hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - قاسم س. قاسم

ندوة عصام فارس: اللبنانيون «متل المسك» لولا... الغريب

الخميس ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 06:37

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الاخبار

جمع مركز عصام فارس، أول من أمس، «ميني طائف». سرد مسؤولون أمنيون وعسكريون سابقون من زمن الحرب الأهلية تجاربهم، والعبر التي خرجوا بها بعد 40 عاماً على الحرب الأهلية. المسلّمة الوحيدة أن الحق... «على الغريب»
 

«حملت السلاح ضد الغريب، وضد اللبناني الذي وقف مع الغريب»، هكذا، يختصر أحد مقاتلي حزب الكتائب اللبنانية السابقين عقدين من حمله السلاح خلال الحرب الأهلية اللبنانية. قبل يومين، جمع مركز عصام فارس رئيس مجلس الأمن الكتائبي سابقاً سامي خويري، نائب رئيس «حركة الناصريين المستقلين ـــــ المرابطون» سابقاً سمير صبّاغ، وعضو المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار سابقاً شارل غسطين، وأمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي وقائد «جيش التحرير الشعبي» سابقاً المقدّم شريف فيّاض، بالإضافة إلى مؤسس «وحدات دفاع بيروت» في حزب الكتائب سابقاً، والمسؤول العسكري عن منطقة الأشرفية خلال الحرب مسعود الأشقر.

هكذا، تواجه ممثلو الأحزاب «اليمينية الانعزالية» وممثلو «القوى الوطنية» في ندوة «13 نيسان: عِبَر الحرب بعد أربعة عقود»، لكن من دون سلاح هذه المرة. تحدث كل منهم عن نظرته إلى الحرب والأسباب التي أدت إلى اندلاعها. طبعاً، لا أحد يقول عن زيته «عِكر»، فلم يتطرق الحاضرون إلى ما ارتكبوه خلال تلك الفترة، والدور الذي أدوه، مع العلم أن غالبيتهم كانوا من قادة الميليشيات المتقاتلة.
رأى خويري أن اللبنانيين «لم يتعلموا من الحرب شيئاً... السيطرة المارونية انتقلت إلى السيطرة السنية، ثم إلى السيطرة الشيعية التي تنتظر هزيمة مشروعها». وعزا الكتائبي العتيق سبب اندلاع الحرب إلى «موقع لبنان الجغرافي وانعكاس الصراعات الخارجية عليه»، بينما الحل الأفضل لمنع تكرارها هو «حياد لبنان المطلق، وتقوية أجهزته الأمنية وإقرار قانون انتخابي جديد».
من جهته قال صباغ إن سبب الحرب هو التركيبة الطائفية للبنان التي «أعطت مساحات واسعة لنشاط الطوائف على حساب الدولة، ما أتاح للدول الخارجية اللعب على التناقضات الداخلية بسهولة». عرّج صباغ على منظمة التحرير الفلسطينية، معتبراً أنها «استفادت من هذا الواقع لتبني تحالفاتها، فيما أخطأ الفريق المواجه لها بالانخراط مع إسرائيل». أما العبرة التي تعلمها، فهي «عدم السير خلف المشاريع التي تقف إسرائيل وراءها، والتمسك بالدولة ورفض كل أشكال الدويلات».
وحده غسطين، رأى أن «الحرب اندلعت قبل 13 نيسان». «الأزمة التي سبقت الحرب، اتخذت منحى سياسياً بالدرجة الأولى، وتجلى ذلك بالاحتجاجات التي أطلقها المسلمون ضد الدولة التي يهيمن عليها بنظرهم المسيحيون»، شرح الرجل. وأضاف: «ثم جاء العامل الفلسطيني الذي أيّده المسلمون، الذين جاهروا بالولاء المزدوج للبنان والعروبة، فيما كان هاجس المسيحيين الولاء للبنان». والحل، طبعاً بالنسبة إلى غسطين، لمنع إعادة تجربة 1975 هو «إعادة صياغة للبنان جديد وإعادة بنائه، رغم الشعور بالانتماء إلى الطائفة الذي لا يزال قوياً أكثر من أي وقتٍ مضى». من جهته، رأى فياض أن «أهم الدروس المستقاة من الحرب هو العودة إلى الحوار والقناعة بالعيش المشترك وقبول الآخر كما هو»، وشدد على أن «التسوية تبقى أفضل من بشاعة الحرب».
وفي كلمة الختام، قال الأشقر شيئاً يدعو إلى الإحباط، عن أن «اللبنانيين لم يتعلموا شيئاً من دروس الحرب، بل على العكس فإن بعض السياسيين يستثمرون في هذه النقاط من أجل تعزيز شعبيتهم على حساب المصلحة العامة». وشدد على أن «استهداف الجيش اليوم يشبه مرحلة السبعينيات عندما استهدف الجيش تحت عناوين سياسية مختلفة».
لم يتفق طرفا النزاع إذاً بشأن السبب الرئيسي لاندلاع الحرب. فيما بدا شبه الإجماع الوحيد، أن المشكلة كانت في «الغريب»، وهو «الفلسطيني» في هذه الحالة، وأنه لا «يجوز تفضيل الغريب على ابن البلد»، كما ردد أحدهم في القاعة الواسعة. كان الرجل أصدق المتكلمين. فالآخرون رموا كل أسباب الحرب على «الغريب». بالنسبة إليه، «كل ما قيل حلو، لكنه بعيد عن الواقع، عندما حملت السلاح وقفت ضد الفلسطيني، لم يهمني إن كان مسلماً أو مسيحياً، كان بالنسبة لي غريباً يريد السيطرة على بلدي».
هكذا، اتهم الحضور «الغريب» بالمسؤولية عما جرى. بينما غاب المتهم الرئيسي أي «الغريب»، الفلسطيني، ولم يستمع أحد إلى وجهة نظره عن الحرب، أو العبرة التي تعلمها هو الآخر. وكان من المفترض حضور المسؤول العسكري السابق لحركة أمل عقل حمية، لكنه اعتذر في الدقائق الأخيرة كما قال مدير المركز السفير السابق عبد الله بو حبيب.

  • شارك الخبر