hit counter script
شريط الأحداث

أخبار إقليمية ودولية

"العربي الجديد": جهود دبلوماسيّة مكثّفة لوقف العدوان على غزّة

الإثنين ١٥ تموز ٢٠١٤ - 10:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تسارعت التحركات الدبلوماسية الدولية والعربية في الساعات القليلة الماضية باتجاه البحث عن سبل لوقف لإطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، غداة يوم دامٍ شهده القطاع وسقط خلاله أكثر من مئة شهيد، بينهم 62 في مجزرة حي الشجاعية، في حين اعترفت قوات الاحتلال بمقتل 13 جندياً، فضلاً عن مفاجأة القسام التي أعلنت عن أسر جندي إسرائيلي.
ودعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في خطاب الليلة، بثه تلفزيون "فلسطين"، مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة من أجل تحمّل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقال عباس إن "فشل مجلس الأمن في وقف العدوان ضد شعبنا لا يعفيه من مسؤولياته وفق القانون الدولي، لذلك فإنني أدعو لجلسة طارئة أخرى وعاجلة هذه الليلة لمجلس الأمن".

وأضاف: "ما قامت به قوات الاحتلال الغاشم، اليوم، في حي الشجاعية، هو جريمة في حق الإنسانية ومجزرة بشعة ستحاسب عليها ولن يفلت مرتكبوها من العقاب".
ووصف عباس الوضع بأنه لا يحتمل، مطالباً المجتمع الدولي "بتحمل مسؤولياته في هذه اللحظة الخطيرة وتوفير حماية فورية دولية لشعبنا الفلسطيني"، داعياً إلى "ضرورة التزام الجميع بوقف إطلاق النار وفق المبادرة المصرية حقناً للدماء".
وكان عباس قد وصل إلى الدوحة، الأحد، لمناقشة سبل التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، كما التقى عباس في الدوحة أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني.
ودعا أمير قطر، خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في الدوحة، إلى سرعة التحرك من أجل وقف جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين. كما دعا المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية لإنهاء الحصار الجائر على القطاع، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وفي إطار تسارع الخطوات الدبلوماسية لوقف العدوان الإسرائيلي، أكد وزير الخارجية القطري، خالد العطية، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة، أن قطر كثّفت جهودها لوضع حد للعدوان الاسرائيلي.
وأشار إلى أن "قطر لا تطرح مبادرة للتهدئة، ولكنها حملت مطالب المقاومة والشعب الفلسطيني".

ودان العطية المجزرة التى ارتكبتها قوات الاحتلال في حي الشجاعية، وقال إنه "لم يعد مقبولاً أن تشن إسرائيل الحرب متى تشاء وتتوقف متى تشاء"، مطالباً "برفع الحصار عن قطاع غزة فوراً".
من جهته، وصف بان مجزرة الشجاعية بأنها "اعتداء فظيع"، مطالباً "جميع الأطراف بالالتزام بالقانون الدولي"، ومذكراً بأن هناك "مساءلة دولية لمَن يرتكب جرائم حرب".
ودعا إلى "وقف إطلاق النار فوراً ليتم البحث في رفع الحصار عن القطاع والعودة إلى طاولة المفاوضات"، مؤكداً أنه "سيلتقي الرئيس عباس في الدوحة ضمن جهوده لوقف العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل على القطاع غزة".
وأشاد الأمين العام بالجهود القطرية المبذولة، وقال إن "قطر تلعب دوراً أساسياً في وقف الحرب على غزة"، مشيراً إلى لقائه "البنّاء مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الليلة".
ومن المقرر أن يزور الأمين العام للأمم المتحدة، ضمن جولته في المنطقة، الكويت والقاهرة والقدس ورام الله وعمان.
وفي الكويت، طالب الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، في خطاب له مساء الأحد، المجتمع الدولي بالوقوف أمام مسؤولياته من أجل رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقال أمير الكويت إننا "نعايش العدوان الإسرائيلي الغاشم المتواصل على القطاع وقصفه للمناطق السكنية والمنشآت المدنية، من دون وازع أو رادع إنساني في ظل فشل مجلس الأمن في وقف العدوان، ما يضع المجتمع الدولي بأسره أمام مسؤولياته"، داعياً "لتقديم العون والمساعدات الإنسانية لأهالي القطاع المنكوبين".
وكانت الكويت قد استقبلت، الأحد، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، الذي أطلع المسؤولين على أسباب رفض "حماس" للمبادرة المصرية، إضافة إلى طلب دعم الكويت بحكم أنها تشغل رئاسة القمة العربية في المبادرة التي قدمتها فصائل المقاومة الفلسطينية.
وقالت مصادر كويتية رفيعة المستوى، لـ"العربي الجديد"، إن الكويت تؤيد المبادرة المصرية وما جاء في بنودها باعتبارها الحل الأمثل لوقف العدوان المستمر على غزة منذ أيام، إذ تسعى لإقناع المسؤولين في "حماس" بقبولها.
وأكدت المصادر عدم رغبة الكويت أو نيتها الدعوة لعقد قمة عربية طارئة من أجل بحث العدوان على غزة، مكتفيةً بالوفد الوزراي العربي على مستوى وزراء الخارجية برئاسة الكويت، الذي تم تشكيله بعد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة لزيارة مجلس الأمن ومحاولة إقناع المجتمع الدولي بالسعي الجاد لوقف الحرب التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي ضد القطاع.
وفي واشنطن، اكتفى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بالاعراب عن قلقه

لارتفاع عدد القتلى في غزة، مجدداً التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وذلك خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.
وذكر بيان للبيت الأبيض أن أوباماً ونتنياهو ناقشا العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة بما في ذلك سقوط جنود إسرائيليين، إذ أشار أوباما إلى أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، سيتوجه إلى القاهرة قريباً في مسعى لإنهاء القتال.
وتضمّن بيان البيت الأبيض التأكيد على أن الولايات المتحدة ستعمل عن قرب مع شركائها في المنطقة ومع إسرائيل للعودة إلى تطبيق الاتفاقات السابقة. ويُفهم من إيراد كلمة الشركاء أن القاهرة لن تكون المحطة الوحيدة لكيري، إذ إن نجاح وقف إطلاق النار يتطلّب وجود أطراف تقبل بهم حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وكان كيري قد صرح، في أكثر من مقابلة تلفزيونية، بأن الولايات المتحدة وإن كانت لا تتفاوض مباشرة مع حركة "حماس"، إلا أن لديها أصدقاء عديدون لا شيء يمنعهم من التواصل مع قادة الحركة، وتستطيع واشنطن الاستعانة بهم في عملية التفاوض.

إلى ذلك، كشف كيري أن نتنياهو اضطر لقطع أكثر من مكالمة معه ومع الرئيس باراك أوباما كي يتمكن من الفرار إلى مخبأ من مخابئه عقب سماعه أصوات صفارات الإنذار. وجاء ذلك على هامش حوار تلفزيوني أجرته مع كيري محطة "أي بي سي" الأميركية.
وفي واقعة أخرى أخرجتها من وراء الكواليس قناة "فوكس نيوز" اليمينية المتعصبة لإسرائيل، حيث بثت تسجيلاً لحوار قصير بين كيري ومساعد له أقبل إليه يبلغه بتصاعد العمليات الإسرائيلية في غزة، وذلك قبيل بدء مقابلة تلفزيونية عن الوضع في أوكرانيا، من دون أن يبدو على كيري أنه منتبه بأن عدسة وميكرفون الكاميرا يلتقط الحوار.
ويبدو أن مساعد كيري عرض عليه صور ضحايا أو خرائط أو معلومات مكتوبة لم تظهر على الشاشة ولكنها ظهرت بوضوح على وجه كيري ونبرات صوته، حيث علّق بانفعال تلقائي: "يا لهذا الجحيم.. ما هذا الجحيم.. إنها عمليات كبيرة". فرد عليه مساعده الذي لم تظهر صورته موافقاً: "نعم.. إنها في الحقيقة تتصاعد بشكل كبير، بما يؤكد الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار".

وقبل انتهاء المقطع، ارتفعت نبرة صوت الوزير كيري أكثر وهو يخاطب مساعده قائلاً: "علينا أن نذهب إلى هناك.. علينا أن نذهب إلى هناك.. لن نبقى هنا". وعقب بث المقطع، لوحظ أن كيري شعر بقليل من الحرج فانبرى يدافع عن إسرائيل طوال المقابلة، وكأنه يعتذر عن انفعاله التلقائي من عملياتها الوحشية.
 

  • شارك الخبر