hit counter script

«الثأر الإباحي»... وسيلة الرجال الإنتقاميّة

الأربعاء ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 06:37

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إذا فشلت العلاقة العاطفية وانتهى الحبّ وانفصل الشريكان، يبدأ الانتقام «من الزنّار وبالنازل» وهذا ما يُعرَف بـ»الثأر الإباحي» الذي انتشر أخيراً في البلدان الأوروبّية عموماً وفرنسا خصوصاً، فهل يصِل إلى لبنان؟ ما هو الثأر الإباحي؟ ومَن هُم ضحاياه؟

بدأنا نسمع أخيراً بظاهرة جديدة انتشرت في أوروبّا وتدنو من مجتمعاتنا الشرقية، وهي «الثأر الإباحي» الذي يلجأ إليه الرجال وسيلةً لانتقامهم من حبيباتهم السابقات أو ربّما زوجاتهم. نفصّل في هذا المقال ظاهرة «الثأر الإباحي» المعروفة أيضاً بـ»الانتقام البورنوغرافي» التي تكون النساء أولى ضحاياه.

تعريف... ووضع قانوني

«الثأر الإباحي» أو «الانتقام البورنوغرافي» مبدأ بسيط: بعدَ الانفصال أو الطلاق، ينشر أحد الطرفين صوراً حميمة أو فيديو جنسيّ وأشياء أخرى خاصّة بشريكه كوسيلة للانتقام منه.

وفي فرنسا، تجد الضحية نفسها وحيدةً في مواجهة وَضعها وحالتها المؤسفة، في غياب قوانين ونصوص تنظر في حالها. ولكن في الثالث من الشهر الحالي، حكمت المحكمة الجنائية على رجل يبلغ 35 عاماً، بالسجن سنة كاملة لنشره صوراً عارية لحبيبته السابقة على موقع «فايسبوك» ومواقع تواصلية أخرى ومن دون حصوله مسبقاً على موافقتها.

وقد اتخذت فرنسا خطوة أولى في موضوع «الانتقام الإباحي»، حيث أضاف القُضاة مادّة على القانون الجنائي «تمنع الأشخاص من تسجيل صور إباحية وحميمة عن شخص آخر، ونشرها من دون الحصول على موافقته المسبقة، وإلّا أُدرِجَ هذا العمل ضمن فئة الجرائم».

... رأي علم النفس

«الإنتقام الصوَري - الجنسي» المعروف بالـ»Porn Revenge» والمُنتشر عالمياً، يتمّ فقط عبر مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت، «ولكن نجحت بعض الدول في وضع قوانين تحدّ منه وتحمي ضحاياه وتعاقب مُرتكبيه، ومنها أوستراليا وإسرائيل»، وفق ما أكّد المتخصِّص في علم النفس العيادي الدكتور نويل روكز لـ»الجمهورية».

وأوضح أنّ «الإنسان الذي يلجأ الى هذا النوع من الانتقام عادةً ما يكون يملك نوعاً من الشذوذ الذي يظهر بعدَ انفصاله عن الشريك، ويختلف الوضع بين هَجره للشريك أو تعرّضه للهجر». ولفتَ الى أنّ هذه الحال تظهر لدى «مَن يملكون وضعاً شاذّاً في الشخصيّة يعبّرون عنها بفعل إباحي، أو لدى مَن يُعانون عقدة نقص يعوّضون عنها بالاغتصاب الحميمي».

في خانة الاغتصاب

أمّا بالنسبة الى القوانين، فقد أدرج روكز «الانتقام الإباحي» في خانة الاغتصاب «لأنّ مَن يلجأ الى هذه الوسيلة الانتقامية يغتصب حميمية الآخر وخصوصيته، ولذلك يعاقبه القانون خصوصاً أنّه يتلاعب بالآخر ويعرّضه للإذلال والتشهير».

وقال: «في هذا النوع من الانتقام، يظهر مبدأ «دفع الثمن»، وهذا ما ينمّ عن شخصيّة إضطرابيّة تتباهى بفعلها الانتقامي وتُشكّل ضغطاً إنفعالياً بالنسبة إلى الشخص الآخر، أمّا إذا تلذَّذ المنتقم بعذاب ضحيّته، فهذا يدخل ضمن وضع إنحرافي يُسمّى الساديّة».

وأدرجَ روكز «الانتقام الإباحي» ضمن الاضطرابات النفسيّة والحالات المرضيّة النفسيّة، ولكن بطريقة غير مباشرة «لأنّ المرض النفسي يتطلّب سِمات معيّنة ومعايير واضحة، ولذلك لم أدرجه مباشرةً ضمن الاضطرابات النفسية والامراض».

... ومصير دراميّ - مأسويّ

ويبقى مصير ضحايا هذا النوع من «العنف الرقمي» مجهولاً، لا بل مأسوياً في أحيان كثيرة. ففي البرازيل مثلاً، انتحرت فتاة تبلغ 17 سنة عام 2013 إثر نشر حبيبها السابق صورها الحميمة على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.

وإذا لم تكن النتائج دائماً بهذه الحدّة والفظاعة، إلّا أنها غالباً ما تكون ثقيلة ويصعب على الفتيات تحمّلها ومواجهتها بمفردهنّ. ففي الولايات المتّحدة الاميركية مثلاً، طردت معلّمة من المدرسة تحت ضغط أولياء التلاميذ بعد اكتشافهم صورة عارية لها على الانترنت، وفي فرنسا أيضاً لم تتمكن مدرّسة من التخلّص من انتقادات طلّابها ونظراتهم الحاقدة تجاهها إثر نشر صورها العارية على «فايسبوك».

لماذا ينتشر سريعاً؟

تشيد مواقع التواصل والمواقع المخصصة للقاءات العاطفية والتعارف، بأهمية الصور البورنوغرافية وبمدى إقبال الناس على تصفّحها وذلك لأنّها تساعدهم على إشباع غرائزهم الجنسية. إلّا أن هذه الصور التي تكون قد التُقطت بموافقة الطرفين على أن تبقى سرّية، ينشرها أحدهما بعد الانفصال والهجر، وهذا ما يثير بلبلة تُحال الى المحاكم.

يذكر أن هذا النوع من الدعوات لا يزال غريباً على المحاكم عموماً، على رغم انتشاره بسرعة بفضل سهولة الانترنت وبساطته، وقوّة الشبكات الاجتماعية وانتقالها الى أكبر عدد من المشتركين. ففي الولايات المتّحدة الأميركية أصبح «الانتقام الإباحي» ظاهرة إجتماعية فعلية، وقد وضعت 6 ولايات قوانين تعاقبها بهدف الحدّ منها.

التشجيع... لقاء المال

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعلن مؤسس أحد المواقع الاميركية التي تعنى بظاهرة «الانتقام الإباحي»، كيفن بولار عن تشجيعه المستخدمين على إرسال صور إباحية وجنسية لحبيباتهم السابقات أو ربما طليقاتهم. ويبرّر بولار طلبه هذا قائلاً: «نشر الحبيب الذي تعرّض للهجر صوراً إباحية وجنسية لحبيبته القديمة، يحرره من ألمه وبؤسه».

ولكن تبيّن أنّ هذا الموقع لا يهدف الى تحرير الحبيب المهجور من بؤسه وإنما الى ابتزاز المال من حبيبته السابقة، حيث يعرض بولار على الفتيات إزالة صورهنّ عن الموقع في حال دفعن له مبلغاً من المال يتراوح بين 300 و350 دولاراً أميركياً. وقد حكم بولار بدفع 4 مليون دولار أميركي كتعويض عن نشره صوراً بورنوغرافية سريّة كانت ضحيتها فتاة تبلغ 17 سنة.

وحالياً، وجد موقع متخصّص لمحاربة ظاهرة «الثأر الإباحي» وهو: endrevenge.porn.org، ينقل شهادات عن التأثير السلبي والمأساوي لهذا النوع من الانتقام المبتذل، ويساعد الضحايا إذ يقدّم لهم الأدلة القانونية المطلوبة.

 

اليسار حبيب- الجمهورية

  • شارك الخبر