hit counter script

سيرين عبد النور ولعبة القَدَر: هذا القلب لمكسيم فقط!

الخميس ١٥ تموز ٢٠١٤ - 07:51

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الراغب من لقاء سيرين عبد النور ومكسيم خليل في استعادة روبي وعمر، سوف لن يجد في "سيرة حب" تطابقاً مطلقاً. تتفادى عبد النور التكرار ولو على حساب أدوار مُستفزَّة. هي ريم، شخصية لطيفة، يتعلّق قلبها برجلين ليعذّبها صراع لا تتمناه لأحد.

عرضُ العمل حصرياً عبر "أو أس أن" المُشفَّرة، قوَّض كونه منافساً شرساً لأعمال أخرى، كـ"اتهام" ("الجديد") و"كلام على ورق" ("المستقبل")، أي ميريام فارس وهيفا وهبي، أو منافساً لأعمال عربية لها وقْعها. سحبت الحصرية إحدى أوراقه الرابحة، وظلّ الرهان على بطلته وقدرتها على الخرق. القصة، التي كتبها محمد رشاد العربي وعمرو الوالي، ليست في ذاتها جدلية كـ"لعبة الموت" (رمضان 2013)، اعداد ريم حنا. هنا، تتنازل عبد النور عن كونها قصصاً حيّزها العالم الخارجي، وتركن لتقلّبات النفس. العمل عما يصيب القلب حين يخفق لشخصين. هو عن المرحلة ما بين التردد والقرار. عن الوقت المناسب وغير المناسب، والقدر حين يضع في درب المرء اشارات يفوته غالباً أن يتلقّفها.
كأنّ عبد النور والدور على درجة من المساواة، فلا يتغلّب عليها كما في "لعبة الموت" حين سبقها الى المُشاهد، ولا تتغلّب عليه كما في "روبي" حين كسبت الجولة. دور لا يكترث للمبالغة في المكياج والمظهر، ولا التركيز المباشر على المفاتن. مايا حداد، رفيقة الخطوة في "بلا حدود" ("الآن")، أضفت على الشخصية خليطاً من الرقي والبساطة، من غير أن تُسيء الى الجمع بينهما. هي عادة عبد النور أن تُشرِك المُتابع في قصصها، وألا تُمثِّل من طرف واحد. لا بدّ من أنّ العمل طويلٌ (90 حلقة)، فيه الحوادث تراوح ما بين البطء والتطورات المُسرَّعة، لكنّه يُشاهَد كون بطلته تُجيد التقاط الأنفاس.
هنا الشعور لا يولد فجأة، بل يتطوّر مُفصِّلاً مراحله، مُقدِّماً للمُشاهد الحب كحال النبتة التي كانت بذرة قبل أن تُصبح ثمرة، وقد تتلاشى. لكلّ من مجدي (مكسيم خليل) وخالد (خالد سليم) قصّته، ولريم أيضاً قصّتها. عملها سكرتيرة في شركة مجدي، وتعلّق ابنته جمانة بها بعد وفاة والدتها بحادث سير، إشارتان الى تقارب القلبين. بُنية العمل قدرية، كأنّ ما يحدث مُخطَّطٌ له منذ البدء. استند المخرج محمد جمال العدل الى جعل الظرف مُشارِكاً في صناعة المصير. مأسوية البداية (حادث السير)، قابلها على خط متصل وضع مغاير يتخذ الوسيلة عينها: الحادث. يتعمّد خالد الاصطدام بسيارتها ليكون اصلاحها ذريعة للودّ، بعد مصادفة جمعتهما في السوق. خالد سليم يُقنعنا بأنه مغرم، يصبح وضعه المادي عائقاً أمام بلوغ العلاقة مرحلة أخرى، لا سيما أنّ منافسه مجدي من الفئة الميسورة. يملك الرجلان أن يأسرا قلب امرأة. حضورهما في ريم أصابها بارتباك طفا على الوجه وسيطر على الحركة. لكنّ القلب ميّال وإن تخبّط. مرة أخرى يختار خليل. كنا نفضّل ألا يبقى من "روبي" أثر في هذا العمل. يمكن الجزم أنّ أحداً لا يُريد الظهور بصورة من الماضي مهما كانت جميلة ومشرقة. نشاء الظنّ أنّ المقارنة لا تُجدي نفعاً، وأنّ القصد ليس تكرار "ظاهرة" روبي وعمر. هذا على الأرجح ما يجاهر به العمل. توظيف الظروف والأقدار من أجل حبيبين، متعبٌ أحياناً، ثمنه الملل. يُفضِّل المُشاهد أن "تجري الرياح بما لا تشتهي السفن" لمرة واحدة، فلا يُصنَع مسلسل ليتزوّج بطلاه في النهاية.

فاطمة عبدالله- النهار
 

  • شارك الخبر