hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - اميل خوري

المالكي انتهى... هل يبقى العراق؟

السبت ١٥ تموز ٢٠١٤ - 07:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

النهار

كل ما قاله علي الخضيري عن مساوئ نوري المالكي وسياساته المذهبية العمياء التي دمّرت العراق وأيقظت شياطين الفتنة السنيّة - الشيعية، التي تهب في المنطقة كلها، لا يلغي حقيقة الجريمة الأميركية - الصهيونية التي خططت اصلاً لتمزيق المنطقة وإغراقها في سلسلة من الحروب!

علي الخضيري كان المساعد الخاص للأميركيين في العراق منذ البداية، وكان نافذاً وصاحب كلمة في واشنطن. اول من امس قال لمحطة "سي ان ان": "كنا نؤمن بأننا في حاجة الى رئيس وزراء شيعي لتحطيم الميليشيات الشيعية و"القاعدة" وهذا بالضبط ما قام به بين عامي 2006 و2008".
لكن المالكي اختير بعناية، على ما يبدو، لأنه سيتولى تدمير العراق عبر إيقاظه الفتنة المذهبية. هنا يكمل الخضيري: "كانت لدينا في واشنطن مؤشرات واضحة على ان المالكي يحاول بناء دولة دينية شيعية حول حزبه ("الدعوة") تماماً كما فعل صدام حسين. حاولت الشرح انه تقسيمي وطائفي بشكل كبير، وكانت هناك دلالات واضحة على انه رجل ايران، كل هذا كنا نعرفه ولم يكن مفاجئاً لنا"!
هذا الكلام يؤكّد ان واشنطن أرادت المالكي تحديداً رئيساً للحكومة مرتين لأنه طائفي وتقسيمي وكانت تريده ان يبقى، وهذا ما أرضى ايران التي كانت تدير العراق من خلاله على أسس مذهبية لم تكن تحسب أنها ستخلق بركاناً من الغضب سيسحبها في نهاية الأمر الى مستنقع الصراع المذهبي!
واشنطن، التي حلّت الجيش العراقي فور إسقاط صدام حسين، كانت تريد رجلاً انتقامياً حيال السنّة بما يؤسس لإيقاظ الفتنة المذهبية، وكانت طهران سعيدة بسيطرة المالكي الذي يرسّخ العراق قاعدة جسر لنفوذها الممتد الى لبنان وغزة عبر سوريا، ولم تحسب واشنطن ولا طهران ان المذابح المتمادية في سوريا وسياسات القمع والإقصاء في العراق ستشعل البركان الذي انفجر!
يقول الخضيري إن المالكي ليس اكثر من رئيس وزراء للمنطقة الخضراء. لقد فقد السيطرة، فالشمال في يد الأكراد والجنوب في يد ايران عبر قاسم سليماني، اما الوسط السنّي فمشتعل في ثورة 5٪ منها "داعشية"، 20٪ بعثية و70٪ من العشائر السنيّة التي نكّل المالكي بها!
بالنسبة الى واشنطن المالكي انتهى، "خدم عسكريته" بعدما أشعل شرارة تقسيم العراق ثم المنطقة. وبالنسبة الى طهران المالكي انتهى، فقد وصلته نصائح بالتنحي، لكن بعد الحصول على تعويض الحد الأدنى، اي نيابة رئاسة البرلمان لحزب "الدعوة" وعدد من الوزارات السيادية المهمة لزملاء المالكي.
والسؤال: هل يعود العراق كما كان؟
لا الشمال الكردي يوافق ولا الوسط السنّي يرضى، لكن الملحّ وقف توسّع "داعش" التي ولدت من رحم أنهر الدم السوري وحماقة الطغيان المالكي!

  • شارك الخبر