hit counter script

الحدث - ابراهيم درويش

"المونديال" لم ينتهِ: المانيا بطلة بجدارة ... لكن ماذا عن الاعلانات والمراهنات؟

الثلاثاء ١٥ تموز ٢٠١٤ - 06:20

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم تنفع التانغو الارجنتينية ومن قبلها السامبا البرازيلية في الارتقاء فوق اصوات الماكينات الالمانية العالية الجودة التي لقنت منتخب البرازيل درساً قاسياً في عقر داره، في مباراة دوري النصف النهائي، لتنتقل الى المباراة النهائية بزخم واندفاع رهيبين في مواجهة نظيرها الارجنتيني.
الى أرض ملعب الماراكانا في ريو دي جانيرو، شخصت انظار الملايين، تترقب حدثا رياضيا لا يتكرر الا مرة كل اربع سنوات، تحدد في نهايته هوية المنتخب الذي سيتربع على عرش كأس العالم لمدة اربع سنوات مقبلة.
لم تكف 90 دقيقة من زمن المباراة الاصلي المنتخب الالماني لخطف الفوز في وجه فريق عنيد قدّم عرضاً جيداً وأداء مقنعاً، بعد أن شقّ طريقه بثبات الى المباراة النهائية، كما لم تنفع الحلول الفردية لنجوم المنتخب الارجنتيني في كسر الطوق الدفاعي الالماني الذي عطّل مفاتيح لعب الخصم لا سيما لنجم برشلونة ليونيل ميسي. بدورها لم تكن طريق المنتخب الالماني يسيرة ومعبّدة نحو المرمى الارجنتيني حيث تكسّر المدّ الالماني عند صخور الدفاع الارجنتينيّة الحالمة بتحقيق نصر تاريخي على أرض الجارة البرازيل، قبل ان يتمكن ماريو غوتزه البديل من اقتناص هدف المباراة اليتيم في الدقيقة 113... لتتوّج صافرة الحكم مع انتهاء الشوط الثاني الاضافي: ألمانيا بطلة لكأس العالم 2014، في نسخته العشرين بعد 24 عاماً على غيابها عن منصة التتويج، بينما حلّت الارجنتين وصيفة في المركز الثاني، تلتها هولندا في المركز الثالث، والبرازيل في المركز الرابع...
وفي وقت نال فيه لاعب منتخب المانيا توماس مولر كرة "اديداس" الفضيّة، حصل اريين روبن الهولندي على الكرة البرونزيّة.
اما جائزة الحذاء الذهبي فكانت من نصيب اللاعب الكولومبي جيمس رودريغيز، بينما كان الحذاء الفضي من نصيب توماس مولر، والبرونزي لنجم االبرازيل نيمار.
ولم يحتج الحارس الماني مانويل نوير الى الكثير من الحظ لينتزع جائزة القفاز الذهبي بعد أن قدّم اداءً اكثر من مميّز خلال هذه البطولة، بينما نال جائزة "هيونداي" لأفضل لاعب شاب اللاعب الفرنسي بول بوجب، وكانت جائزة الفيفا للعب النظيف من حصة المنتخب الكولومبي.
لم تحمل الجوائز الموزعة على اللاعبين أيّ مفاجآت سوى تلك التي حصدها المنتخب الكولومبي، على الرغم من أنّ قدم لاعبها زونيجا كادت ان تؤدي الى شلل اللاعب البرازيلي نيمار، بعد تدخل قاس رافقه جدل كبير.
وفي وقت لا يمكن لأحد ان ينكر تألق النجم الارجنتيني ليونيل ميسي، حمل نيله لجائزة كرة "أديداس" الذهبيّة تساؤلات كبيرة، لا سيما في ظل الأداء العادي الذي قدمه "الليو" بسبب الرقابة الصارمة التي نفذها مدافعو المنتخبات الخصمة، وتميّز وتألق المهاجم الهولندي اريين روبن.
بناء على هذا التساؤل المشروع، وانطلاقاً من الحديث الذي يتكرر مع كل بطولة كأس عالم عن أيادٍ خارجيّة تدفع برياحها بخلاف ما تشتهيه سفن المباريات في كنف التأثير الاعلاني والدور الصريح لبازار المراهنات في عدد من الدوريات الكبيرة، تفرض خشية جدية من ان يتم تطويع هذه اللعبة ونتائجها لسوق المراهنات والاعلانات...
وعلى الرغم من أنّ البعض قد يجد في ما ذكر ضرباً من ضروب الخيال او التوهم، يكون خير مثال على هذا المنحى: انعدام الثقة الجماهيرية في لعبة المصارعة، التي تحوّلت الى لعبة استعراض سينمائيّة ممتعة ومشوّقة في احداثها وتفاصيلها، في وقت تكون النهاية مرهونة باهتمامات كاتب السيناريو.
ويجدر التأكيد على أنّ التساؤل لا يمكن أن يسقط عن المنتخب الالماني جدارته في الفوز بالاستحقاق إنما يصبّ في خانة التوجس والخوف على لعبة تخطف انفاس ملايين عشاق هذه الساحرة المستديرة في ارجاء المعمورة.
 

  • شارك الخبر