hit counter script
شريط الأحداث

خاص - ملاك عقيل

عنوسة "بلاس"

الأربعاء ١٥ تموز ٢٠١٤ - 23:28

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الاحصاءات في الداخل والآتية حتّى من الخارج غير مطمئنة إطلاقا. ثمّة مشكلة عنوسة آخذة بالتفاقم في لبنان. دعكم من الأرقام، أحاديث التأفّف من مشكلة لا تحلّها لا حكومة ولا مجلس نواب ولا رئيس ينتخب بعد شغور طويل، تفي بالغرض. فتيات لبنان الجميلات والمثقفات... الى أين؟

بعض الاحصاءات تتحدّث حقيقة عن نسبة عنوسة تلامس الـ 80%. إذاًيمكن القول أن أقل من 20% من الفتيات يرتبطن بعد أن يجدن شريك حياتهنّ، منهنّ بصعوبة وأخريات برمشة عين.

لا داعي للحديث عن الجزء السئ في الموضوع (وربما الجيد بالنسبة للبعض) حين يكون نصيب الزواج هو الطلاق. لن نكون بالطبع أمام مشكلة عنوسة، إنما "أضرَب". محاولة ايجاد شريك آخر لا غبار عليه... ينسي الفتاة التجربة الأولى السيئة. مهمّة أصعب بكثير من الاكتشاف الأول!

بالطبع مشكلة العنوسة، ورغم أبواب العالم الافتراضي المفتوح على مصراعيه، ازدادت تفاقماً في العقد الأخير. يقتضي الأمر، ربما، دراسة شاملة للأسباب والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية والانسانية والثقافية... لكن هذا الأمر قد لا يضع الأصبع على الجرح. المطلوب حلّ فوري لمعضلة تأخرّ سنّ الزواج! قل من

الاقتراحات كثيرة، تبدأ من المواعدة الافتراضية على صفحات التواصل الاجتماعي، الى اللقاءات المدبّرة من قبل سعاة الخير، واللجوء القسري الى المنجمين والعالمين بالغيب علّهم يفكّون النحس، والحركشة المقصودة من قبل الشاب والفتاة، ونشر إعلانات صريحة بهدف الزواج، واللجوء الى الخطّابات... وأيضا انتظار الفرج، أو الصدفة الجميلة التي قد تكون أحلى من الف ميعاد.

لكن ثمّة تساؤلا يفرض نفسه، بات يرافق الطحشة المفهومة على الزواج والاستقرار والتلطي تحت سقف يقي الفتيات من شبح الوحدة. أيّهما أبشع نسبة العنوسة المرتفعة أم نسبة الطلاق المرتفعة أكثر؟ واستطراداً، أيّهما أسلم تحسّر على عنوسة فرضت فرضاً، أم زواج أتى بالويلات على الرؤوس وبملء الارادة؟

بمطلق الأحوال، لم يعد ممكنا بعد اليوم الحديث عن عنوسة رجل أو امرأة من دون ربطها بمسار الزيجات الفاشلة التي تنتهي بطلاق، أو بحالات زواج قائمة تشبه كل شئ، الا الزواج!

لكن، برأي كثيرين، المحاولة واجبة. ويمكن هنا الاستعانة بدليل الزواج الناجح لدى كل ثنائي يتحدّث بشيء من الارتياح عن تجربته مع الاخر.

ما علينا. المهم ان لا قواعد في العلاقات الانسانية. لا صح ولا خطأ. لا ممنوع ولا مسموح. الأمر نسبي حين يتعلّق بالعاطفة والمزاج والشعور والرغبات. المشكلة فقط حين تضعف الارادات الى حدّ التفتيش عن الشريك ولو تحت سابع أرض، فتبدأ رحلة البحث عن وهم الانسجام مع الآخر عبر وكالات التزويج...

أمر آخر يبرز في هذا الاطار. رغم العالم الافتراضي الذي يشكّل واحة لا متناهية للاختلاط وتبادل الأفكار والاحاديث والصور، واكتشاف الآخر أكثر... فإنّه يبدو حتى الساعة عصيّاً على إيجاد حلّ لمشكلة العصر. أين المشكلة إذاً؟ في السقوف العالية التي تضعها الفتاة؟ أم في العروض غير المغرية التي تقدّم لها؟ أم في الجنوح اللاإرادي صوب حريّة يستولي عليها الشريك لحظة اقترانه بفتاة أحلامه؟ 

  • شارك الخبر