hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - القسيس د. ادكار طرابلسي

هل قام المسيح بجسده أو بروحه فقط؟

الثلاثاء ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 08:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يُجادل بعض الذين لا يؤمنون بألوهة المسيح ويشككون بقيامته الجسدية ويعتبرون أن قيامته روحية ليس إلا. لماذا يصعب عليهم الايمان بقيامة المسيح الفعلية والجسدية مُصرّين على أن قيامته روحية بالرغم من ظهوره بالشكل الجسديّ؟ يستخدم شهود يهوه الآية "مُماتًا في الجسد ولكن مُحيي في الروح" (1بط 3: 18) ليقولوا أنه يستحيل أن يقوم المسيح بجسده الفعلي الذي خُصّص وحسب ليشكّل ذبيحة عن خطايانا لله. ويقولون أن ترائيه بشكله الجسدي طوال اربعين يوماً ليس إلا لتأكيد قيامته الروحية لتلاميذه. ولا يمكن من يدرس الآية المذكورة في شكل معمّق إلا بلوغ الاستنتاج أنها تُشير إلى الروح الإلهي الفاعل في اقامة جسد المسيح والذي سيكون فاعلاً في إقامة أجساد المؤمنين يوم القيامة (رو 8: 11). أما الايمان بقيامة المسيح الجسدية فليس من اختراع المسيحيين الذين آمنوا بها، بل انه نبوءة المسيح نفسه عن قيامته الجسدية. فهو قال: "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه. فقال اليهود في ست واربعين سنة بُنِيَ هذا الهيكل أفأنت في ثلاثة أيام تُقيمه؟ وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده؟" (يو 2: 19-20). وخاف اليهود من وعد المسيح بقيامته الجسدية فوضعوا حراسًا على قبره حتى لا يأتي تلاميذه ويسرقون جسده ويقولون أنه قام من الأموات. (متى 27: 64). ولكن يسوع بالحق قام بزلزلة عظيمة تاركًا الأكفان موضوعة وحدها (متى 28: 2؛ لوقا 24: 12).
يؤكّد لوقا الطبيب في إنجيله أن المسيح المقام امتلك جسداً فعليّاً ووثّق محادثته مع تلاميذه عندما جاءهم ووقف في وسطهم مباشرة بعد قيامته. "فخافوا وظنّوا أنهم نظروا روحًا. فقال لهم ما بالكم مُضطربين ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم. انظروا يديّ ورجليّ إنّي أنا هو. جسّوني وانظروا فإن الروح ليس له لحمٌ وعظامٌ كما ترون لي. وحين قال هذا أراهم يديهِ ورجليهِ. وبينما هم غير مُصدقين من الفرح ومتعجبون قال لهم: أعندكم ههنا طعامٌ؟ فناولوهُ جزءًا من سمكٍ مشويٍّ وشيئًا من شهد عسل. فأخذ وأكل قدّامهم" (لوقا 24: 36-43). ولم يكن توما في يومها مع التلاميذ وبقِيَ يُشكّك في قيامة المسيح الفعلية، فمنحه السيّد، عندما رآه، الفرصة ليتأكّد من قيامته الفعلية إذ قال له: "هاتِ اصبعك إلى هنا وأبصِر يديَّ وهاتِ يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنًا" (يو 20: 28). وقد رآه أكثر من خمسمئة شخص من الجماعة الأولى (1كو 15: 6) وصعد أمامهم بجسده إلى السماء (أع 1: 9-11). يؤكّد الكتاب المقدس، حيثما ذُكرت القيامة، على أنها دومًا قيامة أجساد البشر وأرواحهم معًا.
إن قيامة يسوع بالجسد تُشجعنا نحن المؤمنون به الذين نواجه الموت فنتعزّى بحقيقة أن أجسادنا ستقوم بطبيعة مُمجّدة لا يعتريها فساد وتصبح في شركة أبديّة معه (في 3: 21).
 

  • شارك الخبر