hit counter script

متفرقات

ومن الحب ما قتل!

الجمعة ١٥ تموز ٢٠١٤ - 12:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بعد مرور عشرين سنة من الحب والمودّة، فارق رفيق عمرها الحياة بعد معاناة طويلة مع المرض. هي أصبحت وحدها تصارع بكل ما تبقى لها من قوة وحيل، مع الماضي والذكريات. فقدان حبيبها لأمر موجع، فحرق الشوق قلبها، عذّبها الحب وقتلها الفراق بعد أسبوعين من وفاته. هي متلازمة القلب المكسور، حقيقة اكتشفها اليابانيون عام 1990 وأطلقوا عليها اسم "tako-tsubo" أي "cardiomyopathie" أو مرض اعتلال عضلة القلب.

يوضح اختصاصي أمراض القلب الدكتور بول ديليفير لـ"النهار" أن عوارض متلازمة القلب المكسور كعوارض النوبة القلبية العادية، تتمظهر بآلام في الصدر، دقّات قلب سريعة، ضغط دم مرتفع، تعب، وصعوبات في التنفس... وذلك نتيجة أزمة عاطفية كبيرة، أو إجهاد كبير، سبّبا تدفّق كمية كبيرة ممن الهورمونات كالأدرينالين والـcatecholamine في القلب. فتأخذ عضلته بالتالي، شكل قارورة ضيّقة مما يعرقل عملية خفقانه، ويقوده في بعض الاحيان الى الذبحة.

النساء أكثر ضحايا متلازمة القلب المكسور
يؤكد ديليفير أن متلازمة القلب المكسور تصيب خصوصاً النساء لأنهن أكثر حساسية وعاطفية من الرجال بين العشرين والأربعين من العمر. إن هذا التفاعل المفرط لديهنّ تجاه الحزن والإجهاد، تفسّره الهورمونات والاتصالات العصبية في عقلهنّ وقلبهنّ. للتوصل الى هذه النتائج، عمد باحثون من جامعة John Hopkins الاميركية الى تجميع الصور البيانية الكهربائية للقلب وجرعات بيوكميائية لدى 19 مريضاً يعاني من الـcardiomyopathie، 95% منهم من النساء وتمت مقارنة حالتهم بحالة 7 مرضى أصيبوا بنوبة قلبية. كما وقامت جامعتا هارفرد وyamanashi بمراجعة 15 دراسة تتضمن 22 مليون شخص واستنتجا أن من يخسر شريك حياته، يتعرّض لخطر الموت بنسبة 41%.
بعد فقدان الزوج أو الزوجة، يبقى الفرد معرّضاً لخطر الإصابة بالنوبة القلبية حتى مرور ثلاثين يوماً من الوفاة، هذا ما أكدته دراسة بريطانية أجريت على 30000 أرمل وأرملة. فالإجهاد الكبير يسبّب اضطرابات في القلب. يحتاج هذا الأخير أثناء الاضطرابات العاطفية، كما خلال التمارين الرياضية، لكمية اضافية من الأوكسيجين، إلا أن الشرايين لا تتوسّع كفاية، فلا تصل الى القلب الكمية المنشودة من الأوكسيجين، فتتسارع نبضات القلب وتحصل متلازمة القلب المكسور. الشفاء منها ممكن، إلا في حال ضعف القلب وتقدّم الضحية في السن، لذلك، إن شعرت بحزن شديد بعد فقدانك لحبيبك، لا تتردّد في زيارة طبيب القلب ليعاينك. ويشير الدكتور ديليفير أن علاج متلازمة القلب الكسور هو نفسه علاج الذبحة القلبية، فيتم من خلال إجراء الميل، فتح الشريان (إن كان مغلقاً)، تسييل الدم، والأدوية. وأخيراً، لتفادي هذه المتلازمة، عليك بتجنّب الزعل والتعب والإجهاد!

النهار - يارا عرجة

  • شارك الخبر