hit counter script
شريط الأحداث

- داني حداد

شقير: "السلسلة" تحوّلت الى حفلة مزايدات سياسيّة

الأربعاء ١٥ حزيران ٢٠١٤ - 07:38

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بات الحديث عن سلسلة الرتب والرواتب أشبه بمسلسل مكسيكي كثير الحلقات وقليل الأحداث، وتكاد تكون نهايته معروفة. لجانٌ واجتماعات ومبادرات وتعديلات، وفي الختام "مكانك راوح".
من مكتبه في مبنى غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان الذي تمّ تأهيله أخيراً، للمرة الأولى منذ بنائه قبل نصف قرن، يضع رئيس الغرفة محمد شقير نقاطاً كثيرة على حروف السلسلة وأرقامها المحترقة بسبب كثرة الطبّاخين.


يبدأ شقير حديثه الى موقع "ليبانون فايلز" بتمنٍّ: "لو لبّت هيئة التنسيق النقابيّة دعوتنا قبل سنتين للجلوس الى طاولة حوار لكانت وفّرت على البلد وعلى صحة أعضائها الكثير، خصوصاً بعد الصراخ والوعيد. إلا أنّهم اختاروا إلحاق الضرر بالبلد وبسمعته و، خصوصاً، بسمعة القطاع التعليمي إذ لا أظنّ أنّ بعد هذه اللغة التي سمعناها منهم هناك عائلة تملك، حتى الآن، ثقة بالقطاع التعليمي في لبنان".
ويشير شقير الى "أنّنا شهدنا في الأشهر الماضية حفلة مزايدات من جميع السياسيين، وأعتقد بأنّ إقرار السلسلة لن يتعدّى حدود الـ 1850 مليار ليرة".
وفي موقفٍ لافت، رأى أنّ النزول الى الشارع سياسي "وهناك من يملك مفتاح نزولهم وصعودهم، لذا أتمنى على صاحب هذا المفتاح أن يدرك بأنّ الناس ما عادوا يمتلكون القدرة على الصمود في ظلّ مشاكل اجتماعيّة جمّة. لننظر بدل ذلك الى العاطلين عن العمل والذين يخسرون وظائفهم. فلننظر الى من لا يتجاوز دخله الدولارين في اليوم بدل أن ننظر الى راتب الأستاذ الثانوي الذي سيصبح ستة ملايين ليرة أي أكثر من رواتب كبار الموظفين في الدولة".

وحين سألنا شقير: "من هو صاحب المفتاح؟"، أجاب: "لن أسمّي. جميعنا يعرف من ينزلهم ومن يحرّكهم، والجيّد في الأمر أنّ سقف تحركهم هو الصراخ فقط. ولكن الإضرابات الحاصلة تؤذي لبنان، علماً أنّ موظف الدولة ممنوع أن يُضرب وعلى الحكومة أن توقف رواتبهم، فنستعيد هيبة الدولة. كما أنّهم يطالبون بمحاربة الفساد بينما 23800 أستاذ مسجلين من دون أن يقوموا بالتدريس، ما يعني أنّ نقابتهم تحمي الفساد وعلى هيئة التنسيق أن تطالب بشطبهم لما يشكلونه من عبء على خزينة الدولة".

منطق أو لا منطق...
يعتبر محمد شقير، ردّاً علة سؤال عن أيٍّ من المشاريع التي قدّمتها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي أو اللجان المشتركة أو اللجنة النيابيّة الأخيرة، هي "الأقرب الى منطقكم"، "أنّ كلّ ما حصل بلا منطق". ويتابع: "لم يأخذ أحد من واضعي المشاريع بعين الاعتبار كم سيزداد عبء المتقاعدين بعد عشر سنوات. وكم سيكلف المتقاعدون الدولة؟".
ويضيف: "هناك إصلاحات يجب أن تقرّ ويجب أن يصوّت على السلسلة والإصلاحات معاً. كما يجب رفع السن التقاعدي للضباط في الجيش" قبل أن يسدي نصائح لتجنّب الزيادة على الضرائب، "خصوصاً إن كانت غير مبنيّة على دراسات علميّة".
ويعترف شقير بأنّ "هذه الحكومة منتجة، إلا أنّ التركيز يجب أن يكون على كيفيّة استعادة المستثمرين، خصوصاً أنّ عدم الاستقرار الضريبي يهشّل المستثمر. والأخير لا يحكي بلغة العاطفة بل بلغة الدولار، وهناك دول عربيّة تقدم تسهيلات كبيرة على عكس لبنان حيث يبرع النواب فقط بالمزايدة على بعضهم".

وعلى صعيدٍ موازٍ، لفت شقير الى أنّ الفراغ جريمة كبيرة بحق لبنان، مشيراً الى أنّ "اللعبة الرئاسيّة كانت داخليّة وتحوّلت بعد الفراغ الى خارجية، ولن يرحم التاريخ من تسبّب بذلك. فما من مستثمر سيتحمّس للاستثمار في بلد بلا رئيس. إضافة الى قضيّة اللاجئين السوريّين، إذ باتت نسبة 33 % من الجرائم التي تحصل في لبنان سببها الوجود السوري ولم يعد باستطاعتنا أن نتحمّل هذا العبء".
ونسأل: كنتم تقاطعون الحكومة السابقة، فهل مع هذه الحكومة التي تتواصلون معها ومن خلال علاقتكم مع الخارج هناك بوادر بموسم صيف سياحي جيّد في لبنان؟
ويجيب: "لم نكن نقاطع الحكومة السابقة ولكنّها لم تكن تتحدّث بلغتنا. كانت الحكومة من لون واحد فماذا أنتجت؟ أما الحكومة التي تضمّ الجميع فهي أكثر إنتاجيّة. أما على صعيد موسم الصيف، فالوضع الاقتصادي يتحسّن ولكن ينقصنا الكثير للتعويض عن السنوات الأخيرة".
وإذ يشير الى أنّ "لا استثمارات جديدة بارزة"، يبدي شقير خشيته من رفع الضرائب التي قد تهشّل المستثمرين وندفع المزيد من المؤسسات للانتقال الى الخارج.

العمل الداخلي
حقّق محمد شقير أثناء تولّيه الوزارة إنجازات كثيرة، من بينها ما قام به على صعيد تأهيل المبنى. ويضيف: "لا أحب أن أحكي عمّا عملناه في الغرفة، ولكن الوسام الذي منحني إياه رئيس الجمهورية وهو ليس لي بل للغرفة، أصدق دليل على ما أنجزناه".
ويضيف: "تمّ تخصيص عقار لبناء مقرّ جديد في سن الفيل، حيث أعددنا الخرائط ونأمل أن يضع الرئيس الجديد حجر الأساس له. أما في المبنى في بيروت فيلزمنا أشهر قليلة لننهي عمليّة تأهيل المبنى بشكلٍ كامل".
وفي الختام، سألنا شقير: هل تتطلّب المرحلة رئيساً اقتصاديّاً؟
فأجاب: "تتطلب رئيساً يشبه ميشال سليمان".


 

  • شارك الخبر