hit counter script

خاص - ملاك عقيل

"لوردات" ساحة النجمة!

الإثنين ١٥ تموز ٢٠١٤ - 11:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في أيار الماضي اتّخذت "لجنة الامتيازات والسلوك في البرلمان البريطاني" قرارا بمنع أحد أعضاء مجلس اللوردات من دخول مبنى البرلمان لعام كامل. واحزروا لماذا؟ 

تقدّم العضو المذكور بطلب حصوله على بدل مالي كتعويض لقاء حضوره ومشاركته في الجلسات، وذلك من دون أن يقوم بأي عمل في مجلس اللوردات. الطلب رفض، وأكثر من ذلك اتخذ القرار بارساله الى منزله.
صحيفة "الإندبندنت" البريطانية التي ذكرت الخبر أشارت الى أنه، وبحسب قوانين مجلس اللوردات، فإن المجلس لا يدفع رواتب لأعضائه، ولكنه يمنحهم حق المطالبة بتعويض عن الحضور.
ووفق الصحيفة فإن اللورد المذكور لم يتحدث إطلاقاً في أي جلسة من جلسات مجلس اللوردات أو لجانه المختلفة، ولم يسأل أي سؤال، ولم يبد اي رغبة بالنقاش أو تبادل الأفكار مع أحد. بدا كالشبح داخل المجلس. حاضر وغائب. لكن طلب المال أتى بسبب حاجته له كي يسدّد بعض الالتزامات المالية عليه!".
حسنا الأ يجدر التساؤل كم عدد النواب اللبنانيين الذين يجب أن يجلسوا في منازلهم، علّهم يكونون أكثر إفادة في مساعدة زوجاتهن في الطبخ وأعمال المنزل والاهتمام بالأطفال، أو استقبال الضيوف؟

بعض هؤلاء، يستحق عقوبة تتجاوز الإعفاء من المهام النيابية، طالما أن ساحة النجمة لا تعرف وجوههم أصلا. نواب لبنانيون سياح في بلاد هذا العالم. يصحّ وصفهم بالمهاجرين أيضا. آخرون إن حضروا لا يشاركون. وإن شاركوا لا يقولون شيئا!! ونواب انخرطوا في "ثورة" اكبر منهم، فأصبحوا أعضاء في مجلس النواب البلجيكي... ونواب اكتشفوا أن النيابة أفضل طريقة لتكوين عائلة وإنجاب الأولاد.
قلّة قليلة جدا تُعرف بالمجموعة الناشطة التي تغزل في أروقة مجلس النواب وفي الهيئة العامة والكواليس. ناشطة في التشريع، وفي ايصال الرسائل السياسية، بارعة في فنّ الخطابة، وفي قولبة المشهد النيابي وفق المرسوم. البقية توصف بالمجموعة الرمادية. إن حضرت أو لم تحضر لا أحد يأبه فعلا، وإن كان البعض منها يستغلّ الجلسات لتليمع صورته.
تبقى فئة الأقطاب. معروفة ومعدودة على أصابع اليد الواحدة. نادرا ما ترصد وهي تشارك في جلسات الهيئة العامة، لكن "مفعولها" يتخطّى بكثير مسألة المشاركة أو المقاطعة. هي دينامو المجلس... والبلد.
في إحدى جلسات الفضفضة من القلب الى القلب، أعرب أحد النواب الحاليين أمام زملائه عن خوفه الحقيقي من أن "نُرشق بالبيض هذه المرة وليس بالبندورة، في حال رست التسوية على التمديد مجددا لمجلس النواب".
هذا المجلس الذي مدّد لنفسه، ثم عجز عن انتخاب رئيس للجمهورية، وإقرار قانون جديد للانتخابات، وإجراء انتخابات نيابية على أساسه. "ماذا سنقول للناس؟"، يتساءل هذا النائب. البقية لا تشاركه الهمّ نفسه، "بالتأكيد، إن حصل هذا الأمر، فهو لن يكون قرارنا. بل سيفرض علينا فرضا!".
بمطلق الأحوال، وحتى تصل تشريعاتنا الى حدّ إدانة نائب وفرض عقوبة عليه، "لأنه لا يعمل ولا يزور المجلس ولا يشرّع ولا يتكلّم"، فلا تتوقعون سوى المزيد من عروض التنكيل بعقولنا، واستباحة الوكالة الشهيرة "ما غيرها" الممنوحة لهم من الشعب...

 

  • شارك الخبر