hit counter script

خاص - ملاك عقيل

الراعي: ما تعيدوها!

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 05:40

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

"المايسترو" ممثل فاشل في بعض الاحيان. لا يمكن لـ "الاستاذ" ان يبرع في كل ما يفعله. هذا ما دلّت عليه وقائع جلسة 23 نيسان. قبل اعلان نتائج الجلسة الاولى من انتخاب رئيس الجمهورية حذّر نبيه بري المغادرين القاعة قائلا لهم "عودة مع رجعة... ها". احد نواب "تيار المستقبل" تلقّفها سريعا "هي عودة بلا رجعة".
غادر الناقمون ولم يعودوا، والارجح لن يعودوا الا حين تستوي الطبخة الرئاسية. بعدها ارسل بري انذاره الاخير "روحوا نبشوا على النواب وشوفوهم وين مخبّيين... كيف يعني هيك، أبصرش". لكن عمليّاً، صار وأكثر.
نبيه بري هو شريك التكافل والتضامن في تطيير جلسة نصاب الجلسة الاولى في الدورة الاولى. لم يكن بامكان رئيس مجلس النواب رفع الجلسة اعتباطيا من دون همّة الحلفاء. وهكذا كان. البطريرك بشاره الراعي كان أكثر من استفزّه المشهد.
لا حاجة لفريق استشاري مساعد لكي يلفت نظر سيّد بكركي بان الرئيس بري كان جزءا اساسيا من الصورة. من اوركسترا تعطيل الجلسة الثانية التي ستدشّن مسار انتخاب رئيس الجمهورية بالنصف زائدا واحدا. الراعي فهم الرسالة جيدا، وقرّر عدم السكوت. من اجل ذلك، توجّه الى عين التينة في صباح اليوم التالي، في زيارة هي الاولى من نوعها منذ وصوله الى الكرسيّ البطريركي، ليقول ما يجب قوله لرئيس مجلس النواب.
لم يكن الانسحاب من الجلسة، بعد انتهاء عملية الاقتراع، الامر الوحيد الذي استفزّ سيّد بكركي. ساءه ايضا استحضار مناخات الحرب الاهلية وأوجاعها. هو طبعا من الذين تساءلوا في قرارة انفسهم "اذا النائب سليمان فرنجية لم يسقط ورقة جيهان فرنجية في الصندوق فلماذا يفعلها نائب آخر؟".
المهم ان الراعي، وعبر زيارته غير المسبوقة الى عين التينة، حاول تفادي الاسوأ. في اللحظة التي صافح فيها الرئيس بري بعد خروجه من المصعد الذي قاده الى مكتب بري توجّه البطريرك اليه بعبارات الثناء، مذكّرا اياه بما قاله للنواب لحظة بدء جلسة الانتخاب "عاش مين شافكم مجتمعين". اعرب البطريرك عن سروره بهذه العبارة "لان رؤيتهم مجتمعين أمر ضروري وملحّ". لكن في خلال جلسة الدردشة تشعّبت الاحاديث وظهر خيط العتب.
فالراعي طلب صراحة من رئيس مجلس النواب الضغط بكل ما أوتي من قوة، من منطلق موقعه الدستوري والسياسي، للدفع باتجاه تأمين نصاب جلسة الاربعاء المقبل والاستمرار في الدعوة الى الجلسات حتى انتخاب الرئيس. بطبيعة الحال كان على بري ان يكرّر أمام الضيف البطريركي أنه قام وسيقوم دائما بالواجب، خصوصا عبر تذكيره بأن كتلته النيابية حضرت وكانت آخر المغادرين، وهذا ما سيحصل في باقي الجلسات، وبأن "المشكلة" هي في الوقائع التي تشير الى رفض العماد ميشال عون المشاركة في الجلسة المقبلة قبل التوصّل الى مرشح إجماع، وهو واقع يتبنّاه "حزب الله".
ما قاله لاحقا البطريرك إن من عين التينة او في مطار بيروت كان لافتا. بالطبع كان ليتهرّب من الاجابة لو سأله احد الصحافيين "من تتّهم بتعطيل النصاب في الجلسة الثانية؟". بالمقابل، هو قال ما يوازي هذا الجواب اهمية. "ليست مرجلة ان نكسر النصاب ونغيب". لا يملك سيّد بكركي وسائل ردعية تمنع معطّلي النصاب من العودة عن خطيئتهم. لكنّه قالها مباشرة لميشال عون وحلفائه، وأيضاً لقوى 14 آذار إذا رأت أنّ الدفة في جلسة النصف زائداً واحداً قد تنقلب ضدّها "مجبورون على المجيء بحكم الضمير والوكالة الممنوحة لكم من الشعب".
أما "حزورة" المواصفات فلا تزال مستمرة. الراعي يزيد الامر غموضاً. برأيه، "الرئيس يفرض نفسه ولا نفتش عليه في آخر ليلة، والناس يعرفونه من خلال شخصيّته ومفهومه وخدمته للبنان وهناك كثير من هؤلاء في لبنان. وعلى الجميع أن يدرسوا سيرة أيّ مرشح للرئاسة في لبنان، من هو، كيف عاش، وماذا أعطى للبنان، وماذا أنتج، وماذا قدّم للرأي العام خلال خدمته السياسيّة، وكم خدم الخير العام، فهكذا ينتخب الرئيس، ينتخب على أساس سيرة الماضي والحاضر والمستقبل ويكون انساناً واعداً". وما على القارئين في فنجان الرئاسة سوى استخلاص العبر من الرسائل البطريركيّة الرئاسيّة!

  • شارك الخبر