hit counter script

الحدث - انطوان غطاس صعب

مرشحون ودول في الوقت الضائع

الثلاثاء ١٥ تموز ٢٠١٤ - 02:58

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

مع تأزّم الأوضاع في لبنان، تكشف دوائر ديبلوماسية في بيروت عن جهود دولية لفصل لبنان عن ملفات المنطقة المعقدة، ولاسيما الملف النووي الايراني المؤثر مباشرة على الاستحقاقات اللبناني. فتوقيع الاتفاق بين مجموعة الخمسة زائد واحد وايران يوم الأحد المقبل سيترك اثراً ايجابياً على الشأن اللبناني، فيما تمديد فترة التفاوض ستترك المجال واسع للطرفين الدولي والايراني ليراجعا حساباتهما. وتشير هذه الدوائر، وفق ما ينقل عنها الى اشارات ايجابية أمكن تلمّسها وتمثّلت بانتخاب رئيس مجلس نواب عراقي، واستعداد رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي التنازل لصالح غيره،. هذا من شأنه احداث خرق مهم في الوضع العراقي وعلى مستوى العلاقات في المنطقة. وتردّد أن اجتماعاً أميركياً-فرنسياً- ايرانياً قد يعقد في احدى العواصم العربية في حال توقيع الاتفاق مع ايران، لوضع خريطة طريق تشمل ملفات لبنان والعراق وسوريا واليمن.
وكشفت مصادر أن دولتين، غربية وعربية، طرحتا فكرة أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية لمدة سنتين( غير الطرح القاضي بانتخاب العماد ميشال عون لنفس المدة ورفضته قوى 14 آذار)، تكون بعدها قد توضّحت صورة الشرق الاوسط، الا ان فريقاً واسعاً من الأفرقاء السياسيين رفض الفكرة بحجة أنها تمسّ بالدستور الذي حدّد الولاية الرئاسية لمدة ست سنوات. لا بل أن تعليق بعض الأقطاب كان :"ان الفترة القصيرة هذه يمكن لحكومة المصلحة الوطنية أن تديرها ".
ومع أن المباحثات انتقلت من مرحلة القادة المرشحين، الى البحث عن مرشحين توافقيين، سرّبت بعض القوى الديبلوماسية في لبنان لائحة ثلاثية ( من ضمنها قائد عسكري سابق ) قيل أنها قد تحظى قبولاً لدى المكونات السياسية اللبنانية.
 لكن مصادر مقربة من مرجع نيابي نفت المعلومات التي يتم تداولها حول لائحة مزعومة من ثلاثة مرشحين من خارج الاسماء المطروحة للرئاسة الاولى يحملها الغربيون ويسوقونها على الافرقاء السياسيين
واكدت المصادر ان حركة الدبلوماسيين الغربيين لا سيما السفيرين الفرنسي والأميركي لدى لبنان لا تخرج عن اطار الاستطلاع وتدوين الملاحظات والاستيضاح حول مختلف التطورات الراهنة وموقف لبنان منها. اما الحديث في الاستحقاق الرئاسي فلا يخرج عن لغة التشجيع والدفع باتجاه الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية في اقرب وقت ممكن، ولكن من دون وجود اي مبادرة او افكار محددة او خارطة طريق.
واشارت المصادر الى ان الكرة الرئاسية لا زالت في ملعب الافرقاء اللبنانيين والمخرج للانتهاء من الشغور الرئاسي يكون بالاقتناع ان لا امكانية لا لفريق 8 اذار او لفريق 14 اذار في ايصال مرشح ينتمي الى احدهما. فالاستحقاق الرئاسي محكوم بالتوافق على شخصية وفاقية من خارج الاصطفافين قادرة على ادارة حوار وطني وتحسن ادارة الازمة الراهنة والعبور بلبنان في ظل التحولات والتوترات والحروب القائمة من حوله. وهذا فحوى محادثات ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي مع القيادات السياسية اللبنانية، حيث أكّد أمامهم أن مساعدة المجتمع الدولي تقوم على فكرة أن يدعم الأخير أي توافق لبناني- لبناني حول مرشح وفاقي للرئاسة الأولى.
واعتبرت المصادر أن تمترس كل فريق خلف مواقفه ومرشحيه، وعدم استعداد أي منهم تقديم تنازلات لمصلحة الوطن مردّه الى شبه قناعة توفّرت لدى هؤلاء بأن مشاريعهم السياسية الاقليمية ستفوز، وان ما سيدفعون ثمنه اليوم سيحصلون عليه مجاناً غداً، غير أن هذه الرهانات ساقطة طبعاً لأن الصورة الاقليمية لن تكتمل أقلّه حتى أشهر طويلة، ربما تصل الى سنوات.
 

  • شارك الخبر