hit counter script

الحدث - داني حداد

الرئاسة بين "أحمر" ستريدا جعجع و"ساعة" جان عبيد!

الخميس ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 05:17

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لن تمرّ ساعات كثيرة حتى يتمّ تجاوز ما جرى في الجلسة الأولى لانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة. ربما يحتاج البعض الى ساعات قليلة إضافيّة لنسيان إطلالة النائب ستريدا جعجع بزيّها الأحمر وكعبها العالي. يليق بـ "مدام جعجع"، كما واظب النائب وليد جنبلاط على تسميتها في الأيّام الأخيرة، أن تصبح السيّدة الأولى، شكلاً على الأقل. يُرجّح، كي لا نجزم، بأنّ السيّدة ذات الزيّ الأحمر لن تتنقل من معراب الى بعبدا، أقلّه في العام 2014. لو كانت النائب جعجع هي المرشّحة لكانت تمكنّت، ربما، من الحصول على أصوات بعض نوّاب الثامن من آذار. تروي أنّ رجلاً اتصل بمكتبها يدعى الحاج علي عمّار وطلب التحدّث معها، وقال إنّه يؤيّد مواقفها، فأخبرَت القصّة للنائب علي عمار في مجلس النواب وصدف أنّ النائب علي بزي كان بالقرب منها، فعلّق قائلاً "بيكون الحاج علي عاملا". فماذا يمنع "العليّان"، بزي وعمّار، من الاقتراع لها؟

يحتمل المشهد الانتخابي الكثير من التعليقات الساخرة، على طريقة "شرّ البليّة"، ولكن إذا اعتمدنا كلام الجدّ لبات واضحاً، من حسابات الأرقام التي خلصت إليها جلسة الانتخاب الأولى، بأنّ حظوظ شغور كرسي الرئاسة باتت مرتفعة جدّاً، خصوصاً أنّ انتخاب رئيسٍ جديد يحتاج الى خرقٍ للاصطفافات السياسيّة الحاليّة حيث لا قدرة لأيّ من فريقَي 8 و14 آذار أن يوصلا "رئيس تحدٍّ"، ولو ألصقت به صفة "القويّ".
من هنا، لن نشهد انتخاب رئيس جديد في الجلسة المقبلة المقرّرة يوم الأربعاء المقبل. يتحدّث بعض المتفائلين عن إمكانيّة التوصل الى مرشح تسوية في الجلسة التي سيدعو إليها الرئيس نبيه بري في السابع من أيّار المقبل. ينقل المتفائلون إيّاهم معلومات عن أنّ المرشحَين الأوفر حظّاً هما الوزير السابق جان عبيد وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، مع تسجيل أنّ الاقتراع للثاني يحتاج الى تعديلٍ للدستور وهو ما قد يكون متعذّراً قبل الخامس والعشرين من أيّار. يعني ذلك، اعتماداً على معلومات تسرّبت من دولة عربيّة معنيّة بالشأن اللبناني، أنّ لقمة الرئاسة اقتربت جدّاً من فم جان عبيد بعد أن رفضها الأخير حين وصلته ذات يوم على الطبق السوري. قال حينها للرئيس رفيق الحريري الذي كان حاضراً في جلسة في دمشق سبقت بأيّام انتخاب رينيه معوض رئيساً "هذه ليست ساعتي". فهل هي "ساعة" جان عبيد اليوم؟
يعتبر جان عبيد واحداً من قلّائل قادرين على خرق جدارَي 8 و14 آذار و، خصوصاً، الفريق الوسطي. إذا استثنينا سمير جعجع فإنّ علاقته بمكوّنات 14 آذار الأساسيّة جيّدة. في المقابل، يعتبر عبيد المرشح الذي يتركه الرئيس نبيه بري الى "وقت الجدّ". ينطبق الأمر نفسه على وليد جنبلاط. كما أنّه على تواصل دائم مع العماد عون والنائب سليمان فرنجيّة. تربطه بالأول علاقة صداقة دفعته ذات يوم الى معارضة دخول الجيش السوري الى قصر بعبدا، وبالثاني علاقة عائليّة تعود الى جلسات وأدوارٍ لعبها الى جانب الرئيس الراحل سليمان فرنجيّة.
أما إقليميّاً فإنّ عبيد صديق للسعوديّين وليس خصماً للسوريّين. هو ليس "قويّاً" بالمعنى التمثيلي الشعبي، إلا أنّه قادر على أداء دور الرئيس الحامي للمسيحيّين خصوصاً وللبنانيّين عموماً من الرهانات والمغامرات التي قد يدفعهم إليها "الرئيس القوي". هو ليس خصماً للمقاومة ولا مشرّعاً لاستخدام سلاحها بلا ضوابط. وهو، خصوصاً، المرشح الوحيد الذي يمكن أن يشكّل نقطة التقاء لدى كتل نيابيّة على خصومة سياسيّة، قبل تاريخ 25 أيّار المفصلي. أما إذا وقعنا في محظور الشغور فحينها، ربما، تكون "ساعة البلد" هي التي حانت...
 

  • شارك الخبر