hit counter script

خاص - ملاك عقيل

"الاربعاء العظيم"!

الثلاثاء ١٥ نيسان ٢٠١٤ - 05:42

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بالتأكيد لم تأت دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الجلسة الرئاسية في "الاربعاء العظيم" بمثابة استجابة لضغط بكركي. منذ ما قبل بدء المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس واظب البطريرك بشاره الراعي على مخاطبة بري مباشرة داعيا اياه الى فكّ اسر الانتخاب بدعوة مجلس النواب للالتئام بشكل متكرر حتى نجاح المهمة، لكن عين التينة كانت تطنّش.
في اولوياتها حضرت سلسلة الرتب والرواتب، في وقت كانت الغشاوة المحلية والاقليمية تسيطر على المشهد الرئاسي. كان مخطط بري بتّ السلسلة ثم الانتقال الى الملفّ المفصلي، لكن في اللحظة التي بدت فيها السلسلة وكأنها تعود الى نقطة الصفر، قرّر بري تغيير قواعد اللعبة.
"اذا مش الاربعاء الخميس" وربما اي يوم آخر. لكن حتما موعد الثالث والعشرين من نيسان لا يمكن توصيفه سوى كنقطة انطلاق للسباق الرئاسي. وفق بوانتاج الاقبال النيابي على الحضور، نصاب الثلثين سيتأمّن. لا احد، عمليا، من القوى السياسية، خصوصا "تكتل التغيير والاصلاح"، "سيفعلها" ويغيب عن الجلسة واضعا نفسه في موقع المتّهم بتعطيل النصاب او ارباكه. وفق المعلومات، الفريق النيابي لميشال عون سيحضر، وسيغيب "الجنرال" شخصيا عن جلسة لن تنتج رئيسا، لكنها قد تلاعب حافة الهاوية طالما انها قد تمنح سمير جعجع "رقما"، سيكون له مدلولاته السياسية، في صندوق الاقتراع.
حتى اللحظة مرشّح رسميّ واحد، ببرنامج انتخابي شامل ومتكامل، هو سمير جعجع. الاخرون، من دون استثناء، مرشّحون لكن غير معلنين رسميا. الرئيس امين الجميل، كما البقية، مرشّح طبيعي، لكن لم ينتظر احد ان يعتلي المنبر، وينظّم احتفالية في بكفيا، معلنا خلالها ترشيحه للرئاسة وتقديم برنامجه الانتخابي. هؤلاء ينتظرون الفرصة والظرف من دون الركون الى شكليات الترشيح غير الملزمة اصلا. الجوجلة داخل فريق 8 و14 آذار ستبقى قائمة حتى اللحظة الاخيرة بشأن "خطة التحرّك" داخل مجلس النواب. في الساعات القليلة الفاصلة عن موعد بدء الجلسة سيقرّر الرئيس الحريري مصير خوض المواجهة الى جانب سمير جعجع، فيما ستتكثف المفاوضات في الطرف الاخر. اما مقاطعة، او ترشيح اسم آخر في مقابل مرشّح معراب. تعطيل النصاب، ان حصل، سيكون في الدورة الثانية وليس الاولى، منعا من السيناريو الكارثي بانتخاب 14 آذار رئيسا بالاكثرية المطلقة.
وحده ميشال عون العلامة الفارقة. هو المرشّح الاكثر من طبيعي للرئاسة، بحكم الحيثية والدور والمسافة الفاصلة التي أخذها من افرقاء الصراع. "الجنرال"، بهذا المعنى، ليس مرشّح قوى 8 آذار. هو ميشال عون فقط، هكذا يقدّم نفسه. اما يتمّ التوافق عليه، مع ما يحمله من مشروع مستجدّ للملمة الصفّ الداخلي، او يخسر فرصته الاخيرة. وصوله الى قصر بعبدا يحتاج الى هزّ رأس السعودي نزولا، وحلفاء المملكة سيمشون "عل العمياني". لكن هذا السيناريو لا تزال دونه عقبات. القطبة الاساسية تكمن في السؤال الاتي: هل حان الوقت، الاقليمي والدولي، لاعادة دور المسيحيين الى الواجهة بانتخاب رئيس قويّ يماثل بزعامته تلك الحاضرة في الشارع الشيعي والسنّي والدرزي؟
بمعزل عن هذا التساؤل، ستشكّل جلسة 23 نيسان كزدورة رئاسية للنواب، نجمها الاول سمير جعجع. الى جانبه قد ينبت مرشحون من داخل الصف الواحد او من خارجه. لكن العين ستكون على "الحكيم". فريق 8 آذار وميشال عون حتما ضد. وليد جنبلاط يخفي الورقة في جيبه، فيما يردّد كثيرون بأن الورقة البيضاء سلاحه الاوحد في ظل عدم اكتمال جهوزية المشهد الرئاسي. قوى 14 آذار في عين الرصد والاحراج بسبب الشهية المفتوحة ضمن صفوفها على الترشيح.
"بروفا" الرئاسة لن تنتج اذا رئيسا. وفق المعلومات، وفي وقت تتضارب فيه التوجّهات، حيال مسألة اساسية وهي هل ان دعوة بري الاولى للانتخاب ستعني حكما الدخول في "سلسلة" الدعوات المتتالية الى انتخاب الرئيس من دون امكانية العودة الى قطار التشريع، فان بري واستنادا الى النصوص القانونية، سيواظب ايضا، بين الجلسات التي سيدعو لها لانتخاب الرئيس، على دعوة النواب لعقد جلسة لاقرار السلسلة بعد انتهاء اللجنة الفرعية2 من مهامها، الا اذا ابقى بري جلسات مجلس النواب مفتوحة لانتخاب الرئيس، من دون ان يعلّقها الى موعد آخر.
وفيما يعتبر موعد 15 ايار حدّا فاصلا يفقد معه مجلس النواب القدرة على التشريع، ويتحوّل بعدها الى هيئة ناخبة، فإن المؤشرات حتّى الساعة تدلّل على ان انتخاب رئيس الجمهورية في الموعد المحدّد، أمر لا تتوافر مقوّمات تمريره ضمن المهلة الدستورية.

 

  • شارك الخبر