hit counter script

أخبار محليّة

هل يخسر المسيحيون جمهوريتهم؟

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 01:41

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

اكدت اوساط اميركية لـ"الجمهورية"، انه ليس سرّاً أنّ الأميركيين يستطيعون التعايش مع لبنان، سواءٌ استطاع أن ينتخب رئيسه، أو حلّ الفراغ فيه، أو نَجح التمديد أو أيّ صيغة أخرى تُمكّنه من البقاء في منطقة ضبابية المشهد، ولو مع أنابيب الإنعاش.

لكنّ ما يلفت الانتباه هو وجود نوع من التقدير السياسي لدى أوساط أميركية مُطّلعة ترى أنّه «كان يُمكن للبنانيين عموماً والمسيحيين تحديداً، تنظيم حال سياسية يحافظون من خلالها على حدّ أدنى من تماسك بلدهم، وتُعينهم على مواجهة الأعاصير التي تعصف بالمنطقة».

وتجزم تلك الأوساط بأن «لا مرشّح رئاسياً لواشنطن ولا تزكية لأحد، في الوقت الذي كان في وسع المسيحيين أن يتجاوزوا الإنقسام الحاصل، عبر اتفاق زعاماتهم الرئيسية على مرشّح توافقي يستطيع أن يحصد أصوات 64 نائباً مسيحيّاً.

ولو حصل ذلك، لتمكّنوا من تشكيل أكبر كتلة انتخابية ستكون قادرة على جرّ «الطرف» الآخر، كائناً من كان، إلى الإتفاق معهم على برنامج سياسي يضمن الدفاع عن وحدة لبنان، ويحافظ على هويته المتنوّعة والمنفتحة على الجميع، لكنّ المؤسف أنّ القيادت المسيحية غرقت في جدل سياسيّ، تارةً تحت عنوان الرئيس المسيحي القوي، وتارةً تحت عنوان الرئيس التوافقي الذي تأتي به قوى أخرى إلى سدّة الرئاسة».

ولا يغيب عن البال أنّ المعادلة التي باتت تحكم توازن القوى الداخلي في هذه المرحلة، لا تسمح بمجيء رئيس من هذا النوع، لانتفاء الظروف والمعطيات الداخلية والإقليمية لحصول ذلك.

فالانقسام المسيحي الحاصل يَحول دون الإتيان برئيس «قوي»، وتجربةُ الجلسة الإنتخابية الأولى كان يمكن أن تحصل مع أيّ رئيس «قوي» آخر، حتى ولو سمّاه «حزب الله» أو الطرف الثاني.

حتى إنّ لجوء زعيم أقلّية أُخرى إلى تسمية رئيس ماروني آخر، في معزل عن أسباب هذه الخطوة ومبرّراتها، يُظهرُ كم أنّ موقع الرئاسة الأولى الذي كان يضمن فرادةَ هذا الكيان اللبناني وخصوصيتَه، بات سِلعةً يمكن التلاعب بها، فيما أصحاب المرجعية الرئيسة منهمكون في تصفية حسابات لا تمُتّ بصِلةٍ إلى الحفاظ على هذا الموقع.

وتتخوّف الأوساط الأميركية من أن لا تكون جلسة الانتخاب أمس الأوّل أكثر من جلسة للإعلان عن عجز لبنان في تجديد مؤسساته إلى أمدٍ قد يطول أو يقصر، تبعاً للتطوّرات الجارية حوله.

وتقول: «إنّ ما هو مرتقَب لا يبشّر بالخير أبداً، خصوصاً أنّ كلّ المؤشرات تؤكّد أنّ احتدام المشهد السياسي والعسكري في سوريا يوحي بأنّ الفراغ الرئاسي ربّما يكون طويلاً، فيما تجربة حكومة تصريف الأعمال مع الرئيس نجيب ميقاتي والوقت الطويل الذي استغرقه تأليف حكومة الرئيس تمّام سلام، نموذج عن المدّة المتوقّعة للخروج من الفراغ في موقع الرئاسة الأولى».

وتسأل تلك الأوساط «عن حكمة الزعماء المسيحيّين في عدم الاتفاق على مرشّح قوي بالمعنى الذي يُعيد إظهار موقع المسيحيين في لبنان، ليس بصفتهم قوّة معارضة أو معترضة على هذا الطرف السنّي أو الشيعي، بل بصفتهم قوّة كيانية تطمح إلى استعادة قوّة لبنان وموقعه الوسطي في المنطقة أوّلاً وأساساً».

وتختم بالتحذير «من مَغبّة إطالة أمد الفراغ، والآثار السلبية المترتّبة عليه، ليس فقط على أوضاع لبنان الأمنية والاقتصادية والمعيشية، بل على تركيبته السياسية والكيانية ودور الجماعات المكوّنة له».

  • شارك الخبر