hit counter script

الحدث - د. ريتا الصياح نعمة

استباحة الرئاسة .. تهميش واستفزاز

الخميس ١٥ تموز ٢٠١٤ - 05:49

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تعوّدنا، على مضض، أن ننتظر اتفاقًا وطنيًّا ل"تسمية" رئيس لجمهوريتنا. أقول "تسمية" رئيس لأن "الانتخاب" بحاجة الى أكثر من مرشح. فمصطلح "الديموقراطية التوافقية" أو consensuelle démocratie La ، يحمل كمًّا من التناقضات، لا تجد تفسيراتها سوى في المنطق السياسي اللبناني.
لكن استباحة موقع رئاسة الجمهورية كما هو حاصل الآن، أمر غير مقبول، استفزازي، والأهم غير ميثاقي.
البلد اليوم بلا رئيس... أمر عادي... جلسات انتخاب الرئيس مهزلة حقيقية، مسرحية نعرف أبطالها ونشفق على جمهورها. تحول انتخاب رئيس الى امر هامشي حتى صار الموضوع شبه غائب عن نشرات الأخبار!!
البلد بلا رئيس، والمشاريع تُحضّر والقوانين تُعدّ، لتُبَت، بلا توقيع رئاسي، الذي سيُستبدل بتواقيع رئيس الحكومة وعدد من الوزراء. نظامنا السياسي طائفي، شئنا أم أبينا، و"الستة وستة مكرّر" فعل ايماننا. فكيف للعجلتين السياسية والاقتصادية متابعة العمل بشكل طبيعي، والكرسي الرئاسي المسيحي الماروني خال؟ هل علينا الاعتياد على فكرة أنه، برئيس أو بدونه، البلد "ماشي حالو"؟.
اعتُبرت حكومة الرئيس السنيورة السابقة غير ميثاقية وغير دستورية عندما استقال منها الوزراء الشيعة، وكل ما يصدر عنها غير شرعي، فكيف اذا كان الموقع المسيحي الأول ُمغيب؟ ولعل الملامة الأكبر تقع على أهل البيت، الذين يطالبون باستعادة صلاحيات رئيس الجمهورية وتوسيعها من جهة، ويرفضون انتخاب رئيس لمصالحهم الخاصة، فينصاعون للفراغ...وكأن الرئيس بات صورة جميلة للعالم الخارجي، لا دور له ولا سلطة فعلية.
من طالب بحقوق المسيحيين لا يقبل بلبنان بلا رئيس جمهورية، فأبشع ما يمكن أن يُرتكب بحق الرئاسة وصلاحياتها، هو أن يصبح وجود رئيس أو عدم وجوده، من الكماليات!
ملاحظة: صحيح ان التكلم بالطائفية "خطيئة" في قاموسنا، ولكن هذا هو بلدنا، فعذرا ان فعلنا.
 

  • شارك الخبر