hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - نادر حجاز

الصامدون على مساحة الوطن

الخميس ١٥ تموز ٢٠١٤ - 06:55

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كان صعبا على اللبنانيين ان يشاهدوا تسجيل انشقاق احد العسكريين في الجيش اللبناني. وكان اصعب عليهم متابعة لحظات عناقه ومباركته من قبل مسلحي جبهة النصرة، التي طالما دعت الى ضرب الجيش اللبناني ومواجهته.
الا ان التحليل في هذه اللحظات العاطفية لا ينفع كثيرا، خصوصا اذا كان يمسّ مؤسسة كالجيش اللبناني، لها في كل زاوية من بيت وقلب بزة معلقة .
فشهداء الجيش لم يسقطوا من اجل طائفة او مذهب او زاروب في هذه المنطقة او تلك. استشهدوا ليبقى هذا الوطن سيدا حرا مستقلا. اي لنبقى نحن في هذه الارض نعيش بكرامة.
ولان من رحلوا لم تجفّ بعد مآقي امهاتهم، اللواتي ما شبعن بعد من تقبيل أزرار قمصانهم المنتشية بدمائهم الزكية.
ولأن من رحلوا تركوا أطفالا تحبو بحثاً عن ضحكة أب يدق الباب مساء، ولم يعلموا انهم لن يصرخوا يوما "بابا".
ولأن كل شهيد سقط كان يمكن ان يكون أبا او أخا أو إبنا أو قريبا لأي واحد منّا. في هذه اللحظة المفجعة يكفي ان نستذكر هؤلاء، من ميلاد النداف وعناصره الجرحى الذين سقطوا في الضنية في العام 2000، الى شهداء نهر البارد الـ 169 في العام 2007 وعلى رأسهم اللواء فرنسوا الحاج الذي سقط في السياق نفسه، الى شهداء عبرا الـ 12 في العام الماضي وفي مقدمتهم الملازم اول سامر طانيوس والملازم جورج بو صعب. ولا ننسى الحادثة الاليمة التي تعرض لها الجيش في عرسال وذهب ضحيتها النقيب بيار بشعلاني والرقيب أول ابراهيم زهرمان. مرورا بقافلة كبيرة جدا من الشهداء الذي سقطوا في مواجهة العدو الاسرائيلي والاحداث الداخلية من تفجيرات ارهابية واعتداءات حاقدة.
امام هؤلاء نقف بإجلال، نمسح عنا خطايانا الوطنية على كثرتها، نحفظ اسماءهم عن ظهر قلب، نرددها ونعلمها لابنائنا مرادفات لاسم الوطن، كي لا ينسى الجيل الآتي ما نسيه اهلنا ونسيناه نحن.
قد تكثر أصوات النشاز وتحاول ان تعبث بالذاكرة ، الا ان اصوات ابطال الجيش اللبناني، المنتشرين على مساحة الوطن، المدافعين عن كل ابنائه وكل شبر من ترابه، ستبقى اعلى واقوى. ولن يغيّر تضليل شاب او التغرير به من مكانة الجيش وبطولات وتضحيات ابنائه.

  • شارك الخبر