احتفل راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون بقداس "عيلة مار شربل" في دير مار مارون - عنايا على نية لبنان والمسيحيين في الشرق، عاونه فيه رئيس الدير الاب شربل البيروتي والمسؤول الاعلامي الابرشي الاب انطوان عطاالله، حضره حشد من الكهنة والراهبات والرهبان والمصلين.

بعد الإنجيل، ألقى عون عظة تحدث فيها عن "فرح الانجيل في الارشاد الرسولي"، وسلط الضوء على ما أورده البابا عن سيطرة المظهر الاداري في العديد من الامكنة على المظهر الراعوي الحريص على حاجة الرعايا العميقة والمغالاة في ممارسة الاسرار دون اللجوء الى أي شكل من أشكال التبشير الجديد".

واعتبر ان "الكنيسة الكاثوليكية مدعوة في هذه الظروف إلى أن تعي جوهر رسالتها فتدرك ان هيكلياتها التي تقوم بواجب الاسرار المقدسة والمساهمة في بناء المجتمع من خلال جامعاتها ومدارسها ومستشفياتها وغيرها عليها ان تؤدي هذه المهمة بروح الانجيل لزرع كلمة الرب التي تعطي ثمار المحبة والوحدة في عائلاتنا ووطننا"، مشيرا الى ان "هذه المسألة تتطلب إعادة خلق الرباط العميق الذي يجمع بين المؤمنين ويجعلهم يختبرون قوة الروح القدس وقوة المحبة والاخوة التي توحدهم وتدفعهم الى الانفتاح على الآخرين".

ورأى ان "لبنان بحاجة أكثر من أي يوم مضى الى الاصغاء الى كلمة الرب الذي يعطينا النور الحقيقي ويضيء دربنا لمواجهة الاخطار المحيطة بالبلد والتطورات السياسية التي تثير قلق المسيحيين في لبنان والشرق"، مناشدا "السياسيين والمؤتمنين على مقدرات الوطن للتوحد بقوة الايمان أمام هذه المخاطر والوقوف سدا منيعا في وجه العواصف العاتية ودرء تداعياتها وبالتالي التعالي فوق حساباتهم الصغيرة والضيقة والفئوية والعمل من أجل المصلحة الوطنية العليا".

وأكد أن "المحبة والوحدة بين جميع المكونات قادرتان وحدهما على المحافظة على الوطن"، مشددا على "أهمية مواصلة الانفتاح على المسلمين المعتدلين المؤمنين بالتنوع ضمن الوحدة خصوصا وان غالبيتهم الساحقة تستنكر وتدين ما تقوم به التيارات الاصولية"، لافتا الى ان "المسيحيين والمسلمين المعتدلين لديهم القناعة في جبه الاصوليات ومواجهة التحديات التي تهدد لبنان والشرق المؤتمن على كنوز الايمان لدى الديانات السماوية التي انطلقت منه".