hit counter script
شريط الأحداث

أخبار إقليمية ودولية

"العربي الجديد": أحزان غزّة تتحوّل فرحاً بأسر الجندي الإسرائيلي

الإثنين ١٥ تموز ٢٠١٤ - 10:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عمّت الفرحة قطاع غزة، بشوارعه ومستشفياته التي لا تزال تستقبل الشهداء والجرحى، بعد إعلان "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عن أسر الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون.
كما تحوّلت التظاهرات والاعتصامات التي خرجت في مختلف المدن الأردنية، ليل الأحد ـ الاثنين، للتنديد بالمجزرة التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي في حي الشجاعية، شرق قطاع غزة، الأحد، إلى احتفالات بأسر الجندي آرون.

وفي غزة، صدحت مساجد القطاع بتكبيرات العيد احتفالاً، وخرج أهالي القطاع إلى الشوارع مطلقين الألعاب النارية، وقاموا بتوزيع الحلوى، بعد ساعات من الحزن الذي عمّ القطاع على شهداء مجزرة الشجاعية التي راح ضحيتها 72 فلسطينياً.
أم أحمد الحلو، التي كانت قبل الخبر تبكي ابنها أحمد الذي استشهد مع مجموعة من أقاربه في حيّ الشجاعية، أطلقت العنان لزغاريدها فرحاً بأسر الجندي، وقالت إن هذا الأسر أول "ثأر لدماء شهداء غزة، ولابنها الذي فقدته".
وفي مجمّع الشفاء الطبي، حيث عمّت الاحتفالات المكان، قالت أم أحمد، لـ"العربي الجديد": "الاحتلال الإسرائيلي لا يفهم سوى لغة القوة، وهذه العملية أعادت للأذهان عملية أسر الجندي جلعاد شاليط، ومبادلته في صفقة وفاء الأحرار بأكثر من ألف أسير فلسطيني نصفهم من المحكومين بأحكام عالية".
وخرج الشباب في مسيرات عفوية، وعلت هتافاتهم فرحاً وأملاً وسط الظلام الذي يغمر قطاع غزة منذ عدة أيام، فقام بعضهم بإطلاق الألعاب النارية، وعمد آخرون الى توزيع الحلوى.
وقال الشاب رأفت المدهون، الذي كان يوزع الحلوى على المواطنين عند مفترق السرايا، إنه صعق فرحاً عندما سمع خبر الأسر، وشعر حينها أنه في حلم، لم يفق منه سوى على صوت التهليل والتكبير عبر مآذن المساجد المحيطة، وأصوات الجيران الفَرِحة بهذا الإنجاز.
ورأى المدهون، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن أسر الجندي الإسرائيلي يفتح آفاقاً واسعة، وأملاً جديداً أمام الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي الذين يعانون مختلف أصناف العذاب، كذلك يعزز شروط المقاومة الفلسطينية في المباحثات الجارية من أجل تثبيت التهدئة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
الفرحة لم تقتصر على الشوارع فحسب، بل انتشرت أخبار الصفقة وعبارات التهاني كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي التي جرى فيها نشر صور الجندي المختطف بزيه العسكري وهو يشارك قوات "جولاني" الإسرائيلية في قصف المدنيين، عبر المدفعية والآليات الثقيلة.
وقال الناشط سمير أبو شرف، إن عملية الأسر تكتيك فريد لا تجيده إلا المقاومة الفلسطينية، خاصة في الوقت الحرج الذي يمر به قطاع غزة، وجاء للتأكيد على أن المقاومة لم ولن تنسى الأسرى البواسل داخل سجون الاحتلال، وأنها ستقف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى نيل حقوقه كافة.
وانتشرت العديد من النكات عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حملت إحداها رقم الجندي المختطف وعليها عبارة: "الرقم الذي تحاول الاتصال به مخطوف حالياً، يرجى المحاولة في ما بعد"، إضافة إلى مقاطع فيديو ساخرة تدل على تخبّط جيش الاحتلال بعد عملية الخطف.

وفي رام الله، جابت المسيرات العفوية شوارع المدينة، وأُطلق العنان لأبواق السيارات احتفالاً، واشتعلت السماء بالألعاب النارية، وتمّ توزيع الحلويات على المارة، في مشهد فلسطيني نادر.

وهتف المواطنون للمقاومة ولـ"كتائب القسام"، وللمتحدث باسم "القسام"، أبو عبيدة، الرجل الذي لا يعرف الفلسطينيون منه، إلا صوته، وعبارته التي تزرع الثقة في نفوسهم بأن المقاومة عصيّة على الكسر.
ورفع الجميع أعلام حركتي" فتح" و"حماس"، في مشهد وحدوي لافت، وهتفوا بصوتٍ عالٍ "اكتب على المسدس... القسّام مقدس"، و"يا ما أحلى خطف جنود ضباط وحرس حدود".

وفي القدس المحتلة، عمّت الإحتفالات البلدة القديمة، ووزّع المواطنون الحلوى على المارة، وسط هتافات التكبير والإشادة بالمقاومة. وخرج أهالي مخيم شعفاط، بمسيرات احتفالية.
كما شهد حي الطور، ومناطق سلوان، والعيسوية، والقرى والمخيمات في الخليل، وجنين، وطولكرم، وبيت لحم، ونابلس، احتفالات عدة.
أما في الأردن، فقد تحولت اعتصامات منددة بالمجزرة التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي في حي الشجاعية إلى احتفالات بأسر المقاومة الجندي الاسرائيلي.
وفي العاصمة عمّان وعلى مقربة من السفارة الإسرائيلية في حي الرابية، هتف مئات المعتصمين تأييداً للمقاومة الفلسطينية. والاعتصام الذي دعت إليه جماعة "الإخوان المسلمين" بعد صلاة التراويح للتنديد بالمجزرة، طغت عليه فرحة المعتصمين بأسر الجندي الاسرائيلي.
وأعرب المراقب العام لجماعة "الإخوان المسلمين"، همام سعيد، عن الاعتزاز بالمقاومة، قائلاً: "لسنا اليوم أمام 67، نحن اليوم في عام 2014 حيث النصر القسامي الغزاوي". وشنَّ هجوماً على الحكام العرب الذين اعتبرهم أدوات لتنفيذ مخططات الاستعمار، لافتاً الى أن ما حققته المقاومة اليوم هو "تمزيق سايكس ـ بيكو والمعاهدات، حتى وعد بلفور ووادي عربة كلها".
ودعا سعيد النظام المصري إلى التوقف عن حصار غزة وإغلاق المعابر ومنع الغذاء والدواء عن سكان القطاع، كما انتقد صمت الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وتمنيات دول عربية لم يسمها بأن تغرق غزة في البحر للخلاص منها.

فيما منعت قوات الأمن الأردنية بالقوة المعتصمين من التقدم باتجاه السفارة الإسرائيلية، بعدما أقامت جداراً بشرياً حال دون وصولهم.
وهتف المعتصمون بشعارات منتقدة لقوات الأمن، كـ"عيب والله عيب" و"روح اتشاطر عاليهود"، فيما رددوا هتافات تبجّل المقاومة وتدعو الى خطف مزيد من الجنود.
في السياق نفسه، نظّم ما يزيد على مئة أردني وقفة احتجاجية أمام مقر الصليب الأحمر في عمّان، منددين بما اعتبروه تخاذل المنظمة الدولية في التعامل مع العدوان الاسرائيلي على غزة. وسلّم المشاركون في الوقفة التي دعت إليها الأحزاب القومية واليسارية، مكتب المنظمة في عمّان رسالة احتجاج على عدم تجاوب المنظمة مع نداءات الاستغاثة في غزة.
ومع إعلان "كتائب القسام" عن أسر الجندي الاسرائيلي، تحوّلت الوقفة المنددة بالمجازر إلى وقفة فرح بإنجاز المقاومة.
كما أعرب الأردنيون عن فرحتهم بخطف الجندي الإسرائيلي، وفاضت صفحات موقع التواصل الاجتماعي، "الفيسبوك"، بالتهليل للمقاومة والدعوة إلى خطف المزيد من الجنود.
وكانت الحكومة الأردنية دانت، يوم الأحد، مجزرة حي الشجاعية التي وصفتها بالمروّعة، كما رفضت الحكومة استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع.
"العربي الجديد"

  • شارك الخبر