hit counter script

اختتام اعمال مؤتمر مذكرة بكركي مشروع وطن بحضور رئيس الجمهورية

الأربعاء ١٥ أيار ٢٠١٤ - 09:16

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

احتفاء بالذكرى الثالثة لانتخاب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وبرعاية وحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، اختتمت مساء الثلاثاء اعمال مؤتمر " مذكرة بكركي - مشروع وطن " الذي انعقد على مدى يومين في فندق الهيلتون - الحبتور. واقيم عشاء في المناسبة تقدمه الرئيس سليمان والبطريرك الراعي وحشد من الوزراء والنواب والمطارنة والقيادات العسكرية والامنية
الخازن
وبإسمالهيئة المدنية لدعم مذكرة بكركي ألقى الوزير السابق فريد هيكل الخازن كلمة قال فيها:"باسم الهيئة المدنية لدعم مذكرة بكركي الوطنية أشكر لفخامة الرئيس رعايته لمؤتمرنا الاول ولصاحب النيافة بركته ودعمه لهذا الحدث الذي وفقنا الله في جعله جامعا متنوعا وتعدديا يشبه لبنان الجامع والمتنوع والتعددي، إنما ضمن الوحدة والإجماع على الثوابت الوطنية.
فخامة الرئيس،على مسافة زمنية لا تتعدى الأيام العشرة، تقفون وأنتم على إستعداد لمغادرة القصر الجمهوري بعد سنوات ست شهدت ما شهدته من صفحات في تاريخ الوطن، منها مراحل صعبة طويناها غير آسفين عليها، ومنها مشرقة طويناها متحسرين على انقضائها.ويبقى الأسف الأكبر خشيتنا كما خشية العديد من اللبنانيين أن نرى كرسي الرئاسة اللبنانية شاغراً حتى إشعار آخر، ما يضعنا في خانة الدول التي لا تستحق أن تحكم ذاتها بذاتها.يأخذ هذا السؤال بعداً محرجاً، إذا ما أدركنا أننا أول ديمقراطية في الشرق ورسالة حضارية فريدة من نوعها في العالم".

وسأل "هل يعقل ألا ننجح في الوفاء لتاريخنا الديمقراطي والحضاري فندع كل دول العالم تتدخل في شؤوننا الداخلية، لا لسبب إلا لأننا فشلنا في إدارة شؤون بلادنا؟
المسألة يا فخامة الرئيس لم تعد حول المواقف المعلنة أو المضمرة من مواقفكم، بل حول موقع رئاسة الجمهورية الذي يهدد بإفراغه ديمقراطية لبنان وميثاق لبنان وصيغة لبنان"!وقال:"في خضم هذه الظلمة في الحياة السياسية والوطنية برزت مذكرة بكركي، لا لتضيء الطريق إلى القصر فحسب بل إلى الوطن من أقصاه إلى اقصاه.
ونراكم ياصاحب النيافة في مناسبة السنة الثالثة لتوليكم سدة البطريركية تسلكون درب أسلافكم الذين أضاءوا طريق الوطن كلما انقطعت السبل واشتدت وعورة الطريق وتجمعون في زمن التفرقة وتؤالفون في زمن الشرذمة. تكلمت مذكرتكم لغة الميثاق في زمن تهدد فيه الميثاق، ولغة الصيغة في زمن تشوهت فيه الصيغة، وفي زمن أدخلنا إلى الإنشطارات الوطنية الأفقية والعمودية. في هذا الزمن، ينبغي أن تكون رسالة المسيحيين حفظ التوازنات وتنظيم العلاقات فهم صمام الأمان وتحولهم إلى وقود في صراعات الآخرين ينهكهم وينهك الوطن!

صاحب النيافة والغبطة، مذكرة بكركي الوطنية كانت بحاجة إلى دينامية الصرح البطريركي فتحركتم وجمعتم في الصرح من جمعتم ونتمنى أن تكونوا قد لقيتم آذانا صاغية!
إننا ندعو معكم إلى إنقاذ ما تبقى من سمعة لبنان في المحافل الدولية وقبل كل شيء لدى الشعب اللبناني عبر انتخاب رئيس جديد للجمهورية في المواعيد الدستورية، رئيس يحظى باحترام المسيحيين والمسلمين، يكون خارج الإنشطارات، ويعمل على مد الجسور بين الإنشطار والآخر لا على تعميق الهوة بين شطر من هنا وشطر من هناك.
لقد أستطعنا بفن الممكن أن نجمع على مذكرة بكركي ما لم يكن في الحسبان أن يجمع، وراهنا على توق المجتمع إلى الحوار وكان رهاننا صائبا.
وبالرغم من عدم الإجماع على كل محاورالمذكرة إلا أنها أسست للحوار، لإدارة الخلاف، ولتحييد حياة الناس اليومية عن الخلاف السياسي وذلك من قبل النخب الأكاديمية والفكرية وأصحاب الخبرة السياسية.هذه النخب لبت الدعوة وناقشت برحابة صدر، وكان تفاعلها على قدر الوطن لا على قدر الحسابات السياسية الضيقة.
وقد أثبتت النخبة هذه مشكورة
أن الحوار ممكن عندما نقدم المصالح الوطنية على المصالح الخاصة، لأنه لا يجوزإخضاع الناس عن قصد أو عن غير قصد في الصراع السياسي.
لا يجوز بحجة تعذر الحلول بين القيادات أن تتعذر الحلول لمشاكل الناس اليومية...
وبذلك تتحول بعض القيادات لا سمح الله إلى أولئك الكتبة الذين قال عنهم السيد المسيح أنه "ويللهم لأنهم يغلقون ملكوت السموات قدام الناس فلا يدخلونهم ولا يدعون الداخلين يدخلون".
أيها الحفل الكريم،
لبنان بحاجة إلى رئيس جديد لا من أجل الميثاقية فحسب بل أيضا من اجل مواجهة تحديات كبرى ليس أقلها تحدي النازحين السوريين، والمحنة الإقتصادية والإجتماعية، وهجرة الشباب والأزمة الأمنية، فما نفع أن تبقى حكومة وأن يبقى نواب وأن يبقى رئيس إذا خسرنا لبنان"؟


وختم الخازن :"رجاؤنا ألا تنقضي المهل الدستورية إلا ونكون على موعد لتقديم التهاني للرئيس الجديد نطلب إلى الله أن يحمي لبنان ويلهم المسؤولين فيه سواء السبيل لما فيه مصلحة الوطن".

الراعي
وقال البطريرك الراعي :"فخامة الرئيس، إن رعايتكم لمؤتمر "مذكرة بكركي، مشروع وطن"، إحتفاء بمرور ثلاث سنوات على انتخابي بطريركا على كرسي أنطاكية، أبا ورأسا لكنيستنا المارونية، وحضوركم هذا العشاء الختامي للمؤتمر التكريمي، يوليانني في آن شرفا وسندا للسير قدما في مسؤوليتي الكنسية. فالكنيسة أولت إلي الخدمة البطريركية بانتخاب من الروح القدس وإخواني السادة المطارنة أعضاء السينودس المقدس. إن تاريخ البطريركية وتقليدها العريق الذي يرقى إلى البطريرك الأول القديس يوحنا مارون، يأتمنانني على خدمة قضية وطننا وشعبه. ولبنان يشكل الوطن الروحي لجميع اللبنانيين عامة، وللموارنة خاصة، المقيمين منهم والمنتشرين، بالتنسيق الكامل مع السلطة السياسية واحترامها، وهي المؤتمنة من الشعب، بحكم الدستور، على تأمين الخير العام، وبحكم الميثاق الوطني على تعزيز العيش المشترك وثوابته الثلاث: الحرية، والمساواة في المشاركة، وحفظ التعددية".

اضاف:"أحيي شاكرا جميع الشخصيات الدينية والمدنية التي تشارك في هذا اللقاء. بحضوركم تؤكدون محبتكم للكرسي البطريركي ولشخص البطريرك. وأنا شخصيا أجد فيها التشجيع والتأييد في بداية السنة الرابعة من خدمتي البطريركية. ومعا نجدد التزامنا الوطني، أمام رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي وحده بين جميع المسؤولين في لبنان "حلف بالله أنه يحترم دستور الأمة اللبنانية وقوانينها، ويحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة أراضيه" (المادة 50 من الدستور). وظل وفيا لهذا القسم طيلة الست سنوات من عهده الذي ينتهي بعد اثني عشر يوما.

إن التزامنا الوطني المشترك والمتجدد يقتضي منا أن نضع نواب الأمة أمام واجبهم الوطني الخطير الذي يطالب ضميرهم المسؤول، أفرادا وكتلا، بحكم الميثاق الوطني والدستور، أن ينتخبوا رئيسا للجمهورية في موعده الحاسم؛ رئيسا ينطلق من حيث بلغ فخامة الرئيس سليمان بالبلاد إلى مكانة محترمة في الأسرتين العربية والدولية، وقد لاقت منهما الدعم والتأييد. إننا نرفض بالمطلق الفراغ في سدة الرئاسة، لأنه يقصي المكون المسيحي عن السلطة الميثاقية ولو ليوم واحد، ويعطل الدستور. إننا نحمل المتسببين به نتائجه التاريخية الوخيمة. إن كرامة لبنان واللبنانيين تأبى بكل شدة أن ترى أبواب القصر الجمهوري مقفلة في 25 أيار الجاري، بعد مسيرة ست سنوات شرعت أبوابه وحمى الرئيس السيادة والاستقلال، والميثاق والدستور، وزرع في القلوب الرجاء بمستقبل أفضل. فلا يحق ولا يليق بالمجلس النيابي أن يخذل ثقة الشعب الذي وكله، ويحطم آماله، بداعي صراع القوى التي تشل الدولة من جراء لعبة المحاور الإقليمية".

وتابع "معكم جميعا أعرب عن الشكر الكبير لأعضاء "الهيئة المدنية لدعم مذكرة بكركي الوطنية"، وعلى رأسها الوزير السابق الشيخ فريد هيكل الخازن. أشكرهم على تنظيم هذا المؤتمر الأول بعنوان "مذكرة بكركي مشروع وطن" الذي استضافه أمس واليوم فندق هيلتون - حبتور الزاهر، والذي نلتقي تحت سقفه. فتحية لإدارته والعاملين فيه.
وكم نقدر شاكرين الشخصيات الكنسية والمدنية من مختلف الاختصاصات، التي حاضرت في محاور الحلقات الأربع، وتلك التي تولت إدارة هذه الحلقات، وكان مجموعها ثلاثين شخصية. نشكرهم من صميم القلب على عطاءاتهم الفكرية والمادية التي أغنت "المذكرة الوطنية"، وقد حياها الكثيرون "كخريطة طريق" نحو نهوض لبنان على كل المستويات.
إن حضوركم، أيها الأحباء، احتفاء بمرور ثلاث سنوات على انتخابي بطريركا، يعيدني إلى موعد لقائنا الأول في 25 أذار 2011، عندما تسلمت من سلفي الكبير صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، ومن إخواني السادة المطارنة أعضاء سينودس كنيستنا المقدس، مسؤولية خدمتي البطريركية. يومها أعلنت التزامي السير في خط أسلافي البطاركة العظام. واليوم أجدد أمامكم الالتزام عينه، مستندا إلى محبتكم وصلاتكم ومؤازرتكم.

إنني، في هذا الالتزام، أستحضر هؤلاء الأسلاف الستة والسبعين من البطريرك الأول القديس يوحنا مارون إلى غبطة أبينا البطريرك مار نصرالله بطرس. أستحضر أمانتهم وتضحياتهم، ثوابتهم ودفاعهم، صمودهم ومعاناتهم، نجاحاتهم وخيباتهم، تأييدهم ومخالفتهم، حبهم واضطهادهم، إيمانهم ورجاءهم ومحبتهم، وعدم تزعزعهم. وكان شعار كل واحد منهم صلاة المزمور: "وضعت الرب عن يميني، فلن أتزعزع" (مز 16: 8).
لقد قادوا المسيرة الطويلة التي بلغت هدفها مع البطريرك الكبير خادم الله الياس بطرس الحويك الذي رئس الوفد اللبناني إلى مؤتمر السلام في فرساي سنة 1919 ونال من المجتمع الدولي إقرار دولة لبنان الكبير المستقل الذي تم إعلانه في أول أيلول 1920، واكتملت مكونات الدولة مع البطريرك انطون بطرس عريضة بالاستقلال الكامل وجلاء الجيوش الأجنبية، وتوجت في سنة 1943 بالميثاق الوطني في عهد المغفور لهما الشيخ بشاره الخوري رئيس الجمهورية، ورياض الصلح رئيس الحكومة. فكان، كما ردد أحد المفكرين اللبنانيين المسلمين، تقي الدين الصلح: "للمسلمين الفضل في استقلال لبنان عن العالم العربي، وللموارنة فضل الحفاظ على الحرية والديموقراطية". أين نحن اليوم من جمال البدايات؟
ومنذ ذلك الحين والبطريركية المارونية تدعم الجمهورية اللبنانية في مسيرتها كيانا وشعبا ومؤسسات، وعلمتْ أبناءها الموارنة الولاء الكامل للبنان من دون أي بلد سواه، وعلمتهم الانفتاح على جميع البلدان والشعوب ومصادقتهم، وعلى التعددية في الوحدة".

وقال الراعي :"تعاون بطاركتنا مع رجال قادة حققوا الآمال ووصلوا بلبنان إلى تكوينه وعزته وازدهاره، وإلى خصوصيته ونموذجيته ورسالته، في الأسرتين العربية والدولية. واليوم أمام واقعنا المتقهقر على كل صعيد، نتساءل مع أحد المفكرين وكتاب التاريخ: "هل انتهى عهد الكبار؟" .
هل نأمل برجالات دولة كبار يدركون أن لبنان "الوطن النهائي لجميع أبنائه، الواحد أرضا وشعبا ومؤسسات"، كما نقرأ في أول سطر من مقدمة الدستور، يعني الضمانة لبقاء كيانه ورسالته، ولمصلحة شعبه ومصلحة العالم العربي، وحتى لمصلحة جوانب كثيرة من العالم الإسلامي، كما كتب المغفور له الإمام محمد مهدي شمس الدين في كتيبه "الوصايا؟" (ص48). هل من رجالات دولة كبار يؤمنون بأن لبنان "وطن حداثة الإنسان ورقيه"، كما قال سماحته؟ هل مثل هذا اللبنان يستهويهم ويلهمهم التضحية في سبيله والعمل على تخليد رسالته في هذا الشرق المتصدع؟
من أجل إيجاد قادة كبار، بحجم لبنان وتاريخه ورسالته، كانت المذكرة الوطنية التي أصدرناها بمناسبة عيد القديس مارون، 9 شباط 2014، من أجل الأمانة لمسيرة كنيستنا البطريركية على مدى ألف وستماية سنة. وقد حدانا إلى إصدارها حدثين كبيرين مترابطين هما انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 25 أيار الجاري، والاحتفال بيوبيل المئوية الأولى لإعلان لبنان الكبير. وكأن كل عهد الرئيس الجديد من 25 أيار 2014 إلى 25 ايار 2020 إعداد لهذا الاحتفال وتتويج لعهده الرئاسي. فرسمتْ "المذكرة" خريطة الطريق بمراحل أربع متتالية ومتكاملة: الثوابت الوطنية، الهواجس الراهنة، أسس الانطلاق نحو المستقبل، وتحديد الأولويات.
إن المؤتمر الأول الذي نظمته، بشكل راق ورفيع، "الهيئة المدنية لدعم مذكرة بكركي الوطنية" ونحن نحتفل الآن باختتامه، قد أغنى، مشكورا جدا، هذه المذكرة بمداخلات المحاضرين الكبار. فتوسعوا بمضامينها ولا سيما منها: الديموقراطية الميثاقية، العيش المشترك وتلاقي المذكرة مع الدستور، رسالة المسيحيين ودورهم في لبنان والمشرق، أزمة السلاح وقرار السلم والحرب، رئاسة الجمهورية: مواصفاتها وصلاحياتها ومعادلاتها الإقليمية والدولية، تحفيز القوة المنتجة في لبنان والانتشار، وتعزيز دور المرأة والشباب.
وكانت البطريركية قد أصدرت، بواسطة "المركز البطريركي للتوثيق والأبحاث"، منذ خمس سنوات "شرعة العمل السياسي، في ضوء تعليم الكنيسة وخصوصية لبنان"، من أجل تثقيف الضمائر على منظومة العمل السياسي وأصوله، وتعزيز تربية وطنية وتنشئة على المواطنة. والبطريركية الآن في صدد إصدار وثيقة ثالثة، بواسطة المركز إياه، تختص بالنهوض الاقتصادي، وهي بعنوان: "الاستحقاق الرئاسي والوضع الاقتصادي... مخاطر وفرص". هذه الوثائق البطريركية الثلاث تشكل وحدة متكاملة".

وختم الراعي "في بداية السنة الرابعة من خدمتي البطريركية المتزامنة مع بداية عهد رئاسي جديد للجمهورية، نشكر الله على "خريطة الطريق" التي ترسمها "المذكرة الوطنية" والوثيقتان الأخريان، بالإضافة إلى نتاج هذا المؤتمر. فإذا سلكناها معا كنيسة ودولة بالتعاون، مع حفظ ما بينهما من تمايز واستقلالية، استطعنا النهوض بلبنان إلى سابق عهده الزاهر وإلى مستقبل واعد".
 

  • شارك الخبر