hit counter script

المؤتمر الصحافي للعماد ميشال عون

الإثنين ١٥ أيار ٢٠١٤ - 15:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقد دولة الرئيس العماد ميشال عون مؤتمراً صحافياً في دارته في الرابية، علّق خلاله على الشغور في منصب الرئاسة الأولى، مشيراً إلى أنّ هذا الشغور يسقط الميثاقيّة، وبالتالي تسقط الشرعيّة، فتنتفي السلطة.
وإذ ذكّر بالفقرة "ي" من الدستور التي تنص على أن "لا شرعية لأيّ سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك"، حدّد مشاركة تكتّل التغيير والإصلاح في السلطات كافة بمعيارين اثنين، "الأوّل إلزامي وهو إعادة تكوين السلطة نفسها، والثاني كياني وهو ما يتعلّق بمصلحة الدّولة العليا"، مشدّداً على أنّ هذا الموقف هو "لإنهاء الشغور بأسرع وقت، وإنجاز الإستحقاق الرئاسي".
العماد عون الذي أكد أن ليس لديه "Plan B"، شدّد أن الرئيس الميثاقي لا بد أن يكون قوياً في طائفته ومقبولاً من الطوائف الأخرى.

وفي ما يلي وقائع المؤتمر:

منذ شهور طويلة ونحن نتهيّب هذه اللحظة. سعينا جاهدين إلى تجنّبها وحاولنا استباقها وبذلنا كل جهد، بلا عقدٍ ولا أحقاد، في محاولةٍ صادقة للوصول بالاستحقاق الرئاسي إلى خاتمة وطنية تليق بالموقع وبالوطن وبشعبه.
كانت مبادئنا واضحة، ودوافعنا معلنة. وفي كل خطوة كنا ننطلق من جملة مسلّماتٍ وطنية:
نحن لا نقبل بأقل من سيادة كاملة واستقلال ناجز لوطننا. واليوم، بعد أن استعدناهما علينا أن نعمل بجهدٍ للمحافظة عليهما.
نحن لسنا جزيرة معزولة، بل ننتمي الى محيط قريب كما الى مجتمع دولي.
انتماؤنا الى المحيط يعني التزامنا قضاياه المشروعة والمحقّة، والتفاعل معه من أجل الخير المشترك. وميثاق جامعة الدول العربية وضع الإطار، وخصوصاً في المادة الثامنة منه، التي نصّت على ان تحترم كل دولة نظام الحكم القائم في دول الجامعة الأخرى، وتتعهد بأن لا تقوم بعمل يرمي إلى تغيير النظام فيها.
من هنا نحن لا نتدخل في شؤون أي دولة، ولا نقبل تدخّل أيّ دولة في شؤوننا، ولطالما رفضنا وقاومنا سياسات الهيمنة والتبعية والإلحاق.
أما انتماؤنا الى المجتمع الدولي بكل مؤسساته الدولية والحقوقية وآليات عمله وعدله، فيعني التزامنا بكل المواثيق الدولية، وبالأخص ميثاق الأمم المتحدة. هذا الميثاق الذي يؤكّد في الفقرة السابعة من مادته الثانية، أن الأمم المتحدة ليس لها الحق بالتدخّل في الشؤون التي" تكون من صميم السلطان الداخلي لدولة ما". أمّا في المادة 51، وضمن الفصل السابع منه، فقد أعطى الحق الطبيعي للدول وللشعوب، في الدفاع عن نفسها وعن بلدها إذا اعتدت قوة مسلحة عليها.
انطلاقاً من هذه المسلمات، نقارب قضايانا وحريتنا وحقوقنا، كما حريات الآخرين وحقوقهم.
لست اليوم في معرض تفصيل كلّ ما نؤمن به ونتطلع إليه. لكنني أوردت ما سبق، لأنه كان وسيظل جزءاً من مقاربتنا لأي استحقاقٍ وطني، وفي صلب نظرتنا إلى الاستحقاق الرئاسي الذي نجتاز اليوم. استحقاق نرى فيه المدخل الضروري والمعبر الإلزامي لتحقيق كلّ ما يحتاجه لبنان، من سيادة للدولة على قاعدة الانفتاح والتعاون، ومن توازنٍ لعائلاته الروحية في إطار تكامل العيش معاً، ومن حرية للإنسان على قاعدة تحرِّره من كل حاجة ومن كل خوف.
نقول هذا، لأن لبنان قد دخل منذ منتصف ليل 24 أيار الجاري مرحلة الشغور في منصب رئاسته الأولى. إنها مرحلة استثنائية بكل أبعاد تكوين الوطن والدولة عندنا. فلا يمكن لوطننا الميثاقي، ولا يمكن لدولتنا الوفاقية، أن يعيشا ويعملا ويستمرا بلا رئيسٍ للجمهورية. والأمر نفسه يصحّ حيال أي موقع ميثاقي آخر.
وإزاء هذه الحالة، قد يقول البعض أن النصوص الدستورية التي تحكم حالة الشغور الرئاسي واضحة. وقد يعتب بعضٌ آخر أن النصوص عينها قابلة للتأويل والاجتهاد والتفسير.
ليس الوقت الآن لسجالاتٍ من هذا النوع؛ فالوطن هو الغاية، بما هو شعب وروح. إن الفقرة "ي" من مقدمة الدستور تنصّ على أن "لا شرعية لأي سلطةٍ تناقض ميثاق العيش المشترك"، فلنرجع الى هذه الفقرة ولنقِس بها حالتنا الراهنة، فتنبئنا بما هو ممكن وما هو غير ممكن.
حين تسقط الميثاقية، تسقط الشرعية، وتنتفي السلطة. فكيف واللبنانيون بكل تلاوينهم يُجمعون على أن موقعَ رئاسة الجمهورية هو اللُبنة الأولى في بناء ميثاقية سلطتنا، وفي تكوين سلطاتنا الميثاقية.
هكذا، يظهر بوضوح، أن شغور موقع الرئيس يعني غياب الميثاقية. لذلك، واستناداً إلى كل ما سبق نؤكّد أن شغور موقع رئاسة الجمهورية، يجعل من شرعية أي سلطةٍ مشوبةً ومنتقصة، إلا ما يتعلق بمعيارين اثنين لا غير، الأول إلزامي وهو إعادة تكوين السلطة نفسها، والثاني كياني وهو ما يتعلّق بمصلحة الدولة العليا (Raison d’état).
من هنا نؤكّد أن تعاملنا مع استمرار عمل السلطات كافة، أثناء الشغور الرئاسي، سيكون محكوماً بهذين المعيارين لا غير.
إنّ ما يرتبط بإعادة تكوين سلطاتنا الوطنية، أو بمصلحة الدولة العليا، يكون شرعياً وميثاقياً ونُقدم عليه. وما عداه فنعتبره غير شرعيّ وغير ميثاقيّ ونُحجم عنه، ونحجب عنه صوتنا ومشاركتنا.
إن هدفنا الوحيد من هذا الموقف هو إنهاء الشغور بأسرع وقت، وإنجاز استحقاقنا الرئاسي، كما تقتضي الرئاسة الرئاسة، وكما يفرض منطق المستحق وغير المستحق.

لقد اجتزنا معاً مراحل أكثر صعوبة، فلا تخافوا. وكما أن يومنا أفضل من الأمس، فلا شكّ في أن غدَنا سيكون أفضل من اليوم.

ثم أجاب عن أسئلة الصحافيين:

س: ركّزتَ كثيراً في حديثكَ على موضوع الميثاقية، ماذا تعني بالرئيس الميثاقي، وماذا تعني بالميثاقية في هذا الظرف؟
ج: الميثاقية كلمة يسمعها اللبنانيين كثيراً، ونأمل أن يكونوا مدركين للأبعاد الصحيحة لهذه الكلمة. ففي كل مرّة نريد أن ننتخب رئيساً للجمهورية، يجب أن يكون هذا الرئيس مقبولاً من جميع الطوائف. هذا الأمر ليس كافياً، وهكذا تكون الميثاقية ناقصة، يجب على الرئيس أولاً أن يكون ممثلاً لطائفته ومقبولاً منها وقوياً فيها، فلا يجوز أن يكون الرئيس مقبولاً من الآخرين ومرفوضاً من طائفته، هذا هو المفهوم الصحيح للميثاقية.
نتحدّث في كلّ مرة عن موضوع الميثاقية، في حين أن قسماً لا يفهمه جيداً. الميثاقية هي كما قال البطرك الراعي في بكركي " نريد رئيساً قوياً"، وكما قال الرئيس سعد الحريري "نريد رئيساً يمثلّ وجدان المسيحيين وقويّاً أيضاً" ، وكما قال الرئيس بري " نريد رئيساً قوياً".. وكما قلنا نحن المعنيين المباشرين بهذا الاستحقاق، نريد رئيساً قويّاً، وقادراً أن يكون فاعلاً في موقع رئاسة الجمهورية. رئيس الجمهورية ليس " عامود ملح " ثابتاً ولا يتحرّك، يجب على الرئيس أن يكون " دينامو". وبالرّغم من أنّ صلاحيات رئيس الجمهورية محدودة، يجب عليه أن يكون " دينامو" بين جميع اللبنانيين، كما أنّنا لم نلحظ لمرّة واحدة وجود هذه الحركيّة عند رئيس الجمهورية. هذه هي الميثاقية الحقيقية، فهي لا تقتصر فقط على الآخرين.
ستسألونني اليوم عن سبب تعطيلنا لجلسات مجلس النواب، أمّا الجواب فهو أنّنا لسنا من عطَّل مجلس النواب، وتعطيلنا كان نتيجةً للتعطيل الذي بدأه الآخر. لم نكن مرشّحَيْن إلى الرئاسة، بل كان هناك ثلاثة مرشّحين، منهم الورقة البيضاء، وبالرّغم من أنّ هذه الورقة حصدت أكثرية الأصوات، ولكن لم يكن هناك من أكثريّة لأي مرّشح، يمكننا أن نستمرّ في التصويت من اليوم حتّى 20 سنة من دون الوصول إلى نتيجة، وفي النهاية نضطرّ إلى التخلّي عن المرشحين الثلاثة والإتيان بشخص من الدرجة الثالثة. ما يحصل هو مجرّد لعبة، ولا يجوز اللعب بموقع رئاسة الجمهورية وبهكذا مناورات رخيصة.
إذاً، من لم يكن مدركاً لما حصل في مجلس النواب، فليدرك الآن. سنرفض كل مناورة تكون باتجاه موقع رئاسة الجمهورية، لن نخوض المعركة إلاّ بمرشحين بالفعل يمثلّون، وليس كما حصل. كان يجب على من حصل على أقلّ نسبة من الأصوات في المجلس النيابي أن ينسحب من المعركة، ولكنّه رفض الأمر بهدف إسقاط المرشحَيْن الآخريَن.
أمّا السبب الآخر، فكان عدم وجود مرشّح ميثاقي في المقابل، لا بل كان مرفوضاً من طوائف أخرى، ومن نصف المسيحيين على الأقلّ.

س: لقد قلتَ أنّ الهدف هو إنهاء الشغور بأسرع وقت، هل هذا ينتظر التسوية الإقليمية أو الضوء الأخضر الإقليمي، وخصوصاً أنّ باعتراف مختلف الكتل النيابية في الجلسة الأخيرة أو المحاولة لعقد جلسة، قد أقرّ النواب رفضهم للتدخلات الخارجية وذلك أنّ الرئيس منذ الطائف هو صناعة خارجية وبرعاية إقليمية. وكيف ستحدّدون سقف التعاطي مع السلطة التشريعية والتنفيذية، هل ستذهبون غداّ إلى مجلس النواب، وما هي القرارات المصيرية التي ستوافقون عليها في الحكومة؟
ج: التعاطي مع السلطتيْن التشريعية والتنفيذية سيحدّد بعد ظهر اليوم في اجتماع تكتّل التغيير والإصلاح ، فهذا هو السبب الرئيسي لعقد اجتماع التكتّل اليوم. وحتّى أنّ الأمور ليست ناضجة تماماً، وعلينا العمل على مواضيع وفاقية لا صدامية وقد تثير المشاكل والجدل كما بدأت أولى جلسات الحكومة، كما أنّنا لن نفتح ملف سوء التشريع على مصراعيه.
أمّا في موضوع الرئاسة، هناك حدود في الكلام عنه، اعتبرنا في تكوين السلطة التشريعية، أنّ الرئيس الأول هو المقصود، يجب العمل على قانون الانتخاب وحدوده سيكون يوم 20 آب.
يوم 20 آب ستكون دعوة إلى الانتخابات، وهذه الانتخابات ستتعيّن بين 20 أيلول و20 تشرين الثاني، حينها سيكون هناك مجلس آخر وإذا لم يكن قد انتخب الرئيس لحينه يتولّى المجلس الجديد هذه المهمة .

س: هل يمكن أن يقرّ هذا القانون في ظلّ غياب رئيس الجمهورية؟
ج: نعم، هذه إعادة تكوين للسلطات الدستورية، هذا الأمر الوحيد المسوح به.. مصلحة البلد العليا.

س: هل يمكن أن نقول من خلال حديثكم في هذا المؤتمر، أنّ التفاوض بينكم وبين تيار المستقبل انتهى، خصوصاً بعد الكلام الصادر من المستقبل مؤخراً بعد إعادة إعلان دعمهم لترشيح سمير جعجع، عندما قالوا " فليتوافق العماد عون مع مسيحيي الرابع عشر من آذار، حينها كتيار مستقبل ندعم ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية " . وهل يطلب منك تيار المستقبل كما يقال برنامج رئاسي كي يدركوا كيف أنّ العماد عون سيسير في الخطوط الأساسية التي على أساسها يعلنون قبول أم رفض هذا الترشيح؟
ج: لم يطلب منّي تقديم أي شيء، أمّا التوافق بين المسيحيين فهو غير مطلوب لأنّ المسيحيين سيكونون ديمقراطيين، دائماً هناك من أكثرية وأقلّية. ومع الأسف، الآخرون يضعون "بلوك" كامل أمامهم، كنا نأمل أن يكون في كل الطوائف الأخرى فريقان أكثري وأقلي، لا أن تكون "بلوك" واحد فهذا يعزز الديمقراطية، فاللوائح الإنتخابية تصبح مختلطة، كذلك تأليف الحكومة، ويكون لكل فريق تمثيل داخل مكونات المجتمع اللبناني. أمّا اليوم، تكتّلت المكونات اللبنانية طائفياً ضدّ بعضها البعض. نحن نفتخر بهذه الطريقة في ديمقراطيتنا، فلماذا تريدون إلغاءها؟ يجب على الجميع أن يعلم أنّ الإجماع هو ديكتاتورية الطائفة، نحن لا نلوم الآخرين، وكما وأنّنا لا نغمز من قناة أحد، فنحن من إخترنا السير في هذه الطريق، وأعتبرها أغنى لأن فيها تنافساً.

س: إذاً مستمرّ في التفاوض مع المستقبل؟
ج: نعم، إنّ التفاوض مستمرّ بيننا وبين تيار المستقبل.

س: الرّئيس نبيه برّي مستمرّ بالدّعوات المتتالية لانعقاد جلسات مجلس النّواب. ما هو موقفكم اليوم؟! وهل سيؤدّي هذا الأمر إلى توتّرٍ في العلاقة أو إلى مزيدٍ من التوتّر مع الرّئيس برّي ؟!
ج: لماذا يجب أن يكون هناك توتّرٌ أو مزيدٌ من التوتّر؟! لن يحصل أيُّ شيءٍ بيننا، وفي الأصل ليس هناك توتّر، وكلّ ما يخرج في الاعلام هو عبارة عن شائعات.

س: وصفت ما جرى في المرحلة الماضية على أنّه مناورة (وهنا أتحدّث عن التّرشيحات السّابقة)، ولكن السّيد حسن نصرالله كشف بالأمس أنّ نية الفريق الآخر كانت التّمديد. هل طُرح التّمديد في لقاءاتكم وتواصلكم مع الرّئيس سعد الحريري؟
ج: التّمديد طُرح على الجميع.

س: لقد تحوّلت الدّيمقراطية الموجودة في الصفّ المسيحي والتّي تحدّثتً عنها إلى اتّهام في مكانٍ ما لتكتّل التّغيير والإصلاح من خلال الطّرح الّذي قدًّمته حول المثلّث القوي، وقد تمّ الحديث عنها على أنّها مطالبة بالمثالثة، أي تغيير لجوهر النّظام اللّبناني..
ج: لقد تحدّثت عن المثلث القوي، أمّا القول بالمثالثة فهو حكمٌ على النّوايا، إذ ليس هناك مسٌّ بالمناصفة، فضبطَ الوضع بين ثلاثة أشخاص لكلٍّ منهم رمزيته داخل طائفته يقوّي الوحدة الوطنية على عكس ما يتمّ تداوله، لقد سمّيت الرّموز الأولى ممن بينهم الخلاف، أي بين السّنة والشّيعة. نحن بالأساس نتحدّث عمّن بينهم خلاف، وهذا الموضوع لا يقوّي فريقاً على فريقٍ أخر، إنّما المثلث القوي يخلق توازناً في ممارسة السّلطة. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّنا لم نتحدّث عن الطّائف في هذه المرحلة.

س: أنتم تصوّرون عدم النّزول إلى مجلس النّواب وعدم ترشيحك بأنّ الفريق الآخر لا يزال يطرح رئيس القوّات اللّبنانية سمير جعجع، بينما الكلّ يعلم أنّكم تنتظرون جواباً من الرّئيس سعد الحريري، في حين أنّ الرّئيس سعد الحريري ينتظر قرار السّعودية، والسّعودية تنتظر إيران، وإيران في انتظار التّفاوض مع دول الغرب، أي مع الـ5+1 وتحديداً الولايات المتّحدة الأميركية. ما هو سقف احتمالك لهذا الوضع؟
ج: لقد حدّدت سقف الإحتمال مسبقاً.

س: 20 آب؟
ج: كلاّ، تُطلق الدّعوة في 20 آب. أمّا تحديد يوم الإنتخاب فيجب أن يكون بين 20 أيلول و20 تشرين الثّاني.

س: وما هي الخطة "ب" Plan B ؟
ج: A+

س: هل يقبل العماد عون برئيس توافقي في حال..
ج: (مقاطعاً) لقد قلت A+، فلن يكون هناك plan B.

س: البعض يقول أو بالأحرى يربط التّأخير في الإستحقاق الرّئاسي وفي بتّ هذا الإستحقاق بإعادة التّمديد للمجلس النّيابي. ألا تتخوّفون من هذا الأمر؟
ج: سيكون هناك دعوة للإنتخابات في 20 آب. فلنأخذ مثلاً العراق الّتي هي تحت القصف والمتفجّرات وقد انتخبت، وسوريا الّتي هي تحت القصف والمتفجّرات ستنتخب أيضاً، ومصر كذلك تنتخب اليوم في ظل الوضع الأمني المهزوز فيها، لذلك نحن أيضاً مهما كان الوضع فلن يخيفنا فنحن قد اعتدنا على ذلك، والجيل الآتي بعدنا يجب أن يكون أشرس منّا في الصّمود بوجه الإرهاب.

س: أي أنّ هناك خوفاً على الأمن في لبنان؟
ج: الرّئيس ميشال سليمان قال قبل أن يرحل من القصر الجمهوري بأنّه خائف من حصول هزّات أمنية، وتخوفنا وقتها من أن يكون هناك مخطط ما للوصول الى التمديد.

س: كيف تصف علاقتك اليوم مع البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي، وهل صحيحٌ أنّ البطريرك تدخّل بعدم انتخابك وانتخاب سمير جعجع لرئاسة الجمهورية؟
ج: هذا سؤالٌ شخصي، وأنا لم أعرف حقيقةً إذا كان هذا الأمر صحيحاً أم لا.

س: وكيف تصف علاقتك بالبطريرك؟
ج: علاقتي جيّدة مع الجميع.

س: قال السّيد حسن نصرالله بالأمس "لا نريد رئيساً يحمي المقاومة، إنّما المقاومة هي الّتي تحمي الرّئيس والشّعب والدّولة". هل تقبل بأن تكون هذا الرّئيس؟! ولماذا لم يسمّك السّيد نصرالله بالأمس كمرشّح للحزب إذا كنت أنت فعلاً مرشّحه الحقيقي؟
ج: لست أعلم. ولا يمكن أن نتحدّث عن نوايا. أساساً، حتّى الآن لم يسمّني أحد، وأنا لم أسمِّ نفسي، لذلك لا يستطيع أحدٌ أن يسبقني في التّسمية، فعندما تصبح المعركة جدّية ومن دون مناورات، عندها نرى إذا كنّا سنترشّح أو نترك الآخرين كي يصلوا إلى سدّة الرّئاسة.

س: لقد اعتمدتم سياسة الإنفتاح على تيار المستقبل، وتحدّثت عن الثّلاثية الّتي تضمّك وتضمّ الرئيس سعد الحريري والسّيد حسن نصرالله. هل أنت مستعدّ إلى زيارة باريس واصطحاب الرّئيس سعد الحريري إلى لبنان ضمن سياسة الإنفتاح؟
ج: متى؟! وفي أيّ مرحلة؟! عندما أصبح رئيساً، فبكلّ تأكيد سأقوم بذلك.

س: هل توافقون أنّ الحكومة غير ميثاقية في ظلّ الشّغور الرّئاسي؟!
ج: ستكون الحكومة مُنتقصة، لأنّها ستكون جزءاً من سلطة ناقصة. فلنفترض أنّ رئيس مجلس النّواب أو رئيس الحكومة غير موجود، كيف ستحكم إذاً؟! ولماذا سيحكمون في ظلّ غياب رئيسٍ للجمهورية لا سيّما وأنّ الدّستور أيضاً وفي أحيانٍ كثيرة لا يُطبّق بأكمله؟!
فعندما يقال مثلاً بأنّ الحكومة تُناط بمسؤوليات رئيس الجمهورية، ويُعتبر المجلس حالةً انتخابيةً فقط.. هم يُدخلون إذاً مواداً جديدة في مرحلةٍ يكون فيها مجلس النّواب غير مُعدّ للتّشريع. فلماذا تحصل هذه الإستثناءات دائماً، ونحن قادرون على ألاّ يكون هناك استثناءات؟! نريد أن نعلم لماذا ليس هناك رئيسٌ للجمهورية حتّى الآن؟! لماذا هناك مناورة؟! ومن جاء بالمرشّح الثّالث الّذي يملك 10 أصوات فقط، لأنّ الـ16 صوت جاؤوا بالإستعارة نهار الإنتخابات ونحن نعرفهم اسمياً؟! لماذا يريد شخصٌ أن يعطّل الإنتخابات بـ 10 أصوات؟!

س: ما رأيك بالتّعديلات الدّستورية الّتي طرحها الرّئيس ميشال سليمان قبل المغادرة؟
ج: كان من الممكن أن يطرحها منذ البداية، وليس لحظة مغادرته. تصرّفه كمن يرمي بضع "بحصات" ليدوس عليهم أحدهم فيقع. على أيّ حال إذا كان هناك شيءٌ موجِب، فكلّ شيء معقول.  

  • شارك الخبر