hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - انطوان غطاس صعب

"زخّات" تقوّي الرئيس...

الإثنين ١٥ تموز ٢٠١٤ - 05:37

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يوم الأحد، يفترض أنه يوم هادىء في البلدة الجبيلية عمشيت. في تمام الساعة العاشرة بدأت دارة الرئيس العماد ميشال سليمان تغصّ بالزوّار. سياسيون وشخصيات مناطقية واعلاميون وأصحاب شأن. ما هي لحظات حتى يطلّ سليمان ويبدأ بمصافحة ضيوفه فرداً فرداً، كباراً وصغاراً، سائلاً اياهم عن أحوالهم الذين تشابهت تعابيرهم تقريباً: " حمد الله على السلامة فخامة الرئيس، ونحن ما زلنا ننتظر تأشيرة منك، لا تتركنا في خضمّ هذه الأحوال وحيدين". والوحدة هنا مؤشر الى عدم قناعة لدى الناس بطروحات الطبقة السياسية الحالية، وغياب ثقتهم بمن ائتمنوا على مصالح الشعب اللبناني، فأضرّوا بها ولم يعودوا اليه عندما مدّدوا لأنفسهم.
أولى الأسئلة الموجّهة لفخامته كانت: "هل قرّرت أن تخلق زعامة جديدة في البلد؟". ينظر الرئيس الى الأعلى ويجيب: "صراحةً لا أفضّل كلمة زعامة. فالزعامة تعني وراثة الناس وحصر رأيهم بشخص واحد، وهذا ما لا أحبّذه. فتعددية الآراء في صلب قناعاتي، وأتمنى أن تكون الأفكار والمواقف التي اتخذتها، وأصبحت في ما بعد قناعات وطنية، مساحة تلاق بين أطراف سياسية وازنة".
فقرار خوض المعترك السياسي والوطني بات ثابتاً لديه، وانما الأطر التي سيتحرّك خلالها ما زالت قيد الدرس والنقاش، بين خلق حزب أو تيار أو تجمّع عريض يجمع شخصيات من الاتجاه نفسه، ومن تلاوين طائفية ومذهبية مختلفة.
وعن الدعوى التي يحضّر نائب رئيس مجلس النواب السابق الياس الفرزلي لتقديمها ضدّه، بحجّة أن نفيه وجود للتنظيم "قاعدة" في لبنان ساهم بانتشار الجماعات المتطرّفة في لبنان، يضحك على هذه النكتة، ويردف: "مسكين، هو ربما ينفّذ ما هو مطلوب منه لا أكثر ولا أقلّ"، ويتابع: "على كلّ حال أتمنى من كل قلبي أن يكمل في هذا الأمر، وذلك ليتبيّن للقضاء الذي ينطق باسم الشعب اللبناني، ومن خلاله للرأي العام اللبناني الذي بات واعياً للأخطار التي تحدق به ومن يغذّيها حقيقةً، مدى صحّة خياراتي. فالكلّ يتذكّر انني كنت على رأس معركة اقتلاع الارهاب في نهر البارد". قبل أن يأتيه الجواب من أحد السياسيين الجالسين الى جانبه". فخامتك، هذه الزخات التي تطالك تقوّيك أكثر مما تضرّك. ونحن أيضاً نصلّي لكي يكملوا بأسلوبهم الرخيص والانحداري لكي تكشف ألاعيبهم".
وشدد الرئيس سليمان على ضرورة الخروج من دوامة التعطيل والإسراع في إخراج البلاد من حالة "الجسد بلا رأس"، تفادياً لتكريس هذا "الأمر الواقع المَرَضي" غير المقبول والذي يُشكّل ضرراً كبيراً على اللبنانيين جميعاً من دون استثناء، كون الرئاسة اللبنانية هي الغطاء العام للجميع، بمن فيهم المسيحيي، معتبراً أن هناك ضرورة لأن تتعاضد قوى الاعتدال مع بعضها البعض حفاظاً على ميثاقية لبنان وتطبيقاً لدستوره، معتبراً أن حالة الجمود ستستمر مع استمرار تعنت البعض، في ظلّ التوازنات السياسية الحالية، والتي تثبت يوماً بعد يوم، أنها ليست قابلة للتغيّر كما رُوِّج في الاعلام، ما يعني أن لبننة التسوية بات أمراً مُلحّاً بدلاً من التسليم للخارج غير المُهتم حتى الساعة في إخراج لبنان من القالب التسووي الكبير.
وطالب القيادات المسيحية بضرورة الاجتماع للاتفاق فيما بينهم على الإسم الذي يرونه مناسباً ليحظى بأكبر عدد أصوات في المجلس النيابي، بعد أن نالت الأسماء المرشّحة نصيبها من الأصوات وتأكدت من صلابة الأطراف التي تدعمها بعد عدة جولات تعطيلية غير مجدية وتضر بسلامة لبنان وأمنه واستقراره السياسي والاقتصادي عشية انتهاء الولاية المُمددة للمجلس النيابي، ما يعني عشيّة انتهاء الوكالة "المطعون فيها"، كونها أتاحت لنفسها التجديد من دون العودة إلى الشعب وفقاً للدستور، وهذا ما لا نريده أن يتكرر.
مضيفاً: "المعادلة بسيطة جداً، رفض التمديد للمجلس النيابي، يقترن بخطوات عملية تبدأ بسنّ قانون انتخابي جديد أو تعديل القانون الحالي وأهمها، انتخاب الرئيس الجديد بأسرع وقت".
وأشار الى أنه علينا أن نعي حجم الأخطار التي تحيط بنا لنُحسن التصرّف حيال منعها من الإقتراب، وهذا تحديداً ما سبق لنا أن أنجزناه من خلال "إعلان بعبدا" الذي سيكون ذخيرة المُقبِل من الأيام لحماية لبنان، في ظلّ الحرب المشتعلة في سوريا والعراق والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي نُكرِّر استنكارنا وإدانتنا له، حيث أجرينا بالأمس سلسلة من الاتصالات مع المعنيين بهذا الشأن.
و ختم سليمان: نطمئن اللبنانيين بأننا لن نسمح بأن يكون لبنان ساحة لصراع الآخرين، نعمل بكلّ ما لدينا من قوّة وعلاقات على تحييده عن أتون الحرب والفتنة، واليد التي ستمتد على أهلنا وأمننا وسلامة أراضينا.. سنقطعها.
ولم تفته الاشارة الى أنه على رغم الخضات الأمنية التي نشهدها، فان لا قرار لدى الأفرقاء اللبنانيين والاقليميين بتفجير الساحة اللبنانية، التي كانت وستبقى ملاذاً للأفكار السياسية المتنوّعة، ونحن كنّا مهد الحضارة والممارسة الديموقراطية، واليوم العالم العربي يدفع دماً لكسب ما اختبرناه على مدى عقود.
 

  • شارك الخبر