hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

عريجي: لإحقاق الدولة الماكنة والقادرة على الحفاظ على التراث

الأربعاء ١٥ تموز ٢٠١٤ - 15:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رعى وزير الثقافة ريمون عريجي، حفل تدشين مبنى "الكبرى الاثري" في اهدن، والذي تم ترميمه بمسعى من رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية، وتمويل من "فرنسبنك" وعدد من الخيرين. حضر الحفل الى الوزير العريجي، النائب البطريركي على رعية اهدن ـ زغرتا المطران جوزيف معوض، الوزراء السابقين: يوسف سعاده، عدنان القصار رئيس مجلس ادارة "فرنسبنك" وليد الداعوق.

كما حضر حبيب كرم ممثلا النائب سليم كرم، نعمة الله بولس ممثلا النائب السابق جواد بولس، ماريال معوض ممثلة رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، زياد المكاري، عادل قصار، رئيس الجامعة الثقافية في العالم ميشال دويهي وعقيلته، المسؤول السياسي للقوات اللبنانية في زغرتا سركيس بهاء الدويهي، امل اسعد كرم، وعدد من رؤساء بلديات القضاء ومختاريها، الى مدراء مدارس وجامعات، وحشد من المهتمين.

بعد كلمة ترحيب وتعريف من الاستاذ محسن يمين، عزفت الفرقة الموسيقية التابعة لكشافة لبنان فوج حرف ارده النشيد الوطني، ثم القى المطران جوزاف معوض كلمة قال فيها: "نجتمع اليوم لتدشين مبنى الكبرى برعاية وزير الثقافة الاستاذ روني عريجي، وبحضوركم انتم الوجوه المشرفة، التي لها دورها ومكانتها في المجتمع والوطن، وفي المناسبة اتوجه بكلمة ترحيب لمشاركتكم في هذا الاحتفال. ان هذا المبنى بحسب ما يرويه الباحثون فيه، دعي الكبرى لانه عند انشائه منذ حوالى ثلاثة قرون، كان اكبر من الدور والصروح الموجودة في اهدن والجوار، وقد استعملت في تشييده، الحجارة المتبقية من اثار هيكل ديني قديم امتدت مساحته بين ما هو معروف اليوم بكنيسة مار بطرس شرقا وكنيسة مار ماما غربا. وتمثل الكبرى قيمة فنية وثقافية وتاريخية. من الناحية الفنية، تحوي في طريقة بنائها وعلى جدرانها وفي تقاسيمها، على جمالية البناء القديم، وعلى تأثيرات من الفنون الغربية يجدر التوقف عندها ودراستها وتحليلها بغية ترميمها على ما كانت عليه في الاصل. ومن الناحية الثقافية والتاريخية، بناها في القرن الثامن عشر، الشيخ بطرس بولس الدويهي، حاكم اقطاعية الجبة والزاوية انذاك، لتكون مركزا له، ثم انتقلت بالوراثة الى بطرس بك كرم، ثم الى وقف اهدن ـ زغرتا. وقد تنوعت وجهة استعمالها، فمن دار للحاكم، الى فندق في طابقها العلوي اثناء الانتداب الفرنسي، الى مركز تربوي، الى سراي، ثم مدرسة، الى مقهى. الى ان توقف استعمالها لوجهة محددة، واصبحت اثار الزمن بادية عليها".

اضاف معوض "تولت لجنة الوقف في اهدن - زغرتا مشروع ترميمها، واللجنة تريد ان تتوجه بالشكر، ونحن كذلك، الى جميع الذين ساهموا في هذا الترميم، وبنوع خاص الى الذين كانت لهم مشاركة لافتة في دعم مشروع الترميم، وتحقيقه، معالي الاستاذ سليمان فرنجية، الذي ساهم بتقديماته ومعارفه، ومساعيه في الدوائر الادارية المختصة، والى الشقيقين معالي عدنان القصار رئيس مجلس ادارة فرنسبنك، والسيد عادل القصار اللذين ساهما بهبتهما السخية، شاكرا "المساهمات الكريمة في هذا المجال، الى دولة الرئيس عصام فارس، والى السيدين رونالد وجيلبير شاغوري، والى المهندس يوسف عبدالله الذي قاد عملية الترميم. وتعبر الرعية عن عاطفة تقدير خاصة الى صاحب الرعاية لهذا التدشين معالي وزير الثقافة الاستاذ روني عريجي، على اهتمامه بهذا المبنى، وقد تفقده وهو وزير للثقافة، يسهر على انماء الثقافة في الوطن في مختلف ابعاده، وتشكلت برعايته لجنة من اشخاص كفوئين لتقدم مقترحات حول كيفية استعمال الكبرى وتجهيزها وحول امكانية جعلها متحفا تاريخيا وثقافيا. وللجنة وقف اهدن اطيب الدعاء لان يكافئها الله على ما بذلته من جهود الترميم، ولتنظيم هذا الاحتفال، لا سيما بشخص رئيسها حضرة الخوري اسطفان فرنجية، الذي مع الاباء كهنة رعية اهدن - زغرتا، يخدمون بغيرة وتجرد".

وختم معوض يقول: "ان ترميم الكبرى هو حلقة من مسيرة الانماء الذي يجب ان يشمل كل القطاعات في المجتمع، عبر ترميم المباني ذات القيمة الفنية والتاريخية، وعبر انشاء المؤسسات الثقافية والاستشفائية والصناعية والتجارية وغيرها، خدمة للمجتمع ولخلق فرص عمل لكثير من الذين يهاجرون بحثا عن عمل، وعبر حسن ادارة المرافق العامة ومؤسسات الدولة، ولا سيما على الصعيد السياسي والاقتصادي، ما ينعكس على المواطنين سلاما واستقرارا وهناء، وعبر اجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها. وعلى الانماء ان يطال الانسان اولا، بتعزيز ذهنية منفتحة على الاخر، على التضامن معه، واحترام دوره، وبالتربية على الحوار، والالتزام بقضايا العدالة والحبة والحرية. ان الذين يشاركون في تقدم مسيرة الانماء يساهمون في انسنة المجتمع ويعلون مداميك حضارته، وامثال هؤلاء حاضرون في المجتمكع الزغرتاوي وفي المجتمع اللبناني". 

والقى الوزير السابق عدنان القصار كلمة قال فيها: "كم يسعدني ويشرفني ان اكون بينكم اليوم، في اهدن، بلدة العزة والكرامة، عرين الاسود زغرتا، بمناسبة عزيزة على قلبي وبحضور اصدقاء كثر في طليعتهم طوني فرنجية والوزير روني عريجي. نلتقي اليوم في مناسبة تحمل معان عزيزة على قلبي وعلى قلب شقيقي عادل، حيث نفتتح مبنى الكبرى الاثري الذي كان لنا في فرنسبنك، شرف المساهمة في ترميمه واعادة تاهيله، لما يمثله من ذكريات عميقة ومتجذرة في قلوب اهالي اهدن وزغرتا واللبنانيين جميعا. ولا يسعني في هذا الجمع الكريم، الا ان اوجه تحية عابقة بالتقدير والاعتزاز الى معالي الوزير الاستاذ سليمان بك فرنجية، الداعم معنا لهذا المشروع، وهو الذي تتجسد فيه كل معاني الاصالة".

اضاف "ان العلاقة التي تجمع عائلتنا بعائلة فرنجية، لها جذور راسخة بدات مع فخامة الرئيس الجد الراحل سليمان بك فرنجية، حيث تعود بي الذاكرة الى سنين خلت عندما كنت في مطلع مسيرتي في العمل الاقتصادي الوطني رئيسا لغرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان، حينها وجدت في فخامته خير نصير وراع ومشجع لي وفي العديد من المحطات كان فخامته ابا وموجها ساعدني ورفاقي في الغرفة انذاك على مواجهة اعباء وتحديات المهام الملقاة على عاتقنا واني احفظ للرئيس الراحل ذكرا طيبا، كما احفظ للوزير المغدور طوني بك فرنجية، رحمه الله، اطيب الذكريات".

وقال: "ان العلاقة مستمرة اليوم مع معالي الوزير الحفيد سليمان فرنجية، ولذلك عندما تلقينا في فرنسبنك دعوة لترميم مبنى الكبرى الاثري، لم نتوان عن فعل هذا الامر وتلبية الدعوة بكل ترحاب، لايماننا بدورنا المؤسساتي في خدمة الوطن واحياء تراثه. من هنا لا اخفي سعادتي اليوم ونحن نفتتح هذا المبنى، الذي بلا شك يمثل ارثا عظيما ليس في الذاكرة الزغرتاوية فحسب بل في الذاكرة الوطنية. واني وشقيقي عادل، نعلن ان هذا الطريق التنموي الذي عبدناه اليوم بافتتاح مبنى الكبرى الاثري، وقبل ذلك بافتتاح فرع ل"فرنسبنك" في زغرتا، سوف يستمر، سواء في اهدن وزغرتا، او على مجمل الاراضي اللبنانية، لاننا مؤمنون باهمية العمل الانمائي، ووجوب الحفاظ على الذاكرة التاريخية والاثرية لوطننا، لمنعها من الاندثار خصوصا في ظل المحاولات الرامية الى ادخال مظاهر ثقافية غريبة جدا عن اللبنانيين وقيمهم وتاريخهم العريق".

وختم القصار "المحافظة على التراث واجب مقدس لان التراث هو الماضي والحاضر والمستقبل، ومن اضاع او تخلى عن تراثه كمن فقد قيمه وتاريخه، لذلك انني في هذه المناسبة اغتنم الفرصة لتوجيه الدعوة الى جميع المسؤولين في لبنان، لانقاذ التراث اللبناني والعمل على حماية المباني التراثية القديمة، في كل لبنان وفي العاصمة بيروت على وجه الخصوص، حيث يجري هدم جزء من ذاكرة البيروتيين لصالح المباني الاسمنتية الشاهقة. مجددا كل الشكر لكم جميعا، والى الملتقى دائما بعنوان "البناء والعمران".

ثم كانت كلمة راعي الاحتفال الوزير روني عريجي قال فيها: "بداية، أقف اليوم في مكان له في قلبي مكانة كبيرة. في مبنى "الكبرى" الذي يتوسط كبرى المصايف جمالا ... ولطالما كان هم ترميمها ساكنا في وجدان القيمين عليها والمهتمين بالشأن العام في منطقتنا، نظرا لما تمثله من قيمة تاريخية وتراثية كبرى، مع علمي ان هذا الهم يزيله أصحاب الهمة جاهدين في المحافظة على الهوية والتراث والبيئة امثال سليمان فرنجيه الذي لم يوفر جهدا للمساعدة في تحقيق هذا المشروع.

تابع وقد امكن انجاز هذا الامر ايضا بمساهمة أصحاب الأيادي البيضاء والقلوب الكبيرة والحس الوطني الراقي، الذين لا يتوانون عن فعل الخير وتقديم الدعم للمحافظة على التراث وتعزيز الحياة الثقافية والاجتماعية، واليوم نشكرهم لدعمهم ترميم هذا المبنى، بل هذا المعلم، المحروس من كنيسة القديسين بطرس وبولس ومن تمثال البطريرك المكرم إسطفان الدويهي.

شكرا لمعالي الأستاذ عدنان قصار وشقيقه الاستاذ عادل على مساهمتهم السخية كما اشكر دولة الرئيس عصام فارس على مساهمته القيمة لإنجاز هذا المشروع، مثنيا "على الجهد الكبير الذي قامت به لجنة وقف زغرتا برئاسة الخوري اسطفان فرنجية، والكهنة الأجلاء، ولكل من ساهم في تحقيق هذا المشروع الحيوي مع كلمة محبة وتقدير لسيادة المطران معوض على رعايته ومباركته ومحبته الرعوية لاهالي اهدن وزغرتا".

اليوم تعود الينا "الكبرى"، كبرى تليق بإهدن وتاريخها الثقافي والشعري والأدبي، مع التمني ان نستفيد منها عبر تحويلها إلى صرح لإبراز تاريخنا وتراثنا وحياة وسير كبارنا، كما وتفعيل الحياة الثقافية عبر تنظيم معارض وندوات ومحاضرات فيتجدد شبابها كما ترمم حجرها وخشبها وقرميدها.

واشار عريجي الى ضرورة صياغة نظام عملي حديث لادارة هذا الصرح من قبل القيمين عليه وبمشاركة بلدية زغرتا - اهدن والمجتمع المدني ليكون مساحة ثقافية بين كافة مكونات مجتمعنا"، أملا ان نصل يوما إلى إحقاق الدولة الماكنة والقادرة على الحفاظ على التراث وإنقاذ ما هو مهدد"، معلنا "اننا قد باشرنا بالتعاون مع مجلس الانماء والاعمار وبلدية زغرتا لاعداد مشروع لاحياء الوجه التاريخي لاهدن عبر ترميم المعالم التراثية فيها من ابنية واسواق وطواحين وسلالم وسواقي مياه ما من شأنه ان ينعكس ايجابا على جماليتها وعلى حركة السياحة فيها"، آملا "ان يتحقق هذا المشروع قريبا، ليتحقق معه جزءا من حلم الصديق الراحل توفيق معوض الذي عمل جاهدا قبل رحيله من اجل ذلك، حلم في اعادة بريق اهدن ورونقها لما كان لها من مكانة خصوصا في قلبه، رحمه الله عاشت اهدن وعاش لبنان.

بعد ذلك تم قطع الشريط التقليدي للاحتفال، وازيحت الستارة عن اللوحة الرخامية التي تؤرخ لعملية الافتتاح، بعدها جال الحضور في ارجاء مبنى "الكبرى الاثري" مبدين اعجابهم بما شاهدوه.
 

  • شارك الخبر