hit counter script

الحدث - ابراهيم درويش

مقاومة غزة تخلط أوراق المنطقة

الأربعاء ١٥ تموز ٢٠١٤ - 05:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اذا اردت ان تعرف ماذا يجري في لبنان فعليك ان تعرف ماذا يدور في سوريا... وإذا أردت ان تعرف ماذا يجري في سوريا عليك أن تعرف ماذا يدور في العراق...أما في حال أردت ان تعرف ماذا يخطط للمنطقة، فلا بد من التوقف جيداً عند ما يجري في فلسطين المحتلة...
لا يمكن الفصل بين ما يجري في غزة والتطورات على امتداد العالم العربي. فالحالة الأمنية التي تضرب المنطقة العربية ليست وليدة الصدفة، ففيها الكثير من ملامح مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي بشرت به الادارة الاميركية في تموز 2006: العالم العربي مجموعة من العرقيات المتناحرة والمتقاتلة، خدمة للمشروع الاسرائيلي في المنطقة.
بالعودة الى غزة، يمكن القول ان القطاع لم يعد لقمة سائغة امام العدو الاسرائيلي. باتت اسرائيل اليوم تحسب خطواتها جيداً قبل الشروع بعملية برية، وهي على عجلة من أمرها للتوصل الى اتفاق يعيد الهدوء، لا سيما بعد فرض معادلة توازن رعب بين الجهتين. صحيح ان قوة اسرائيل اشد ايلاماً ، انما قدرة صواريخ المقاومة الفلسطينية على الوصول الى تل ابيب وشل الحركة في مطار بن غوريون ليس بالامر العابر ولا يمكن لاسرائيل ان تتحمله طويلا.
أما الرابط بين المصلحة الاسرائيلية والتطورات الامنية في العالم العربي، فهو نابع من اقتناع اسرائيل ان البديل الذي يمكن ان يلهي "حزب الله" والحركات المقاومة وتحييد بوصلته عنها، سيكفل لها عدم اضطرارها الى الشروع في حرب لا تكون نتائجها الميدانية وحتى المعنوية لمصلحتها. حاولت عرقلة تنامي قوة محور المقاومة، فأظهرت التطورات الميدانية الفلسطينية، انها ماضية في تطوير قدراتها، واستطاعت رغم الحصار والتضييق ايصال الاسلحة اللازمة للصمود ولارباك العدو الاسرائيلي.
وبناء عليه، يكون عدم انزلاق الفريق المقاوم نحو الاقتتال الطائفي هو الجزء الاهم، لاسيما بعد العقبة التي اصدمت بها اسرائيل، والمقترنة بتنامي قوة المعارضة الفلسطينية وتمكنها من ارباك اسرائيل، فضلاً عن الطائرات من دون طيار والتي حلقت فوق مضادات ومدافع العدو قبل اسقاطها، والتي قد تكون تمكنت بحسب اعلام اسرائيل من التقاط بعض الصور المهمة عسكرياً. تم كل هذا بصناعة محلية وفي غزة المحاصرة، فكيف الحال في لبنان، وفي مقاومة اثبتت باعها الطويل على مدى سنوات من القتال، كان آخرها في تموز 2006؟.

اذا حال المقاومة الفلسطينية وصمودها هو مؤشر صريح على الوضع الاستراتيجي للمنطقة. والرد الصريح على تساؤل حول ما اذا كانت اسرائيل قد تلجأ الى توسيع رقعة عدوانها لتشمل لبنان، فجاء د بالردع الاستباقي للخيار المقاوم. وهو ما سيفرض على الاسرائيلي استبعاد الخيار العسكري في لبنان في القرب العاجل حتى لو لجأ اليه في غزة، لا سيما في ظل عدم وجود اي سلاح نوعي كاسر، يمكنّه من بسط سيطرته واحداث تغيير في المعادلة العسكرية القائمة، الا في حال كان رهانه على تشتيت قدرات حزب الله وتطعيم مشروعه التقسيمي، واشعال اكثر من جبهة داخلية وخارجية في وجه "حزب الله"، على الرغم ان اسرائيل تدرك جيداً ان "حزب الله" وقبل الذهاب الى سوريا، كان يدرس جيداً خياراته وامكاناته، ومنها القتال على أكثر من جبهة.
 

  • شارك الخبر