في صيدا): يأتي العيد في ظل وضع اقتصادي ضاغط وأزمة مالية تؤثر على مختلف قطاعات الانتاج ومنها القطاع الصناعي الذي يعاني أيضاً من منافسة اليد العاملة السورية.

ويقول محمود الخطيب (الآتي من اقليم الخروب الى صيدا لشراء حاجيات العيد): صحيح انه لم نقبض رواتبنا بعد وربما لا نقبضها قبل العيد، لكن لا نستطيع ان تمر هذه المناسبة المباركة من دون ان نحتفل بها ونشتري لوازم العيد للأولاد، ولذلك نضطر لأن نستدين من أنفسنا... فهناك بطاقات مصرفية تتيح لمستخدميها صرف مبلغ محدد من المال على أن يعيده ضمن مهلة محددة، بعد أن يقبض راتبه وهذا افضل من أن يستدين من احد... ولكنه في الوقت نفسه هذا سيؤثر على ميزانية رب العائلة للشهر المقبل ويجعله مضطراً لأن يقتصد في الشراء.

وتتركز حركة الأسواق في اسبوع عيد الفطر في صيدا على قطاعات الألبسة والأحذية والمقتنيات الشخصية والهواتف الخلوية كما على محال بيع الحلويات العربية التي تشتهر بها المدينة، وتنهمك معاملها طوال الشهر في تحضير ما ارتبط من هذه الحلويات بالشهر الكريم او بالعيد نفسه.

صور: بانتظار هدوء «العاصفة الفلسطينية»

لجم العدوان الاسرائيلي على غزة، والذي ما زال متواصلاً منذ اكثر من اسبوعين، وما رافقه من عمليات اطلاق صواريخ من منطقة جنوب الليطاني، باتجاه شمال فلسطين من الاندفاعة التي توقعها الكثيرون من ابناء صور (فادي البردان) وتجارها في الحركة التجارية.

وفي هذا الاطار، كان تجار صور ومحيطها يعوّلون كثيراً على موسم الاصطياف هذا لا سيما مع بدء طلائع أبناء المنطقة المغتربين بالمجيء، خاصة من بينهم أبناء المخيمات الفلسطينيية الذين تركوا مخيماتهم في فترات سابقة امتدت منذ السبعينات ولا تزال متواصلة بوتيرة اخف حتى اليوم باتجاه عدد من الدول الاوروبية والاميركتين الوسطى والجنوبية، وعدد لا بأس به منهم في أميركا وكندا أيضاً. فيما اللبنانيون من ابناء المنطقة تمركزوا بمعظمهم في دول القارة الافريقية.

وفي هذا الاطار، يتحدث العضو الناشط في جمعية تجار صور غزوان حلواني، ان الموسم قد تلقى لكمة قوية مع بدء العدوان الصهيوني على ابناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس المحتلة. واضاف: كنا نعوّل على توافد ابناء الجاليات الفلسطينية المغتربة، لانهم بمجيئهم يحركون أسواق صور التجارية.

اما أحد زملاء حلواني فقال: إننا ننتظرهم بفارغ الصبر لأن المغترب اللبناني له وجهات اخرى فهو قد لا يأتي إلى لبنان اصلاً ويفضل الذهاب الى بلد آخر تتوفر فيه على الاقل الكهرباء والماء، ويضيف لست أنا وحدي من يستفيد من هذا الموسم حتى الجزارين والحلاقين وتجار الملبوسات والحلويات يستفيدون ناهيك عن المسابح والخيم البحرية. أما الآن فلا شي، ليس لدى الناس من هموم الا التضامن مع ضحايا العدوان على الشعب الفلسطيني، حتى فرحة رمضان العيد سرقها العدو منا.

"المستقبل" 

  • شارك الخبر