hit counter script
شريط الأحداث

- المحامي لوسيان عون

تنازلات عون للحريري... ما لم يتنازل عنه في ظلّ الحصار والاجتياح!

الثلاثاء ١٥ تموز ٢٠١٤ - 05:49

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

قد يكون الانجاز الذي حققه تيار المستقبل في الآونة الاخيرة بشخص الرئيس سعد الحريري، الاكبر في تاريخ التيار يوازي الانتصارات التي حققها ابان عدد من المعارك الانتخابية، وان كان ما توصل اليه حتى الآن الحصول على امر صرفه من قبل التيار الوطني الحر.
صانع الانجاز: سعد الحريري.
موضوع الانجاز: انتزاع أكبر قدر من التنازلات من قبل العماد عون.
العارفون يعتبرون أن ما حققه العماد عون عقب توقيع اتفاق الطائف في العام 1989 والصمود الذي أبداه والذي بناه على شعار "يستطيعون سحقي ولا يستطيعون انتزاع توقيعي"، وان كان انتهى بانتصار جزئي بعدم انتزاع التوقيع، وبالرغم من هرب عون الى السفارة الفرنسية ومن ثم نفيه الى باريس، فشل في تحقيقه أمام "صمت" الرئيس الحريري في فرنسا وعدم بوحه برغبته بتأييد عون لرئاسة الجمهورية.
فعون بدا في الاشهر الاخيرة في غاية الضعف تجاه رئيس الحكومة السابق، وقد أبدا رغبته سواء شخصيا أم بواسطة سلسلة من الموفدين رغبته في اعطاء الحريري أقصى التنازلات الممكنة وصلت الى حد التضحية بعدد من الجهود والانجازات التي توصل اليها عدد من أنصاره ونوابه في حربه الضروس ضد تيار المستقبل والتي كلفته الكثير من رصيده السياسي والشعبي.
فالابراء المستحيل واحد من المعارك التي شنها بضراوة ضد الحريري وتياره، ناهيك عن الطائفة السنية التي جيّش اعلامه البرتقالي وأعوانه الاعلاميين والسياسيين ونوابه في محاولة لكسر شوكتها، فضلاً عن المملكة العربية السعودية التي خصصها ببرامج اذاعية وتلفزيونية موضوعها شن هجوم عليها تعاطفاً مع ايران والنظام السوري، بينما لم ينس الحريري ما طاوله من حرب الفساد، التي بدأ العماد عون بها موجهاً سهامه الى الفريق المستقبلي منذ العام 2005 والتجريح الذي طاول الرئيس رفيق الحريري في قبره، والسوليدير، والسرقات، والهدر، بينما شهدت السنوات الاربع التي استأثر فريق عون وحلفاؤه في السلطة ذروة الفساد والهدر والسمسرات والصفقات، بينما كان فريق 14 آذار خلالها ينتظر ملاحقات واتهامات ما لبثت ان تحولت الى "فقاقيع صابون" لم تبصر نور الاجراءات القضائية الفاعلة حتى تاريخه وقد مضى على هذه الملاحقات الزمن.
أوساط قريبة من الرئيس الحريري تشهد أن الأخير عرف اتقان اللعبة السياسية عن جدارة فاعلة، وهو تمكن أن ينتزع من الجنرال أكبر قدر من التنازلات العلنية السياسية المتقدمة المكلفة بحال التراجع عنها، اذ أن الفخ الذي نصبه له الحريري أوقعه في حرج كبير تجاه حلفائه أكثر منه تجاه خصومه، اذ أن أية عودة الى الوراء ستكون على خلفية اعلان الحريري رفض السير بعون، وهذا ما سوف يكشف نوايا العماد عون "الانفتاحية" المصلحية المكشوفة، فتتساءل الاوساط عندها: هل سينبش عون من جديد كتابه الابراء المستحيل ويفرش به الدروب والارصفة؟ وهل سيتحوّل الحريري من جديد الى سارق جيوب الناس وصاحب مشروع تكفيري وداعم للارهاب من جديد، وهل ستعود السعودية تشكل وكراً للارهاب والوهابيين والتكفيريين؟ وهل ستنبش المحطة البرتقالية أفلام مجزرة اهدن من جديد؟ وتفتح الهواء مجدداً للابواق التي تهاجم السعودية وبندر بن سلطان؟ وهل سيتحوّل سمير جعجع من جديد الى مجرم ومرتكب مجازر هنا وهناك؟
وتضيف الاوساط عينها: لماذا لم يعلن عون نفسه فشل المفاوضات مع الحريري؟ ولماذا المراوغة ونقل أجواء ايجابية مغايرة لتلك التي ظللت اجتماعات باريس الاخيرة؟ وهل لم يعد عون قادراً على تحمل انتكاسة اضافية عبر اعلان هذا الفشل في وقت بات أنصاره في حالة من الضمانة المطلقة والرهان الحتمي لوصول عون الى سدة الرئاسة بفضل وهم "مصطنع وموعود بفعل أجواء برتقالية ايحائية" باتت مغايرة لواقع نتائج الاتصالات بين فريقي التيار والمستقبل؟
في القانون ما حصل يشكل اغراءً فعروضاً من طرف واحد على مدى أشهر من الاتصالات بين فرقين متنازعين سياسياً وصلت الى أقصى حدود التنازل والقبول باللامعقول مقابل دعم للرئاسة، بينما لم ينبس الحريري ببنت شفة حتى الساعة تاركاً العروض العلنية والضمنية والسرية تأخذ مجراها منتزعاً بالمقابل ابراءً لذمته وذمة انصاره كان مستحيلاً من قبل، وقدة بات ممكناً بل حتمياً، لكنه في القانون معلقاً على شرط فاسخ، هو "اعلان عدم دعم عون لرئاسة الجمهورية" أو "دعم مرشح آخر".
عندها ينتظر اللبنانيون "الويل والثبور" و"شر القبور" طالما أن شعار "أنا أو لا أحد" يبقى سيد الموقف، وطالما أن الازمة معلقة على من سوف ينتخب يوماً رئيساً للجمهورية اللبنانية... هذا ان كان حكامنا سيحافظون على هذه الجمهورية أم أن "أي نظام آخر" على ما لوّح به البعض ان كان مثالثة أم مرابعة سيكون نتاج مؤامرة كان وجهها الظاهر معركة الرئاسة أما المبطن فهو انقلاب سياسي يطيح بالطائف لحساب نظام آخر فرضه الواقع الاقليمي والدولي الجديد.
 

  • شارك الخبر