hit counter script

مقالات مختارة - الياس الديري

لحدّ هون وبَسّ...

الأربعاء ١٥ حزيران ٢٠١٤ - 06:53

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

النهار

لحدّ هون وبَسّ. تحذير الرئيس تمّام سلام من محاولة تعطيل السلطتين التشريعية والتنفيذية جاء في محلّه ووقته. ولا يختلف عن التحذير من اللعب بالنار.

فالمصلحة العليا للوطن المأزوم، ومصالح الناس، والاستقرار الأمني، وموسم السياحة والاصطياف الذي ينتظره البلد على أحرّ من الجمر، لا يجوز اللعب بها. أو تجاهلها. أو اعتبارها فشّة خلق لهذه الفئة من أصحاب المطالب المحقّة أو تلك.
المثَل يقول لنا لا تهزّوا الواقف على شوار. ولبنان واقف على حافة الهاوية. وتقريباً على رِجلٍ واحدة. وبعض التصرّفات والتهويلات المتمادية من شأنها إثارة البلبلة، وإثارة الشكوك، في ظروف لبنانيّة وعربيّة لا تحتاج إلى شرح يطول.
الفراغ، أو الشغور الرئاسي، لن يبقى إلى ما لا نهاية. وقد لحَظ الدستور نصّاً خاصّاً، استدراكاً واستباقاً لمثل الحال الذي يتخبّط فيه لبنان اليوم، مؤكِّداً في المادة 62 من الدستور إناطة صلاحيات رئيس الجمهورية وكالةً بمجلس الوزراء في حال خلوّ سدّة الرئاسة لأي علّة كانت.
إذاً، ما القصد والغاية من العزف الذي يشهده مجلس الوزراء لهذه الناحية، وما علاقة كل ما يجري على "الهامش" السياسي بآلية عمل مجلس الوزراء في ظل الشغور الرئاسي، وفي ضوء المادة الدستوريّة التي لا لَبْسَ فيها ولا غموض؟
هل في بال هذا الفريق أو تلك الفئة أغنية ما، موّال ما، مغامرة ما تصبّ في خانة تعطيل المؤسّسات الدستوريّة وشلّ الدولة في شكل كامل، ولأسباب تخدم طموح هذا "الشبَق" إلى الرئاسة، أو تلبّي تطلّعات تلك الفئة إلى إعادة النظر في الصيغة والتركيبة؟
إلاّ أن ذلك كلّه لن يقدِّم ولن يؤخِّر ولن يغيِّر حرفاً مما كُتب، ومما هو مكرَّس بموجب دستور ليس من المسموح اللعب حوله، أو محاولة مسِّه في مرحلة حرجة لا تتيح مجالاً أو فرصة في هذا الصدد. فالمظلّة الإقليميّة الدوليّة الكونيّة لا تزال تخيّم فوق البلد الصغير لتصونه من ألاعيب كهذه. فغنّوا غير هذه المواويل إذاً...
أما بالنسبة إلى رئيس الحكومة الذي لن يفوته أن يضع النقاط على الحروف في جلسة غد، فإنه لم ولن يفقد الصبر الذي عايَشه، وعجنه، وخبزه، وطوَّعه عشرة أشهر وعشرة أيام.
وسيكون واضحاً جداً، وصريحاً للغاية عندما يحين الوقت المناسب لمخاطبة الناس ومصارحتهم بكل الأمور والقضايا التي هي اليوم قيْد التداول. وسيضع النقاط على الحروف دون زيادة أو نقصان. وهذا ما يتوقّعه الرأي العام، وما ينتظره من تمّام سلام الذي برهَن طوال هذه المسيرة أنه رجل دولة، يتحلّى بكل الصفات التي يجب توافرها في مَنْ يتحمّل مسؤولية رئاسة مجلس الوزراء وخصوصا إذا خلَت سدّة الرئاسة ولم يتمكّن مجلس النواب من انتخاب رئيس جديد.
ما يهمّ الناس في الدرجة الأولى والأخيرة استمرار الاستقرار وعودة الحياة الطبيعية إلى دورتها وحركتها.
 

  • شارك الخبر